اعتبر برنامج «البيت» استثناءً.. وأصدر كتاباً لـ «فهم وزن القصيدة»
سعيد معتوق: البرامج التلفزيونية لا تنتصر لمواهب الشعراء
قال الشاعر الإماراتي سعيد معتوق إن البرامج التلفزيونية، التي تقوم على فكرة المسابقات بين مواهب شعرية، أظهرت تجنياً واضحاً على تلك المواهب في معظمها، بسبب اعتماد ترشيحات الجمهور على تحيزات وانطباعات عاطفية، في الوقت الذي تبقى اتجاهات لجنة التحكيم رهينة لنوازع أعضائها وذوائقهم الخاصة، بعيداً عن المعايير الثابتة.
وسمى معتوق في هذا الإطار برنامجين شهيرين، لكنه أكد أن برنامج «البيت»، الذي أطلق العام الماضي بشكل حصري على قناة «سما دبي» الفضائية، برعاية ودعم من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، يشكل استثناء من هذا الواقع، لاعتبارات عدة، أبرزها هذا الحراك الهائل الذي يلمسه كل متابع للشعر الشعبي، من خلال اجتذابه لمتابعة وتفاعل شرائح متنوعة، سواء من متذوقي الشعر أو مبدعيه.
وزن القصيدة في 8 ثوانٍ أكد الشاعر سعيد معتوق أن كتابه «الطريقة الجديدة في فهم وزن القصيدة» يتيح لناظم البيت الشعري سرعة وزنه في أقل من 8 ثوانٍ، مؤكداً أنه اختبر هذه الطريقة، وتأكد منها بنفسه على العديد من الشعراء، على اختلاف اتجاهاتهم في الشعر الفصيح. وعلى الرغم من اقتناعه بأن «الحظ» و«اتجاهات أعضاء لجان التحكيم» هما اللذان يحكمان مصائر المشتركين في مسابقات المواهب الشعرية التلفزيونية، إلا أنه أكد أن هذه الطريقة ستصبح ذات فائدة كبيرة في حلقات التصفيات، التي تشترط نظماً ارتجالياً سريعاً من المتسابقين، وقد تكون جوهرية في تحديد هوية الفائز، إذا تم التعامل معها بشكل سليم. ودعا معتوق إلى الاستفادة من هذه الطريقة في تسهيل مناهج تدريس العروض في مناهج وزارة التربية والتعليم، مؤكداً استعداده للتعاون مع أي مبادرات بهذا الصدد. |
وقال معتوق إن «الرابح في مسابقات البرامج التلفزيونية ليس دائماً هو الأفضل، لكن تبقى القيمة الأهم هي هذا الألق الذي قد تنجح بعض هذه البرامج دون سواها في إحداثه، وتقريب المسافات بين الجمهور من جهة، والشعر والشعراء من جهة أخرى».
وذكر معتوق أنه أقدم على ابتكار أسلوب جديد لفهم وزن القصيدة، وهو ما يتضمنه أحدث إصداراته «الطريقة الجديدة في فهم وزن القصيدة»، حيث تعتمد هذه الطريقة على الاستعاضة عن 180 مصطلحاً عروضياً بخمسة حروف تشكل رموزاً قادرة على اختزال كل هذا الكم الهائل من التصنيف الأكاديمي، وهو ما يسهل فهم العروض واستيعابه، سواء للشاعر المبدع، أو الدارس.
وقال معتوق إنه تمت الاستفادة من 200 نسخة بادر بإرسالها لتدريس العروض في المدارس العربية ببروسكل، حيث تمت الإشادة بتسهيل «الطريقة الجديدة» في فهم أوزان القصيدة العربية على الدارسين هناك، حسب تأكيد رئيسة الرابطة الدولية لكاتبات المغرب الدكتورة سميرة الطويل، وهو ما دفع إلى طلبه من قبل مكتبة المركز الإسلامي الثقافي ببلجيكا، على الرغم من أن الكتاب لم يمضِ على طرحه سوى شهر واحد.
وأضاف أن «إحدى أهم إشكاليات الوقوع في أفخاخ كسر الوزن، هي هذا التعقيد الشكلي في المصطلح العروضي، وتشعبه بشكل هائل، في الوقت الذي تختزل فيه الطريقة الجديدة في كل حرف العديد من المصطلحات، شارحاً أن «بعض المبدعين يفرون من الإبداع بالنسق العمودي بسبب إشكاليات فهم الوزن، وهو ما جعل معظم النتاج الحديث يصب في إطار ما يسمى قصيدة النثر».
وحول نتاجه الشعري، قال معتوق إنه بدأ نظم الشعر منذ مرحلة مبكرة من حياته، لكن ديوانه الأول لم يرَ النور إلا في عام 2010، وهو بعنوان «ناي حياتي» من إصدار وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، فيما أصدر هذا العام ديوان «نصِّي القادم» من إصدار دار «الرابطة» للنشر والتوزيع، لكن الكثير من قصائده لايزال في إطار غير المنشور.
وحول ما لم يتم نشره من قصائد، قال معتوق «أؤمن بقاعدة أنه ليس كل ما يبدع ينشر، فللنشر مقاييس أخرى بخلاف النظم، لذلك فقد تخيرت 50 قصيدة لديواني الثالث، لا أتوقع أن استقر على أكثر من 30 منها، من أجل النشر خلال هذا العام».
وتبقى تجربة الديوان الثالث أكثر اختلافاً، من وجهة نظر معتوق، لاعتبارات تتعلق في المقام الأول بمزيد من نضج التجربة الشعرية لصاحبها، حيث يضيف: «التجربة الشعرية لأي شاعر علاقتها بالزمن غير محايدة، فتراكم الثقافة والخبرة والاطلاع على تجارب الآخر، وغيرها أمور تطور أدوات الشاعر، وتعمق تجربته، لذلك فإن الدواوين اللاحقة تكتسي مفهوماً أكبر من مجرد فكرة المزيد من القصائد المطبوعة».
وأكد معتوق أنه لايزال غير مستقر على عنوان ديوانه الثالث، الذي من المنتظر أن يرى النور قريباً، لكنه أكد أن كتابه «الطريقة الجديدة في فهم وزن القصيدة» سيردفه بجزء ثانٍ، اقترب بالفعل من إنجازه وطرحه في المكتبات.
غربة الشاعر
قال الشاعر سعيد معتوق إن الشاعر العربي عموماً يعيش حالة اغتراب حقيقي عن مجتمعه، ليس لأنه يسكن برجاً عاجياً ينسجه من خياله وتحليقاته، بل لأن هناك حالة عزوف كبرى عن التعايش مع تجاربه الإبداعية من خلال فعل القراءة.
معتوق الذي يعمل في مجال بعيد تماماً عن عالمه الإبداعي، وهو مجال العقارات، قال إن الشاعر المعاصر مطالب بجهد كبير لإيصال صوته، رغم وسائل الاتصال الحديثة، لأنه لم يعد في صدارة المشهد، على عكس عصور ازدهار الشعر المختلفة، وهو ما يترجمه فعلياً بالمبادرة بالتواصل مع وسائل الإعلام، بما في ذلك المبادرة بإرسال نتاجه إلى مؤسسات دولية خارج الإمارات، والتواصل مع المنصات الشعرية والإبداعية المختلفة.
وقلل معتوق من جوهرية قضية النزاع بين الشعر الفصيح ونظيره العامي، مضيفاً: «كلاهما في غربة الشعر مشترك، وأي إنجاز لأحدهما سواء من حيث اجتذاب الجمهور، أو الحضور في وسائل الإعلام، يسهم في تقليص آثار هذا الاغتراب».
ديوان ثالث
تبقى تجربة الديوان الثالث أكثر اختلافاً من وجهة نظر معتوق، لاعتبارات تتعلق في المقام الأول بمزيد من نضج التجربة الشعرية لصاحبها، حيث يضيف: «التجربة الشعرية لأي شاعر علاقتها بالزمن غير محايدة، فتراكم الثقافة والخبرة والاطلاع على تجارب الآخر، وغير ذلك من أمور تطور أدوات الشاعر، وتعمق تجربته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news