نظمته «إن 2 إن غاليري»

«أمواج الذكريات» في معرض ريشيتوف

ريشيتوف وجد ضالته في رسم المناظر الطبيعية الانطباعية. تصوير: نجيب محمد

أمواج من الحنين تحملها لوحات الفنان المخضرم، فولوديمير ريشيتوف، التي ضمها المعرض الفني الذي تنظمه غاليري «إن 2 إن» لمناسبة افتتاح فرعها الثاني في نيشن غاليريا مول، بنيشن تاورز في أبوظبي، بحضور راعي ورئيس مؤسسة «إن 2 إن» غاليري أبوظبي، الدكتور حامد بن محمد خليفة السويدي، والدكتور أحمد سعيد البادي، وعوض بن طريف الكتبي، والسفير الهندي، تي بي سيثارام.

ويجمع معرض «أمواج الذكريات الدافئة» الذي يستمر حتى 15 الجاري، مجموعة من الأعمال تمتد إلى فترة زمنية طويلة من عمر الفنان فولوديمير ريشيتوف، الذي يبلغ من العمر 84 عاماً، تمتد من ما بين عام 1966 وعام 2010، ولذا تنقسم بين ثماني لوحات بالألوان المائية و17 لوحة زيتية، بالإضافة إلى لوحات مختارة من مجموعة خاصة بدولة الإمارات، وهو ما يعكس مسيرة الفنان الذي بدأ مسيرته برسم الملصقات الفنية، والملصقات الدعائية والإعلانات، وفي بعض الأحيان الأعمال الساخرة، قبل أن يجد ضالته في رسم المناظر الطبيعية الانطباعية، كما اتجه لاستخدام الألوان المائية في البداية، قبل أن ينتقل إلى الألوان الزيتية.

الشغف بالطبيعة؛ هو العنوان الأكثر إلحاحاً في لوحات ريشيتوف، خصوصاً في المرحلة الأحدث زمنياً، التي استخدم فيها الألوان الزيتية، حيث سيطرت المناظر الطبيعية على أغلبية لوحاتها، وبدا كأنه يطارد الأشجار والأنهار والأزهار في الفصول الأربعة، يرصد تغيراتها ويجسد بفرشاته ملامحها التي تتبدل من وقت لآخر، لتذبل في الخريف ويطغى عليها اللون الأصفر، لتعود وتكتسي بالأبيض تحت وطأة ثلوج الشتاء الكثيفة، إلى أن تسترد ألوانها المبهجة مع قدوم الربيع، مستخدماً في كل ذلك تقنية فريدة في الرسم بالفرشاة تعتمد على ضربات سريعة متتالية بارزة، واستخدام مدروس للألوان يخلق مساحات من الضوء والظل خالقاً تراكيب غريبة ومميزة.

رغم اختلاف لوحات المرحلة الممتدة من الستينات إلى الثمانينات، من مسيرة ريشيتوف الذي توقف عن الرسم حالياً بسبب اعتلال صحته، من حيث التقنية التي استخدمها مع الألوان المائية، إلا أن الطبيعة كانت أيضاً حاضرة بقوة في هذه اللوحات، فجسد الأشجار والشواطئ والصخور، وقوارب الصيد وهي ترسو باستكانة قرب الشاطئ، ويستشعر من يراها حركتها مع الموج. كما جسد الشوارع الضيقة والبيوت المتقاربة في لوحات تنبض بدفء الذكريات التي تبدو مثل حلم جميل. كذلك لم تخلُ اللوحات من الحضور البشري الذي زاد من مشاعر الدفء التي تكتنف اللوحات مثل موجات متتالية تصل إلى المتلقي بسهولة فتمس مشاعره وهو يطالع الجلسات الرومانسية على مقاهي المدينة، أو يتجمعون في جماعات تتسامر بحميمية على الجسور والشواطئ. أما في مجموعة اللوحات الخاصة التي ضمها المعرض، فكانت أكثر ازدحاماً بالبشر، خصوصاً وهي تجسد مشاهد لمصطافين وهم يستلقون على الشاطئ في استرخاء واضح متخذين أوضاعاً مختلفة، وفي كل اللوحات تستشعر القرب بين كل هؤلاء، وهو قرب لا يقتصر على المساحة والمكان فقط، ولكنه قرب إنساني أيضاً.

تويتر