مؤتمر عالمي يُعقد للمرة الأولى خارج المفوضية السامية للأمم المتحدة
الشارقة تحتضن اللاجئين بـ «الاستثمار في المستقبل»
أكد المسؤول الإعلامي في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، محمد أبوعساكر، أن المفوضية السامية أمام تحدٍ كبير بسبب قلة الدعم المادي، موضحاً أن «العجز في الميزانية يزيد على الـ50%، الأمر الذي سيؤدي إلى الاضطرار إلى تقليص الخدمات المقدمة للاجئين، في هذا الوقت الصعب حيث تزيد الحاجة إلى المواد الإضافية مع قرب قدوم الشتاء».
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقد صباح أمس في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، لكشف اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي عن تفاصيل «الاستثمار في المستقبل»، الذي يعقد للمرة الأولى خارج مقر المفوضية السامية، والمعني ببحث ومناقشة قضايا وشؤون الأطفال اللاجئين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يومي 15 و16 أكتوبر الجاري في الشارقة، بحضور 300 شخصية عالمية من القادة والمسؤولين والمهتمين بقضايا الأطفال اللاجئين في المنطقة والعالم، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وشدد أبوعساكر على أن مؤتمر «الاستثمار في المستقبل»، الذي تنظمه المفوضية بالتعاون مع حملة القلب الكبير في الشارقة «لن يعقد من أجل توفير التمويل الكافي لللاجئين، ولا لجمع التبرعات التي قامت بها حملة القلب الكبير برعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، والتعاون في تنظيم هذا المؤتمر، بل للخروج بتوصيات من شأنها المساهمة في تغيير حياة اللاجئين بشكلٍ أفضل».
وذكر أن أهداف المؤتمر لا تقتصر على كيفية العمل معاً من أجل حماية الأطفال واليافعين اللاجئين فحسب، بل وعلى كيفية العمل المشترك وبذل الجهد الجماعي لتحسين حياة هؤلاء الأطفال، مشيراً إلى أهمية استضافة الشارقة لهذا المؤتمر العالمي «الذي نتطلع إلى أن يكون حدثاً يسجله التاريخ، باعتباره إنجازاً عالمياً سيسهم في تغيير حياة اللاجئين، والخروج بآليات عمل محددة لتوحيد وتركيز جهود المنظمات والهيئات العاملة مع اللاجئين في مسار واحد يحدث فرقاً ملحوظاً نحو الأفضل».
من جانبها، أكدت مدير مؤسسة سلام يا صغار، مريم الحمادي، أن «المؤتمر سيعمل على وضع الآليات الكفيلة بحماية الأطفال واليافعين اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتوفير الحقوق الكاملة لهم، خصوصاً في مجال المأوى والغذاء والرعاية الصحية والتأهيل النفسي والتعليم، إضافة إلى ضمان حصول الأطفال اللاجئين على الوثائق الثبوتية اللازمة وعلى فرص المشاركة الفعالة في المجتمع».
وأشارت الحمادي إلى أن مشاركة العدد الكبير من القادة والمسؤولين الحكوميين والخبراء الدوليين والإقليميين في شؤون اللاجئين وحماية الأطفال (نحو 300 شخصية عالمية) «سيعزز فرص نجاح المؤتمر وسيسهل تطبيقات توصياته على الصعيدين الإقليمي والعالمي، لاسيما في ظل حضور شخصيات فاعلة في مجال قضايا اللاجئين مثل زينب بانغورا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات، إضافة إلى أحمد الهنداوي مبعوث الأمم المتحدة لشؤون الشباب، ووزراء من الدولة ووزراء من دول مجلس التعاون الخليجي ووزراء من عدد من الدول المستضيفة للاجئين».
فعاليات
ذكرت مدير مؤسسة سلام يا صغار، مريم الحمادي، أن المؤتمر سيتضمن جلسات وحلقات نقاشية وورش عمل عدة، على مدار يومين، وفعاليات «منتدى السياسات»، الذي سيقدم حلقة نقاشية تحت عنوان: «نحو توفير حماية أفضل للأطفال اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، وجلسة نقاش رئيسة بعنوان: «تعزيز حماية الأطفال النازحين.. مقاربة بين الأطر القانونية الوطنية والدولية»، وأربع جلسات متوازية تناقش حماية الأطفال والعنف، والأضرار التي يتعرضون لها نتيجة النزاعات المسلحة والوثائق الثبوتية والقانونية.
كما ستتطرق الجلسات إلى قضايا حماية الأطفال واليافعين لأنفسهم، وقضايا التعليم في مناطق اللجوء، ودور العائلة والمجتمع في حماية الأطفال اللاجئين، كما سيناقش المشاركون دور القطاع الخاص والإعلام في توفير الدعم والحماية لهم.
من جانبه، قال مدير مركز الشارقة الإعلامي، أسامة سمرة «لعل استضافة الشارقة لهذا الحدث الإنساني الكبير هي تأكيد للدور الحيوي الذي تقوم به إمارة الخير في مناصرة القضايا الإنسانية، لاسيما قضايا الأطفال اللاجئين، التي ترسخت في العديد من المبادرات، التي أطلقتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، صاحبة القلب الكبير والأيادي البيضاء في تقديم العون للأطفال واليافعين في مختلف بقاع الأرض».
وأكد سمرة أن مركز الشارقة الإعلامي «يتشرف بالعمل مع كل الجهات المشاركة والمعنية برعاية هذا الحدث العالمي المهم، لتحقيق غاياته وتطلعاته النبيلة، ووضع كل إمكاناته الإعلامية لإبراز هذا الحدث العالمي بصورة تليق به وبالشارقة».
مؤتمر عالمي
ينطلق المؤتمر في 15 الجاري، ويقام للمرة الأولى خارج مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف، ويأتي استثماراً للعلاقة المميزة بين المفوضية وحملة القلب الكبير، إذ إن هناك مستويات متقدمة من التنسيق والتعاون في مختلف القضايا والأفكار والمبادرات والجهود، من أجل الأطفال اللاجئين، وما انعقاد المؤتمر العالمي لأول مرة خارج مقر المفوضية السامية إلا أحد الأدلة والتجليات لتلك العلاقة المتينة والحيوية، بين المفوضية والقلب الكبير، وفقاً للمسؤول الإعلامي في المفوضية السامية للأمم المتحدة، محمد أبوعساكر.
شخصيات بارزة
يستضيف مؤتمر «الاستثمار في المستقبل» نحو 300 شخصية عالمية، من القادة والمسؤولين المهتمين بقضايا الأطفال اللاجئين في المنطقة والعالم ومنهم:
- جلالة الملكة رانيا العبدالله عقيلة ملك المملكة الأردنية الهامشية، والتي ستشارك بكلمة رئيسة خلال الافتتاح.
- المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس.
- الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي.
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات، زينب بانغورا.
- مبعوث الأمم المتحدة لشؤون الشباب، أحمد الهنداوي.
فضلاً عن وزراء من الدولة، ووزراء من دول مجلس التعاون الخليجي، وآخرين من الدول المستضيفة للاجئين. وحضور شخصيات فاعلة في مجال قضايا اللاجئين، ووزراء من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، ووزراء من عدد من الدول المستضيفة للاجئين.
«القلب الكبير»
أطلقت حملة القلب الكبير، في شهر يونيو من العام الماضي، ونجحت في جمع أكثر من 14.5 مليون دولار، خلال عام واحد، أسهمت في سد احتياجات مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، من خلال توفير الرعاية الصحية الطارئة، والمواد الإغاثية الأساسية والملابس والمأوى والغذاء. كما انتقلت من مراحل الإغاثة الطارئة إلى التعليم، في سياق الجهود الرامية إلى إعادة الأطفال اللاجئين السوريين إلى المدارس.
أرقام
أوضح المسؤول الإعلامي في المفوضية السامية للأمم المتحدة، محمد أبوعساكر، أن عدد اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتجاوز اليوم 3,8 ملايين لاجئ، من بينهم أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري، منهم 1,8 مليون طفل، أكثر من نصفهم في سن الدراسة، إلا أن أغلبيتهم اتجهوا إلى سوق العمل من أجل لقمة العيش، عوضاً عن الدراسة، الأمر الذي يأتي على حساب مستقبلهم. معلقاً «وهذا أحد أهم التحديات والمخاطر التي تواجه الطفل اللاجئ، الذي يفتقد الكثير من احتياجاته الأساسية»، لافتاً إلى وجود ما يزيد على 8000 طفل سوري لاجئ يفتقد عائلته ويعيش من دون أسرته. وبخصوص النتائج المتوقعة والتوصيات، قال أبوعساكر «نتطلع إلى أن يكون مؤتمر الاستثمار في المستقبل حدثاً يسجله التاريخ، باعتباره إنجازاً عالمياً سيسهم في تغيير حياة اللاجئين، والخروج بآليات عمل محددة لتوحيد وتركيز جهود المنظمات والهيئات العاملة مع اللاجئين في مسار واحد، ما يحدث فرقاً ملحوظاً نحو الأفضل».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news