رحيل الروائية رضوى عاشور

رحلت عن عالمنا، في الساعات الأُوَل من صباح أمس، الروائية والكاتبة الدكتورة رضوى عاشور، التي رهنت حياتها للدفاع عن فلسطين، وقضايا العرب والتحرر الإنساني، ودفعت الثمن هي وأسرتها، وقدمت للمكتبة العربية عديداً من الأعمال الإبداعية، أشهرها ثلاثية «غرناطة»، كما انخرطت توازياً في العمل العام، وأسست في الثمانينات «لجنة الدفاع عن الثقافة الوطنية»، لمواجهة التطبيع الثقافي مع إسرائيل، كما انخرطت في «حركة مقاومة الصهيونية»، و«حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات».

ولدت رضوى عاشور في القاهرة عام 1946، وحصلت على الليسانس ثم الماجستير من جامعة القاهرة، ثم حصلت على الدكتوراه من جامعة ماساتشوس الأميركية في موضوع عكس خياراتها الثورية مبكراً، وهو «الأدب الإفريقي – الأميركي»، الذي يناقش كتابات الأدباء الأميركيين السود في مواجهة الأوضاع العنصرية في الولايات المتحدة.

تتناول ثلاثية غرناطة، والتي تضم (غرناطة، مريمة، الرحيل) الأوضاع في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس بعد عام 1491، وهو عام إعلان المعاهدة التي تنازل بمقتضاها أبوعبدالله الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لقشتالة وأرجون، وتنتهى بمخالفة آخر أبطالها (علي) لقرار ترحيل المسلمين، حينما يكتشف أن الموت في الرحيل عن الأندلس وليس في البقاء، وتمثل الرواية من نظر النقاد إسقاطاً على أوضاع العرب والمسلمين الحالية.

تزوجت رضوى عاشور من الشاعر الفلسطيني المعروف مريد البرغوثي، الذي تم إبعاده من مصر لمدة 17 سنة متواصلة، بعد اتفاقية كامب ديفيد بسبب اعتراضه على المعاهدة، ودفعت أسرة رضوى الثمن تشتتاً وانفصالاً، بسبب هذا الموقف، وأنجبت رضوى ابناً وحيداً هو الشاعر تميم البرغوثي، الذي صعد نجمه أخيراً خصوصاً، بعد أن ألقى قصيدة بعنوان «القدس» في برنامج «أمير الشعراء» في أبوظبي، وبعد أن التحم بأحداث ثورة 25 يناير في مصر.

تويتر