أعمال مصطفى حسين صارت جزءاً من الذاكرة الشعبية

رسامون يودّعون ساخر مصر الأول

صورة

أقام رسامون ومبدعون مصريون معرض رسوم كاريكاتيرية في وداع فنان كاريكاتير مصر الأول مصطفى حسين، الذي شكل مع الكاتب الساخر أحمد رجب ثنائياً ناقداً للأوضاع السياسية والاجتماعية المصرية، حيث تصدرت أعمالهما المشتركة صحفاً مصرية عقوداً عدة. شارك في المعرض الذي أقيم في مركز الجزيرة للفنون بالزمالك نخبة من المبدعين، سواء عبر حضورهم المباشر أو عبر رسومهم، كما تصدرت جدران المعرض رسوم الشخصيات التي أبدعها مصطفى حسين، وأصبحت معروفة في الواقعين المصري والعربي، وتحول بعضها إلى الحضور الدرامي مثل «فلاح كفر الهنادوة» و«عبده مشتاق» و«قاسم السماوي» و«عزيز بك الأليت» و«عباس العرسة» و«كمبورة» و«مطرب الأخبار» و«الكحيت».

معرض الوداع

قدم عدد من المبدعين رسومات في معرض الوداع، منهم الفنان سعيد أبوالعنين الذي قدم بورتريه للفنان الراحل، وعمرو فاروق الذي رسم نفسه وهو يرسم لوحة لأستاذه وهو يغني (مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى)، ومصطفى الشيخ الذي أبدع رسماً لمريض يسأل طبيبه عما إذا كان هناك أمل أن يضحك بعد وفاة مصطفى حسين، وإسلام رجب الذي قدم لوحة تحمل فيها الشخصيات التي أبدعها مصطفى حسين مثل «كمبورة» و«عبده مشتاق» وغيرهما، نعت الرجل إلى مثواه الأخير، كما أصدرت صحيفة «أخبار الأدب» عدداً شبه خاص عن الفنان الراحل بعنوان «البستان ـ مصطفى حسين وجوه أخرى»، استكتبت فيه الدكتور مصطفى الرذاذ، والكاتب مصطفى عبدالله، وهاني شمس، وتغريد الصبان، والفنان التشكيلي عزالدين نجيب، والناقد شعبان يوسف. وكشفت الصحيفة في عددها التذكاري أسراراً تنشر لأول مرة أبرزها فصل مصطفى حسين من كلية الفنون الجميلة.

ولد مصطفى حسين في مارس 1937، والتحق بكلية الفنون الجميلة عام 1955، وعمل وهو طالب في مجلة «الاثنين»، ثم التحق بجريدة «المساء» عام 1956، ثم انتقل إلى مؤسسة «أخبار اليوم» وظل بها حتى رحيله، وإن كان عمل لبعض الوقت في «المصري اليوم»، وتوفي في 24 أغسطس الماضي.

وقال الصحافي مصطفى السلامي لـ«الإمارات اليوم» إن «مصطفى حسين كان فناناً موهوباً شق طريقاً مغايراً لفن الكاريكاتير، غير من ملامحه سواء بطرق مجالات جديدة أو بإبداع شخصيات نمطية، تحولت من فرط واقعيتها إلى نماذج حية وكأنها موجودة بيننا في الواقع، مثل شخصية (كمبورة) وهو الشخص الذي يترشح في كل انتخابات، ويقدم وعوداً للناس ولا ينفذها، أو (قاسم السماوي) الحاقد على كل شيء حوله، صاحب العبارة الشهيرة (جتنا نيلة في حظنا الهباب)، أو (فلاح كفر الهنادوة) وهو الفلاح الطيب غير المتعلم لكنه يفهم أن السياسة إنجاز بعيداً عن الخطابات المنمقة».

وقال الصحافي والفنان ورسام الكاريكاتير محمد حاكم لـ«الإمارات اليوم» «بدأ مصطفى حسين انطلاقه الحقيقي مع مجموعة من المبدعين اليساريين ممن عملوا في جريدة (المساء) عام 1956 وضمت فيليب جلاب، ومحمد عودة، وعبدالعظيم أنيس وحسن حاكم، وكان يترأس تحرير الصحيفة القيادي اليساري خالد محيي الدين. وقد استطاعت (المساء) في تلك الفترة، أن تجذب الأنظار بإبداعات هذه النخبة وإسهاماتها المتجددة» وأضاف حاكم «كان مصطفى حسين انتقادياً بطبعه، لكن الاتهامات التي طالته بأنه حكومي أحياناً ومال برسوماته لتأييد سياسات معينة، مصدرها عمله بمؤسسة (أخبار اليوم) التي كانت في السبعينات يميل خطها إلى معاداة سياسات عبدالناصر، وما ارتبط به من صعود قومي».

وقال الصحافي والكاتب الساخر د.أشرف السويسي لـ«الإمارات اليوم» «كان مصطفى حسين رساماً موهوباً لا شك، لكن كان يعيبه سعيه لأن يكون كل تلاميذه على شاكلته، وأن تكون خطوطهم في الرسم قريبة من خطوطه إلى حد التطابق، كما كان البعض يرى أن خطوط مصطفى حسين تميل إلى التعقيد».

 

 

تويتر