انتقد السينما العربية لتطلّعها إلى المحلية

إيليا سليمان: أفلامي تعبر فلسطين والحدود

يمثل الشعر في سينما إيليا سليمان مكانة خاصة، بل ويعتمد عليه في كثير من الأحيان للبحث عن فضاء أرحب، حيث الحلم والأمل.

وقال المخرج الفلسطيني في ندوة على هامش الدورة الـ20 لمهرجان «سينما المؤلف» التي انطلقت في الرباط 24 أكتوبر الماضي، واختتمت أمس، إن «انطلاقاتنا يجب أن يكون فيها شعرنا مع السينما التي تتأثر بالشعر، لكي نبقي على الأمل وعلى مكان رحب نعيش فيه».

أفلام

في عام 1990 أخرج إيليا سليمان فيلمه الأول «مقدمة لنهاية جدال»، وفي 1991 أخرج فيلم «تكريم بالقتل» الذي ينتقد فيه حرب الخليج الثانية وحصل على العديد من الجوائز، وفي 1996 أخرج أول أفلامه الطويلة «سجل اختفاء»، وفي 2002 أخرج «يد إلهية».

وأضاف «السلطة تصر على أن تنظر إلى الساعة وهي تمشي إلى الأمام، لكن إذا أصررت على أن تتطلع إلى الزمن الأفقي وتعيش حالة من المتعة والحلم، فهذه هي الحالة التي أوصلتني إلى أن أصنع سينما».

وسليمان مخرج فلسطيني أثار كثيراً من الجدل في العالم العربي، لكنه استطاع أن يفرض أسلوبه الخاص في السينما، إذ فاز فيلمه «يد إلهية» في عام 2002 بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان، وأفضل فيلم أجنبي في جوائز الأفلام الأوروبية في روما.

ومن خلال أفلامه يبحث سليمان عن الذات، إذ قال «كل مرة أعمل فيلماً أطرح أسئلة وجودية: لماذا أنا هنا؟ كيف أصبحت هكذا؟ كيف مر الزمن؟».

وأضاف «عندما كنت أنوي صنع فيلم، كنت أتحمس كأني (رايح اعمل انقلاب)، لكن بعد ذلك أصبح عندي أرق من نوع وجودي، لم يعد بالنسبة لي تحدياً، أصبحت أطرح أسئلة من نوع: ماذا يجب أن أثبث؟ كيف أعطي صورة أقرب إلى المجرد؟ لم يعد عندي طموح، صرت أكره الطموح».

وتابع سليمان الذي منعت أفلامه من العرض في بعض الدول العربية، إن «أفلامي لا علاقة لها بأفلام الهوية والحدود، أنا لا أعمل أفلاماً عن فلسطين.. هي أفلام تعبر الحدود».

واستطرد قائلاً «لكن السينما هي المكان الذي أشعر فيه بأنني أخلق فيه الأمل لتغيير الوضع».

وأضاف سليمان أن فلسطين في أفلامه «هي نموذج لما يحدث في كل العالم. أظن اليوم أن فلسطين موجودة في كل العالم». وانتقد السينما في العالم العربي لأنها «تتطلع إلى الأماكن والمحلية».

وسليمان (54 عاماً) ولد في الناصرة وهاجر إلى لندن ثم فرنسا وهاجر في 1982 إلى نيويورك حيث مكث 12 عاماً.

وفي إشارة إلى أنه لم يأخذ تجربته من السينما يقول سليمان «لم تكن لدي ثقافة سينمائية في كثير من الأحيان، نسجت أفلامي من الصور التي شكلتها من الكتب.. تعاملت مع السينما صدفة.. التجربة جاءت من شيء بداخلي كان يحب أن يخرج».

وقال إنه لم يتأثر بالسينما العربية لكنه عبر عن تأثره ببعض المخرجين الآسيويين أمثال المخرج الياباني أوزو، إذ لاحظ أن «الغربة عنده تشبه كثيراً الغربة عند أشخاص في بلدي».

وعن السخرية المعروفة في أفلام إيليا سليمان، قال إن «الناس لم يفهموا لماذا أسخر في أفلامي.. النكتة أيضاً مقاومة ضد السلطة، هي محاولات عندي للتأقلم مع الحياة». وقال «أعرف أن صد الاحتلال ليس بالضرورة أن تستخدم معدات المحتل نفسه».

تويتر