جدل حول عقار "ستاتين".. فوائده أكثر أم أضراره؟
بعد أيام قليلة، من نشر نتائج دراسة أميركية حديثة، أكدت أن عقار ستاتين، الذي يساعد على خفض الكولسترول، مفيد أيضاً للمشاكل القلبية، جاءت دراسة أخرى، تدحض هذه النتائج وبأدلة أخرى لاتقل أهمية عما تم التوصل إليه سابقاً.
المتعارف عليه، أن عقار ستاتين، يُخفض مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية الناتجة عن الجلطات الدموية، ويحسّن كذلك تدفق الدم إلى الدماغ ويقلل الالتهاب.
عقار "ستاتين" مفيد للمشاكل القلبية
الدراسة الأولى، التي نشرتها صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، استناداً إلى ماتوصل إليه باحثون من كاليفورنيا، أشارت إلى أن الأشخاص، الذين أصيبوا بسكتة دماغية نزيفية، تتضاعف احتمالية نجاتهم بنحو ثلاث مرات إذا استمروا في تناول عقار "ستاتين".
ونصح الباحثون الأطباءَ المشرفين على مرضى السكتات الدماغية النزفية، بالتفكير ملياً قبل اتخاذهم قراراً بإيقاف عقار ستاتين لمرضاهم.
تلك الدراسة، شملت حوالي (3500 مريضاً) يعانون من سكتات دماغية نزيفية، ويقيمون في عشرين مستشفى داخل الولايات المتحدة الأميركية.
توصلت الدراسة إلى أن خُمس الذين أوقِف تناولهم لعقار ستاتين، غادروا المستشفى، بينما غادر نصفُ الذين تابعوا تناول العقار.
خبراء: فوائد "ستاتين" لخفض الكولسترول تفوق مخاطره
الدراسة الثانية، التي نشرتها صحف و وكالات أنباء عالمية، تنصح بتناول أقراص ستاتين؛ لخفض مستوى الكولسترول الضار في الدم.
وقالت الدراسة التي اجراها خبراء الصحة في وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية، إن فوائد العقار تفوق مخاطره وآثاره الجانبية. مؤكدن على أهمية أن يستمر المرضى الذين يوصف لهم عقار "ستاتين" المنظم للكولسترول، في تناوله، بالرغم من المقالات التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية، العام الحالي، والتي حذرت من أن عقار ستاتين، ربما يتسبب بآثارٍ جانبية ضارة، وأنه لا يخفض معدلات الوفاة، كما يُشاع.
الوكالة الطبية، أضافت في بيان لها، أن الأدلة المستقاة من التجارب السريرية، أظهرت أن "ستاتين"، الذي يضبط مستوى الكولسترول في الدم، يمكنه إنقاذ الأرواح؛ عن طريق الحد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية والحاجة لإجراء عمليات جراحة القلب. مؤكدة على أن أقراص ستاتين، مثلها مثل باقي الأدوية، قد تترك آثاراً جانبية، ولكن معظم تلك الآثار، تكون في العادة، خفيفة، تتمثل بآلام العضلات، وأن على المرضى مراجعة الطبيب المختص في هذه الحالة.
باحثون: مستخدمو "ستاتين" أكثر عرضة لخطر زيادة الوزن
وبعكس الدراستين السابقتين، أكدت الدراسة الثالثة، التي نشرتها صحيفة"ديلي ميل" البريطانية، أن مستخدمي عقار ستاتين، أكثر عرضة لزيادة الوزن، وأن عليهم ممارسة المزيد من التمارين الرياضية؛ لمواجهة الآثار الجانبية غير المرغوب فيها.
وتشمل النصيحة الأخيرة، التي تقدمها الدراسة، حوالي (17 مليون) شخص، فوق سن الـ 40، من المؤهلين لتناول ستاتين بانتظام.
الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون في جامعة لندن وجامعة غلاسكو، تضيف المزيد من الجدل الدائر حول استخدام الستاتين، والأدوية الأخرى الخافضة للكولسترول، حيث قال الأطباء إن متناوليها عرضة لزيادة الوزن، بمعدل نصف رطل(240غم) على مدى أربع سنوات، في حين أصروا على أن خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، لايزال قليلاً، ويؤثر فقط على خمسة من بين ألف شخص.
ونصح، الدكتور نافيد، من جامعة غلاسكو، وهو أحد المشاركين في الدراسة، المرضى مستخدمي العلاج بالستاتين، بتغيير نمط حياتهم، من خلال زيادة النشاط البدني، وتناول الأطعمة الصحية، فضلاً عن التوقف عن التدخين.
ورأى أن تغيير نمط الحياة واعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن، يساهم إلى حد كبير في تقليل الزيادة بالوزن(بالرغم من معدلها القليل نسبياً)، وكذلك مخاطر الإصابة بالسكري.
من جانبه، قال الدكتور دانيال، إن فريق البحث، وجد أيضا تفسيراً وراثياً للارتباط بين تناول الستاتين من جهة، وزيادة الوزن ومخاطر الإصابة بالسكري من جهة أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news