مثالية لتعليم رياضة ركوب الأمواج والنحت على الرمال

ساوث بادري آيلاند.. جنة أميركية على خليج المكسيك

صورة

تشتهر جزيرة ساوث بادري آيلاند بولاية تكساس الأميركية كوجهة سياحية رائعة بفضل ما تزخر به من شواطئ رملية ناعمة، ومناظر طبيعية خلابة، على ساحل يمتد بطول 600 كيلومتر على خليج المكسيك.

ويمكن للسياح في ساوث بادري آيلاند مقابلة أندي هانكوك، الذي يبدو من الوهلة الأولى أنه يعمل كسائق شاحنات يجوب أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، لكنه يعمل نحاتاً ويقوم بتشييد القصور والقلاع من الرمال على الشواطئ.

شواطئ

تعتبر مدينة غالفستون بمثابة الطرف الشمالي لشواطئ الريفيرا بولاية تكساس الأميركية، وإذا بدأت الرحلة من هذه المدينة فإنه يمكن للسياح بكل بساطة اختيار أي جزء من الشاطئ يفضلونه. وهناك العديد من سلاسل الفنادق العالمية المنتشرة في الجزر الموجودة قبالة الساحل، علاوة على وجود الكثير من المطاعم والفنادق الصغيرة، التي تستقطب أعداداً غفيرة من السياح أيام العطلات للاستمتاع بأشعة الشمس والجلوس على الشاطئ ومشاهدة الطيور، أو تعلّم بناء القلاع الرملية من أندي هانكوك.

كنوز معمارية

بالنسبة لعشاق الكنوز المعمارية والمباني الأثرية يمكنهم التجول في الحي التاريخي في مدينة غالفستون التي تم بناؤها بالفعل خلال عام 1836 على هضبة رملية. وكانت هذه المدينة تمتاز بالثراء الذي لاتزال ملامحه واضحة إلى اليوم، حيث تم هنا إنشاء ثالث أكبر ميناء عميق حتى نهاية القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى وجود الحي المالي المزدهر.

وبفضل الرواج التجاري ظهرت علامات الثراء على السكان، والتي لا تظهر من خلال تشييد القصور والفيلات على الطراز الفيكتوري فحسب، ولكن من خلال المباني الثقافية على خليج المكسيك؛ حيث يرجع تاريخ إنشاء دار الأوبرا إلى عام 1894، والتي لاتزال تعمل حتى اليوم، والتي تعد في حد ذاتها تحفة معمارية حقيقية.

وعاش أندي هانكوك المنحدر من أستراليا لسنوات عدة في ويلز، ويتخذ من الجزيرة الممتدة قبالة الساحل الجنوبي لولاية تكساس الأميركية موطناً له منذ سنوات عديدة، بسبب مناخها الدافئ وأجوائها المشمسة أغلب أيام السنة، بالإضافة إلى النوعية الفريدة من الرمال الموجودة بها، والتي يستغلها أندي هانكوك في تشييد القلاع الرملية على الشواطئ.

ويلفت أندي هانكوك الأنظار إليه باستمرار بسبب هوايته الرائعة في المنطقة التي تعرف باسم ريفيرا تكساس، وعادةً ما يعرف السياح في الولايات المتحدة الأميركية الشواطئ الطويلة الممتدة على الساحل الغربي، والأجزاء الصخرية المنتشرة بكثرة على الساحل الشرقي، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هناك ساحلاً ثالثاً في الولايات المتحدة الأميركية، يوجد بولاية تكساس على خليج المكسيك.

وتبحر من هذا الساحل العديد من البواخر السياحية الكبيرة، وتنتشر على هذا الساحل الممتد بطول 600 كلم الكثير من المدن الصغيرة بدءاً من غالفستون وحتى الحدود المكسيكية. ويمكن للسياح هنا الاستمتاع بالهدوء وتناول الأسماك الطازجة أو الاسترخاء على الشواطئ ذات الرمال البيضاء الناعمة.

وعلى أحد هذه الشواطئ قام أندي هانكوك بتشييد مكتبه وورشته في مكان واحد مغطى بسقف خشبي. ويعطي أندي هانكوك للسياح خلال ورش العمل الفريدة من نوعها التي ينظمها صندوق أدوات مع زجاجة مشروبات؛ نظراً لأن أشعة الشمس حارقة هنا طوال اليوم. ويمكن للسياح الاحتفاظ بصندوق الأدوات كتذكار لورش العمل هذه. ويقوم أندي هانكوك بتعليم السياح كيفية تصميم أعمال فنية من الرمال، مثل القلاع المزودة بدرج ونوافذ وأسوار، وكذلك الحيوانات بمختلف أنواعها.

ويحتاج أندي هانكوك إلى كميات كبيرة من المياه وأدوات سليمة، بالإضافة إلى كميات هائلة من الرمال لتصميم منحوتات جميلة للغاية. ودائماً ينصح الفنان المشاركين معه ببعض التوجيهات والإرشادات المفيدة، وأضاف قائلاً: «يجب ألا يتسلل الملل إلينا أبداً». ويجد المشاركون من السياح والعائلات متعتهم مع أندي هانكوك، لدرجة أنهم لا يصدقون انتهاء الدورة التدريبية بعد مرور ساعتين. وإلى جانب بناء القلاع الرملية على الشواطئ يمكن للسياح في جزيرة ساوث بادري آيلاند الاستمتاع بالمناظر الطبيعية أيضاً بالقرب من الحدود المكسيكية. وأوضح عمدة الجزيرة، روبرت بينكرتون، قائلاً: «تستقطب هذه المنطقة أعداداً كبيرة من السياح للاستمتاع برياضة صيد الأسماك، ولذلك فإنهم ينطلقون بعيداً عن الشاطئ بواسطة قواربهم الخاصة أو الجولات المصحوبة بمرشد، والتي يتعين عليهم في أغلب الأحيان التحلي بالصبر لصيد سمكة واحدة كبيرة. وبطبيعة الحال تقتصر هذه الأنشطة على مجموعة معينة من السياح، ولكن هناك مجموعات أخرى تفضل الجلوس على الشاطئ أو قضاء أوقات الفراغ بالقرب من الماء، ولكن بطريقة أخرى، مثل ركوب الخيل قبالة كوربوس كريستي، بالإضافة إلى أنه يمكن للسياح الاستمتاع بأجواء الإثارة والمغامرة وركوب الأمواج في مواقع كثيرة بطول الساحل، ولكن الأمواج هنا لا يجب مقارنتها بالأماكن الشهيرة الأخرى بركوب الأمواج في الولايات المتحدة الأميركية. ومع ذلك، أكد المعلم جيف من مدرسة أوهانا لتعليم ركوب الأمواج بمدينة غالفستون أن هذه المنطقة تعتبر مثالية لتعليم رياضة ركوب الأمواج، حتى يتمكن المرء من الاحتفاظ بهدوئه وتعلم حركات رياضة ركوب الأمواج. ولم يصدق السياح أن أكبر مدينة في ولاية تكساس على بعد مرمى حجر من هذه المنطقة، حيث تستغرق الرحلة من مدينة هيوستن إلى هنا نحو ساعة واحدة بالسيارة. ومن الملاحظ أن الأشخاص الذين يعيشون على البحر مباشرة لم تعد تستهويهم الحياة في المدن الكبيرة، حيث إنهم ينعمون بالهدوء والاستقرار، وعادةً ما تكون الطرق السريعة والمباني العالية بعيدة عن الشاطئ.

 

تويتر