يتضمن مجموعاتها الفنية المختلفة

«اتجاهات» اليازية آل نهيان.. سيرة مفعمة باللون والمعنى

صورة

«مزيج فريد من الإبداع والتجديد والمهارة الفنية، والانفتاح الذكي على العالم الملتزم بحرية التعبير والإبداع والتنمية المستمرة والتفكير الواعي والسليم».. بهذه الكلمات وصف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، كتاب الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان «اتجاهات»، الذي يتضمن المجموعات الفنية لها، مشيراً في تقديمه للكتاب إلى أن «اتجاهات» يعكس ما تشهده دولة الإمارات الفتية من حراك ثقافي رائع، ومن إنجازات اقتصادية واجتماعية وتعليمية دعمت انطلاقة التفكير في خط صاعد صوب أهداف وطنية عليا مهتمة بالجمال والإبداع، حريصة على تمكين كل فرد من تحقيق ما وهبه الله من قدرة ومهارة وموهبة.

سيرة

برزت موهبة الشيخة اليازية منذ طفولتها، فقامت برسم لوحاتها الفنية على جدران غرفتها لتحولها إلى قصة مفعمة بالألوان والحياة، ثم طورت قدراتها الفنية خلال دراستها في جامعة زايد في أبوظبي. وتعكس الشيخة اليازية، من خلال مجموعاتها، فكراً منفتحاً على العالم، إذ تجسد أعمالها الفنية موجة جديدة من الفنون الإماراتية التي قلصت الفجوة بين القديم والحديث.

وعرضت الشيخة اليازية العديد من الأعمال الفنية في معارض الفنون التي أقيمت في دولة الإمارات، منها معرض في دبي، ومعرض «فن أبوظبي»، و«تعابير إماراتية»، وقدمت معرضها الشخصي الأول في 2011 بعنوان «تواصل» وأقيم في «آرت سبيس» بدبي.

وقال الشيخ نهيان إن الكتاب يعد إسهاماً في بيئة الابتكار، ولكل ما هو أساسي أصيل من معاني الحب والعطاء والوفاء، مضيفاً: «إننا فخورون بأبناء هذه الدولة الرائدة بفنونهم المختلفة، الدالة على شجاعة ومبادرة، والعاكسة لمشاعر إنسانية نبيلة، تسعى لنشر رسائل أخلاقية وسلوكية، تسمو بأجيال إلى كل ما هو حق وخير وجمال»، مهدياً الكتاب إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات».

ويتضمن الكتاب، الذي تم إطلاقه أول من امس، في لقاء إعلامي عقد في منارة السعديات بأبوظبي، بالتزامن مع الدورة السادسة من «فن أبوظبي»، المجموعات الفنية التي قدمتها الشيخة اليازية وشاركت بها في عدد من المعارض والفعاليات الفنية، بحيث يتناول كل فصل من الكتاب مجموعة مع وصف مختصر للفكرة العامة لها، وينتهي الفصل بأبيات شعرية أو حكم مرتبطة بالفكرة ذاتها، ويبدأ بمجموعة «تواصل» التي تركز على التواصل بين الأطراف المختلفة، فقد تختلف طرق الحوار، أو يقع خلل في توصيل الفكرة في بعض الأحيان، لكن تظل طرق التواصل في حالة تجديد مستمر، من أجل أن تكتمل الصورة ويتمكن الإنسان من تكوين رأي، أما مجموعة «المشهد الأخير» فتستلهم مشهد النهاية في الأفلام السينمائية، في 25 شريحة من الكانفاه تعبر عن المشهد الأخير، حيث يسدل الستار وينتهي الفيلم، وتظهر عبارة النهاية بعد مشهد لا ينسى.

الفجوة بين القديم والحديث، هي موضوع مجموعة الأعمال الفنية التي حملت عنوان «كيرم استيشن»، التي قدمت فيها الشيخة اليازية تصوراً لما يمكن أن يحدث عند المزج بين اثنتين من الألعاب، الأولى لعبة «كيرم» الخشبية التقليدية، والثانية إلكترونية حديثة، في مزيج بين القديم والجديد، المحلي والدولي، بما يعكس اتجاهات الثقافة وتداخلاتها. وتبحث الفنانة في «سلسلة التلقائية» مفاهيم ترتبط بالحرية والانطلاق والتصرف بتلقائية، عبر تجسيد روح التلقائية في حركة الطائرات الورقية في الجو، فهي لا تتمكن من التحليق بحرية إلا بعد إطلاقها من دون وجهة أو هدف محدد مسبقاً «فقط تتصرف بتلقائية».

هناك أيضاً فصول بأسماء مجموعات فنية أخرى، مثل «أسماء لامعة»، و«الأوائل»، و«رحلة سعيدة»، و«اكتشافات» الذي يضم لوحة شخصية للشيخ ذياب بن سيف بن محمد آل نهيان. وأوضحت المحررة الرئيسة للكتب في دار «موتيفيت» التي تولت إصدار الكتاب، بونم جونلاني، أن الكتاب يعكس من خلال عرض المجموعات الفنية للشيخة اليازية بنت نهيان، تطورها كفنانة، وأسلوبها الخاص الذي يعتمد على استخدام مواد متنوعة في تنفيذ أعمالها، لافتة إلى أن كل قراءة للكتاب تكشف للقارئ معاني جديدة أكثر عمقاً، فهو مثل الطبقات المتتالية.

من جانبها، أوضحت مديرة التسويق في «موتيفيت»، إيميلي الجوهري، أن إصدار الكتاب كان بمثابة تحدٍّ كبير نظراً إلى ضيق الوقت، حيث بدأت العمل على إصداره منذ ما يقرب من شهر، ولكن بفضل تعاون وتفهم الشيخة اليازية تم تجاوز هذا التحدي. موضحة أنه سيتم توزيع الكتاب في مختلف المكتبات في دولة الإمارات ودول الخليج.

تويتر