مهد كندا وقِبلة عشاق الطبيعة البِكر
جزيرة إدوارد.. مسقط رأس الكونفيدرالية
تعد جزيرة الأمير إدوارد الكندية قِبلة عشاق الطبيعة البِكر، حيث تزخر الجزيرة، التي تقع قبالة سواحل ولاية نيو برونزويك، بالمناظر الطبيعية الخلابة التي لم تعبث بها يد الإنسان.
لوحة بديعة يمكن للسياح خلال الرحلة من شارلوت تاون إلى المحمية الطبيعية بجزيرة الأمير إدوارد الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، التي تظهر من وراء كل منعطف على الطريق. وتضم هذه اللوحة الطبيعية البديعة باستمرار المياه الزرقاء والأرض الحمراء والغابات الخضراء. ولا تخلو الصورة أيضاً من المزارعين أثناء عمليات الحصاد، وعلى جانبي الطريق يشاهد السياح الأسواق القروية، التي يعرض فيها المزارعون بضائعهم ومنتجاتهم الطازجة، مثل الخضراوات والفاكهة ومختلف أنواع البطاطس، إضافة إلى ثمار القرع بمختلف الألوان والأحجام. وبعد أقل من نصف ساعة وصل السياح إلى المحمية الطبيعية التي تمتد على مساحة 22 كيلومتراً مربعاً، والتي تعد ثانية أكبر محمية طبيعية في كندا. وتهيمن الكثبان الرملية الضخمة والتكوينات الصخرية الحمراء على المناظر الطبيعية بالخط الساحلي الذي يمتد لمسافة 40 كيلومتراً بدءاً من كافنديش ووصولاً إلى منطقة «دالفي باي ذا سي». وهناك العديد من الممرات الخشبية التي تقود السياح عبر الكثبان الرملية حتى الشاطئ المغطى بالرمال البيضاء الناعمة للاستمتاع بمنظر المياه الزرقاء التي يعلوها من بعيد بعض قوارب الصيد الصغيرة. |
وتمتاز جزيرة الأمير إدوارد بأراضيها السهلية الصالحة للزراعة، وتنتشر بها غابات الصنوبر، كما أنها تشتهر بزراعة البطاطس؛ حيث إنها تنتج نحو ثلث إجمالي محصول كندا من البطاطس، ما منحها لقب إقليم البطاطس عن جدارة.
وتعد جزيرة الأمير إدوارد أصغر مقاطعة في كندا، ويعيش بها نحو 145 ألف نسمة، ويزهو سكان هذه الجزيرة بتاريخها العريق؛ حيث اجتمع في عاصمة المقاطعة شارلوت تاون خلال عام 1864 مع ممثلين عن المستعمرات البريطانية المختلفة في أميركا الشمالية لمناقشة إنشاء اتحاد سياسي.
ولم تنل نتائج المباحثات رضا وفد التفاوض المضيف عن جزيرة الأمير إدوارد.
ونتيجة لذلك عرفت الجزيرة بمسقط رأس الكونفيدرالية، وأصبحت كندا أمة في عام 1867. وعلى الرغم من أن الاتحاد وُلد في جزيرة الأمير إدوارد، إلا أن الجزيرة لم تنضم إلى الاتحاد في البداية.
وعلى الرغم من ذلك، تعد جزيرة الأمير إدوارد مهد الأمة الكندية، وتنتشر الاحتفالات طوال عام 2014 بمناسبة مرور 150 عاماً على هذا الحدث التاريخي. وتشهد البلاد برنامجاً متنوعاً وحافلاً بدءاً من الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية مروراً بالعروض البحرية ووصولاً إلى المهرجانات الاحتفالية بالملابس التاريخية.
وتقع جزيرة الأمير إدوارد على الطرف الجنوبي لخليج سانت لورانس في الجزء الشرقي من كندا، وتمتد بطول 200 كيلومتر وعرض يصل إلى 60 كيلومتراً.
وتهيمن منحدرات الحجر الرملي الأحمر على المشهد في الجزء الجنوبي من الجزيرة، أما في الشمال فتظهر المناظر الطبيعية للشواطئ الرملية الناعمة بكثرة.
وتعد جزيرة الأمير إدوارد أيضاً من المقاصد السياحية المحببة لسكان كندا لقضاء الإجازات والعطلات الصيفية، نظراً إلى ارتفاع درجة حرارة مياه البحر لما يزيد على 20 درجة مئوية خلال فصل الصيف.
ويمكن للسياح الوصول إلى الجزيرة بسرعة من البر الرئيس عن طريق العبّارات التي تجوب مضيق نورثمبرلاند، إضافة إلى تشييد جسر الاتحاد خلال عام 1998.
وتشتهر جزيرة الأمير إدوارد أيضاً بوجود كميات وفيرة من سرطان البحر، الذي يُعرف أيضاً باسم جراد البحر أو الإستاكوزا، حيث يتمكن السياح في ماكينون، الذي يعد أقدم أسواق السمك في الجزيرة، من شراء الأسماك الطازجة إلى جانب مختلف الكائنات البحرية الأخرى، بما في ذلك سرطان البحر الحي. وأثناء جولة السياح في السوق قامت هيذر كارفر، إحدى بائعات السمك في السوق، بمد يدها بشجاعة في حوض السمك وأخرجت منه واحداً من سرطان البحر يزن نحو ستة أرطال، وطلبت من السياح، الذين تعلوهم الدهشة، مد أيديهم لالتقاط سرطان البحر، إلا أن دعوتها لم تلقَ أي استجابة تذكر منهم. وأكدت بائعة السمك أن سرطان البحر لا يضرهم في شيء.
ولإزالة الخوف والرهبة من نفوس السياح قامت هيدز كارفر بربط مقص سرطان البحر الذي يهددهم به بوساطة أشرطة مطاطية، وإلا فإن هذه القشريات قد تتمكن من مسك أصابع اليد وقرصها. وأوضحت هيدز كارفر للمجموعة السياحية الصغيرة أبرز الأطباق التي تشتهر بها مدينة شارلوت تاون تحت شعار «تذوق المدينة»، ومن بينها عشاء سرطان البحر.
وتعود هذه المطاعم التقليدية إلى الوقت الذي كان فيه سرطان البحر في البداية شيئاً آخر بخلاف أنه طبق شهي ولذيذ.
وعلى الرغم من أنه يصعب تصديق هذه الحكاية إلا أنها حدثت بالفعل؛ حيث ظهرت أعداد غفيرة من سرطان البحر على الشاطئ، لدرجة أن المزارعين استغلوها في تسميد التربة، ولجأت الأسر الفقيرة إلى تناول أسماك الإستاكوزا بدلاً من لحم الدجاج. ويتم تنظيم أشهر عشاء سرطان البحر في قرية نيو جلاسجو، وأوضحت النادلة مالوري قائلة: «من دون القيام بالحجز في الوقت المناسب لن تتوافر مقاعد للضيوف، ونقوم بتنظيم هذا العشاء منذ 1958، وكانت كلفة عشاء سرطان البحر بوزن ثلاثة أرطال نحو 1.50 دولار أميركي، أما اليوم فيتعين على الضيف دفع 38 دولاراً، ولكن هذا السعر يشمل كل الأطباق الجانبية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news