«أنا لا أنافس أحداً ولكنني أنافس ذاتي وأدرك أخطـائي تماماً»

خالد صالح يـودِّع الحياة بـ «قلب مفتـوح»

صورة

بقلب مفتوح؛ ودع الفنان المصري خالد صالح الحياة، صباح أمس، في مركز القلب بمدينة أسوان جنوب مصر، إثر تدهور حالته الصحية، بعد العملية الجراحية التي أجراها له الدكتور العالمي مجدي يعقوب في المركز، على أن يتم تشييع الجثمان اليوم من مسجد عمرو بن العاص في القاهرة.

وفور إعلان الخبر؛ اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عبارات الأسى والحزن على الفنان الراحل، سواء من قبل العاملين في مجال الفن، أو من الجمهور العريض الذي أحب صالح وتعلق به، باعتباره «واحد مننا»، كما وصفه مرتادو «فيس بوك». في حين احتل اسم الفنان الراحل مرتبة متقدمة في قائمة الكلمات الأكثر رواجاً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعد وقت قصير من إعلان وفاته، بعد أن قام المغردون بتدشين «هاشتاج» باسمه، لتقديم التعازي والدعاء له بالمغفرة والرحمة. وفي الاتجاه نفسه.

مدرسة شاهين

تخرج خالد صالح في مدرسة شاهين نجماً وممثلاً قادراً على أداء الأدوار الصعبة والمعقدة، ليتجلى بعدها في دور «عمر حرب» بفيلم الريس عمر حرب 2008، إخراج خالد يوسف، وتأليف هاني فوزي، ومن محطة لأخرى يؤكد خالد صالح استثنائيته كممثل قادر على تطوير موهبته في كل شخصية يلعبها، ليقدم «ابن القنصل» 2010، و«كف القمر» 2011، و«المصلحة» 2012، و«الحرامي والعبيط» 2013، و«فبراير الأسود» 2013، والذي يعد آخر فيلم له شاهد عرضه ورد فعل الجمهور عليه، ليتبقى له في السينما فيلمه الأخير «الجزيرة 2» مع المخرج شريف عرفة، وتأليف محمد دياب وخالد دياب، والذي من المقرر عرضه يوم الأربعاء المقبل الأول من أكتوبر المقبل، ضمن أفلام موسم عيد الأضحى 2014.

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عبارات الأسى والحزن على الفنان الراحل، سواء من قبل العاملين في مجال الفن، أو من الجمهور العريض الذي أحب صالح وتعلق به، باعتباره «واحد مننا»، كما وصفه مرتادو «فيس بوك». أرشيفية

آلام

آلام خالد صالح، الذي ولد في 12 نوفمبر 1964، وتوفي قبل أن يكمل عامه الـ50، بدأت أثناء تصوير مسلسل «حلاوة الروح»، الذي عُرض في موسم رمضان 2014، ونتيجة لهذه الآلام مكث أياماً عدة في مركز الدكتور مجدي يعقوب، قام فيها بالفحوص الطبية اللازمة، التي أكدت ضرورة إجراء الجراحة، لكنه قرر تأجيل الجراحة إلى حين انتهاء التصوير، وقضاء إجازة قصيرة مع أسرته. هذه الجراحة لم تكن الأولى؛ حيث خضع صالح في 2004 لعملية قلب مفتوح، بعد الانتهاء من تصوير دوره في فيلم «تيتو» مع أحمد السقا وإخراج طارق العريان، والذي وضعه بين نجوم الصف الأول في مصر والعالم العربي.

دعاء

طلب الفنان خالد الصاوي، مساء الثلاثاء الماضي، عبر حسابه الشخصي على «تويتر»، من جمهور الفنان الراحل، الدعاء له بعد تدهور حالته الصحية، لكن القدر لم يمهل صالح طويلاً، ليرحل تاركاً حزناً في قلوب محبيه، الذين تباروا في تذكر أدواره والعبارات الشهيرة التي رددها في أعماله المختلفة، من أبرزها العبارة التي كانت ترددها الفنانة هند صبري، التي قامت بدور زوجته في فيلم «أحلى الأوقات»: «أنا عايزة ورد يا إبراهيم».

وأصدر مركز الدكتور مجدي يعقوب بياناً نعى فيه الفنان خالد صالح، وأوضح أن صالح قد قام بإجراء جراحة معقدة في القلب بالمركز، بعد معاناة طويلة مع أمراض شرايين وصمامات القلب. مبيناً أن الفنان الراحل قد أمضى أكثر من ثلاثة أسابيع بالمركز داخل العناية المركزة، قبل إجراء الجراحة لتحضيره، نظراً لخطورة حالته، وتعقد الإجراء الجراحي المطلوب. وقد تم نقله بعد إجراء جراحة مطولة، بقيادة الدكتور مجدي يعقوب إلى غرفة العناية المركزة، حيث مكث بها ستة أيام تحت إشراف دقيق وملاحظة مستمرة من الفريق الطبي بالمركز، نظراً لخطورة حالته.

«أعتبر نفسي شخصاً محباً للحياة، وأشعر بالسعادة بالحياة التي أعيشها، وأنتظر اليوم الذي أحصل فيه على قسط من الراحة، لأتفرغ لحياتي الشخصية، وأعيش بطبيعتي بعد أدائي العديد من الشخصيات خلال سنوات، وكذلك أعوض أبنائي وأسرتي انشغالي عنهم في السنوات الأخيرة بسبب العمل».. هكذا تحدث الفنان الراحل، في الحوار الذي نشرته له «الإمارات اليوم»، بالتزامن مع بداية شهر رمضان الماضي، وتحدث فيه عن مسلسل «حلاوة الروح»، الذي عرض له خلال رمضان. في الحوار؛ أعرب صالح الذي بدأ مشواره مع الفن في عمر 36 متأخراً عن رفاقه، عن عدم حزنه لتأخر نجوميته، قائلاً: «على الرغم من أن نجوميتي تأخرت، لكنني سعيت إلى أن أترك بصمة في كل عمل قدمته، لأنه قرّبني من الجمهور، ونشأ بيني وبينه نوع من علاقة الحب والاحترام المتبادل، لذا أجد نفسي أستمتع كثيراً بهذه النجومية، وفي الوقت نفسه مازالت رجلاي على الأرض بفضل محبة الناس لي، فأنا لا أنافس أحداً، ولكنني أنافس ذاتي وأدرك أخطائي تماماً،».

ورغم آلامه؛ لم يتوقف الفنان الراحل عن المشاركة في أعمال فنية، حيث انتهى من تصوير دوره في فيلم «الجزيرة 2»، الذي سيعرض في موسم عيد الأضحى هذا العام، وشاركه فيه أحمد السقا، وخالد الصاوي، وهند صبري، وهو ثلاثي كان يتفاءل بالعمل معه، بحسب ما ذكر. كما وافق على المشاركة في فيلم سينمائي آخر بعنوان «الولد»، يُناقش علاقة أب بابنه المراهق، وسط كل تلك التغيرات التي يعيشها المجتمع، ويخرجه المخرج وائل إحسان، لكن لم يمهله القدر لبدء تصوير هذا الفيلم.

وعلى الرغم من تألقه السينمائي وتأخر النجومية بعض الشئ في السينما كان لخالد صالح حظ أفضل مع الدراما التلفزيونية، حيث شارك في العديد من المسلسلات مثل دور «فرج خنزيرة» في مسلسل «أحلام عادية» مع النجمة يسرا، قبل أن يحصل على أول بطولة مطلقة له في 2007 في مسلسل «سلطان الغرام» ليتبعها بعدد من الأعمال الدرامية المتميزة كمسلسل «بعد الفراق» 2008 و مسلسل «تاجر السعادة» 2009 و«موعد مع الوحوش» 2010 و«الريان» 2011 و«9 جامعة الدول» 2012 و«فرعون» 2013، وأخيرًا «حلاوة الروح» 2014.

تويتر