تحدّث عن «الاستلاب الثقافي في القدس»
غنيم: «الشيخ ريحان» ماضينا الذي يحاسبنا
«الاستلاب الثقافي في القدس» هو عنوان الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، بمقره في المسرح الوطني، أول من أمس، وتحدث فيها الكاتب الفلسطيني، أحمد غنيم، وتناول فيها ممارسات الكيان الإسرائيلي ضد سكان فلسطين والقدس تحديداً، التي تندرج تحت التطهير العرقي منذ 1948 وحتى الآن، ومحاولاته المتواصلة للسطو على تاريخ المنطقة ونسبه إليه.
وقال غنيم إن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يختلف عن كل أشكال الاحتلال التي شهدها العالم، ضارباً المثل بالاحتلال الفرنسي للجزائر، الذي عمل على فرنسة الأرض والبشر، بينما يعمل الاحتلال الإسرائيلي على فك ارتباط المواطن الفلسطيني بجذوره الفكرية ودفعه إلى الارتباط بأخرى، حيث قام على طرد الفلسطينيين من أرضهم، وليس لهم حتى أن يكونوا جزءاً من المجتمع الإسرائيلي، موضحاً أن فكرة الطرد والتطهير العرقي هي المكون الأساسي الذي أدى إلى قيام الكيان. واعتبر الكاتب الفلسطيني، الذي ولد وعاش في القدس، أن الاستراتيجية الصهيونية التي تبنتها منظومة الدولة هناك، تقوم على أربعة أركان، الأول: الطرد بالقوة المسلحة منذ 1948، والثاني هو الإحلال، في حين يتمثل الركن الثالث في الأسرلة، وهي تغيير الطابع الديموغرافي في المدن الفلسطينية والقدس تحديداً، ويمثل التهويد الركن الرابع في هذه الاستراتيجية، ويتم من خلاله تغيير المعالم الجغرافية للمدن بتغيير أسماء الأحياء وتاريخ المدن وتزييف المعالم في محاولات مستميتة لطمس هويتها العربية، وتزييف هوية جديدة لا تستند إلى أي شواهد تاريخية.
وعن روايته «الشيخ ريحان» أوضح أحمد غنيم أنه اتجه لكتابة الرواية حتى تصل إلى أكبر عدد ممكن من القراء، بعد أن وجد أن الدراسات المتخصصة والمقالات لا تصل إلا لفئة محدودة، مشيراً إلى أن الرواية تتناول في حبكة بسيطة، وتحمل في الوقت نفسه عمق الدلالات، وتدور حول مقام الشيخ ريحان الذي يوجد في إحدى حارات القدس، والشاب (مجد) الذي اعتاد أن يوقد شمعة كل يوم في المقام، وفجأة ينقطع (مجد) فيشعر الشيخ ريحان بالضيق من العتمة ويخرج من المقام فيقابل (عمر) بائع الحليب، وينطلقا معاً للبحث عن (مجد). وأضاف: «خلال البحث عن (مجد) يصف الكتاب مدينة القدس منذ 100 عام وحتى اليوم بيتاً بيتاً، وحارة حارة، وكأنني أعيد تشكيلها من جديد لتعود كما كانت، حتى يمكن لكل عربي أن يتعرف على أحياء القدس وتفاصيلها، كما أن كل الأسماء التي وردت في الرواية حقيقية، ولكن في الوقت نفسه لا تقدم الرواية سيرة ذاتية لأي منها، ما عدا جانباً من حياتي وحياة الوالد، حيث أردت أن أروي قصتي وقصته».
وانتقد غنيم الروايات التي كتبت عن القدس وتنتمي للمدرسة الحداثية، لافتاً إلى استخدامه لغة عالية في الرواية، لتناسب أسلوب الشيخ ريحان، الرجل الذي عاد من 1400 عام، في حين استخدم اللهجة العامية في حديث عمر، كما أرفق بالرواية شرحاً لمعاني 150 مفردة غير شائعة الاستخدام في الوقت الحالي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news