ارتبطت بالعرب وتاريخهم منذ القدم
الخيل الصديق الوفــــي في السلم والحرب
العلاقة بين الخيل والإنسان بشكل عام، والعرب بشكل خاص، علاقة ذات خصوصية كبيرة، موغلة في القدم، تعود بداياتها إلى آلاف السنين، ولا تقتصر أهمية العلاقة بين البشر والخيل على قدمها، بل أيضاً قوتها ومتانتها، فعلى مر التاريخ كانت الخيل أعزّ صديق له، وهي شريك السلم والحرب، وحتى في أوقات الفراغ والمتعة، كانت رياضة الفروسية وركوب الخيل هي الأفضل والأبرز، حتى سميت رياضة الخيل برياضة الملوك.
التاريخ هو الهوية الحقيقية للأمم والشعوب، وهناك علامات فارقة في تاريخ الشعوب والدول لا يتشابه ما قبلها مع ما بعدها، كما في تاريخ الثاني من ديسمبر 1971، الذي يمثل في حقيقته جوهر تاريخ دولة الإمارات، واللبنة الأساسية التي بنيت عليها أسس قيام الدولة وتطورها ونموها، واستناداً إلى أهمية هذا التاريخ، وإلى حقيقة أن «تاريخ الإمارات المشرق لا يقل أهمية عن حاضرها الزاهي»، جاءت مبادرة «1971»، التي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بهدف الإسهام في توثيق تاريخ الدولة في جميع المجالات. واستلهاماً لهذه المبادرة المهمة، تأتي هذه الصفحة الأسبوعية التي تقدمها «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع «الأرشيف الوطني»، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، للتعريف بشكل الحياة في الإمارات قبل الاتحاد، وخلال بداياته الأولى، والجهد الكبير الذي بذله الآباء المؤسسون للدولة من أجل قيامها. أرقام و وأحداث 600 ألف أكثر من 600 ألف من الخيل العربية معترف بها في السجلات الوطنية من قبل المنظمة العربية للجواد العربي (الواهو) على أنها أصيلة نقية. 2009 انطلق مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة عام 2009، ونظمت الدورة الأولى من المهرجان في أوروبا، ليتطور في دورته الحالية إلى مهرجان عالمي يتضمن سباقات محلية. 400 سنة 1961 طلب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تنظيم سباق بين خيوله وخيول فرقة كشافة عمان، ورصد للفائز جائزة مقدارها 400 روبية. 2000 يعد سباق كأس صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للقدرة لمسافة 160 كيلومترا (ثلاثة نجوم) السباق الأهم والأبرز والأقوى ضمن سباقات القدرة التي تقام في دولة الإمارات العربية المتحدة. لمشاهدة صور تاريخية، يرجي الضغط علي هذا الرابط. |
وفي منطقة الخليج العربي، عرف سكان شبه الجزيرة، ومن بينهم سكان الإمارات، الخيل واستخدموها منذ القدم، وتطورت علاقتهم بها مع تطور شكل الحياة، فرغم التقدم الكبير، وكل مظاهر الحياة العصرية الحديثة، استمرت العلاقة مع الخيل بالقوة نفسها، وربما زادت متانة، فأقيمت لها الاسطبلات، ورصدت الجوائز الكبرى في سباقات الخيل المحلية والعالمية.
ومن الأدلة على قدم العلاقة بين الإنسان العربي والخيل، ما عُثر عليه بين الحفريات الأثرية في الإمارات عام 1979 من آثار لأسنان خيل في الصخور الرملية قرب جبل الظنة في أبوظبي، وفي الشارقة اكتشفت مقابر كبيرة موغلة في القِدم، تضم خيولاً وجمالاً دُفنت بجوار أصحابها.
وبشكل عام، اشتهرت أمة العرب بمعرفة الأنساب وضبطها والحفاظ عليها والتفاخر بها في الجاهلية، وكما عني العرب بأنسابهم عنوا بأنساب خيلهم، بحسب ما تذكر موسوعة «العاديات» التي تعد أكبر موسوعة عربية في الخيل، كما عرف عن العرب خبرتهم الكبيرة في تربية الخيل وتضميرها، وتحضيرها لمواسم السباقات بينهم، والعناية بها. وقد اكتسبوا خبرتهم هذه من قرب الخيل منهم وعيشها في أكنافهم، فصاروا أصحاب علم بأدق التفاصيل المتعلقة بها، من اسم، وعراقة، ولون، وسن، وسلالة، وغير ذلك. وكان الواحد منهم يدقق في نشأة جواد ما يريد شراءه، من خلال شهادة ميلاده، فإن لم توجد هذه الشهادة، يستعين بالعارفين بأصل الجواد ونسبه من ثقاتهم، على أنه كان لكل قبيلة من القبائل العربية الموزعة في الصحراء الشاسعة نسابون متخصصون في معرفة أصول الخيل وصفاتها وعراقتها.
وقد جرت العادة في البادية أن تصدر شهادة ميلاد المهر بعد احتفالات وأفراح تدوم أياماً، في حضور جمهرة من المشاركين، ويقوم شيوخ القبائل الموثقون بإثبات شهادة الميلاد، وتتضمن اسم المهر واسم أمه وأبيه، وتاريخ مولده، وإلى أي رسن يعود، إضافة إلى اسم صاحبه وقبيلته. وفي حال عدم تيقنهم من الأمر، كانوا يرفضون إصدار مثل هذه الشهادة، لذلك يمثل الفرس العربي الأصيل تراثاً حضارياً ذا قيمة عالية، حيث كانت تقضي تقاليد التربية البدوية تربية الفرس الأصيل على الأسس الأكثر صرامة، ويقال إن هناك أكثر من 600 ألف من الخيل العربية معترف بها في السجلات الوطنية من قبل المنظمة العربية للجواد العربي (الواهو) على أنها أصيلة نقية الدم، لكن الحقيقة توحي بأن 2% منها فقط تعتبر أصيلة ذات تربية ملتزمة بالتقاليد البدوية.
وفي عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان غدت سباقات الخيول مناسبة مهمة، يلتقي فيها القائد بالحكام، وبكبار المسؤولين، وبأبناء شعبه، بحسب ما يذكر الكاتب حمدي تمام في كتاب «زايد بن سلطان آل نهيان.. القائد والمسيرة»، مضيفاً: «تلقى سباقات الخيل صدى كبيراً في نفس الشيخ زايد، نظراً لارتباطها الوثيق بالماضي المجيد لأهل البلاد، فقد كان ــ رحمه الله ــ حريصاً على تنظيم السباقات، وحضورها، وتشجيعها، فقد اهتم بالجياد العربية الأصيلة كثيراً، وهي أكرم وأفضل جياد العالم، وكان يقتني عدداً لا بأس به منها، وكان ــ طيب الله ثراه ــ يرصد سنوياً مبالغ كبيرة يقدمها مكافأة للفائزين، تشجيعاً لهذه الهواية التي أقام لها في أبوظبي والعين عدداً من ميادين السباق الكبيرة التي تمتلئ بمحبي هذه الرياضة. وكان الشيخ زايد يشترط ضرورة أن يقدم المشارك في سباقات الخيول شهادة تثبت عروبة وأصالة الجواد المشارك به، بهدف الحفاظ على نقاء أصول الخيل العربية».
وفي كلمة قدم بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لكتاب «الخيل العربية الأصيلة» الصادر عن نادي الأصيل، قائلاً: «الفرس العربي الأصيل مخلوق ذو خواص رفيعة وأداء متميز، وإن الإعجاب الكبير بهذه الروعة والأصالة في الماضي والحاضر ليؤكد العلاقة الخاصة التي نشأت بين الإنسان والخيل العربية الأصيلة على مر القرون».
يقول أنتوني رندل، وهو من أبرز قادة ساحل عُمان في فترة خدمته فيها ضابطاً في العين، في كتابه «الإماراتيون.. كل أيامنا الخوالي»: «أثناء تقديم التهاني بالعيد عام 1961 طلب مني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تنظيم سباق بين خيوله وخيولنا، وكان ذلك تحدياً لابد من قبوله، خصوصاً أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد رصد للفائز جائزة مقدارها 400 روبية، وكان ذلك مبلغاً ضخماً في تلك الأيام، ويمكن القول إنني قد كلفت بتنظيم أول سباق دولي للخيل في أبوظبي، فقد كان ذلك السباق هو أصل سباق كأس رئيس الدولة عام 2010، ويكاد يكون من المستحيل وصف الجو في ذلك الوقت، فكلا الطرفين كان يحلم بالفوز، وقد تملكهما إصرار شديد وعزم قوي، بل وانتقل التوتر للخيول ذاتها».
كأس دبي للخيول
تحولت كأس دبي العالمية منذ انطلاقتها عام 1996 إلى الحدث الأبرز في سباقات الخيل على مستوى العالم، سواء من حيث نوعية الخيول المشاركة أو الفرسان أو أسماء الاسطبلات الأشهر في العالم، أو من خلال قيمة الجوائز المالية التي تعتبر الأعلى في العالم. وأرجع مسؤولون ورياضيون الاهتمام العالمي بالكأس إلى 10 أسباب أساسية، في مقدمتها اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالحدث ورعاية سموه له، وتوفير كل عوامل النجاح له، بجانب أن إقامة الحدث نفسه في الإمارات، وفي دبي تحديداً، تجعله محط أنظار الكل، كونها معروفة بنجاحاتها المتميزة في مختلف المجالات، فضلاً عن مشاركة أبرز سلالات الخيول في العالم في هذا السباق، كما أن هذا الحدث يعد من أهم وأغلى سباقات الخيول في العالم، من خلال قيمته المالية التي تبلغ 10 ملايين دولار، إضافة إلى أن الخيول التي تفوز بالسباق تدخل هي وسلالاتها التاريخ من أوسع الأبواب، لافتين إلى أن هناك أيضاً عوامل أخرى، من بينها المكانة المرموقة التي يحظى بها هذا السباق، والزخم الكبير الذي يتمتع به، بجانب إقامته في مضمار ميدان، الذي يعد من أفضل مضامير سباقات الخيول في العالم، وكذلك التنظيم الجيد، وتوفير الأجواء الملائمة للمشاركين، والحضور الجماهيري الكثيف من مختلف الجنسيات، وهو ما جعل كأس دبي تضاهي في شهرتها ومكانتها وقيمتها بطولة كأس العالم لكرة القدم.
مهرجان منصور بن زايد
يشكل مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة توجهاً رائداً في تنوع أنشطة سباقات الخيول العربية الأصيلة، وقد انطلق المهرجان أول مرة عام 2009 بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الذي يترأس جمعية الإمارات للخيول العربية، وبتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي، ومزرعة الوثبة ستود الكائنة في نورماندي فرنسا، التي تعود ملكيتها إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وبدعم عدد من الجهات المحلية الخاصة والحكومية، ونظمت الدورة الأولى من المهرجان في أوروبا، ليتطور في دورته الحالية إلى مهرجان عالمي يتضمن سباقات محلية.
«جودلفين»
تعد إسطبلات جودلفين الشهيرة عالمياً، التي أسسها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من أقـوى إسطبلات سباق الخيول في العالم، حيث غنمت العديد من جوائز السباقات العالمية الكبرى من خلال الفريق الذي تأسس عام 1992، ويستمد اسمه من الجواد الأصيل «جودلفين آرابيان»، أحد ثلاثة فحول مؤسسة جرى توريدها إلى إنجلترا قبل 300 سنة تقريباً، وهي الفحول التي تنحدر منها جميع خيول الثروبريدس الحديثة. وكسبت خيول جودلفين 62 سباقاً كلاسيكياً في أوروبا ودولة الإمارات، كما سطر الفريق انتصارات باهرة في أعظم السباقات بأميركا الشمالية.
مواصفات الحصان العربي
يمتاز الحصان العربي بوجه صغير جميل، وعينين واسعتين، وأذنين صغيرتين، وتقعر خفيف في الوجه، ما يضفي عليه نوعاً من الجمال في بعض الأحيان. كذلك يتميز الحصان العربي بكبر حجم الصدر، الذي إن دل على شيء فإنما يدل على كبر حجم رئة الحصان العربي، التي تؤهله للقيام بالأعمال الشاقة، وتفرده في سباقات الخيل للمسافات الطويلة (الماراثون). ويتميز الحصان العربي أيضاً بوجود تقعر خفيف في منطقة الظهر، والتي تعتبر من محاسن الحصان العربي. وتتميز أرجل الحصان العربي بالقوة والمتانة، بما يؤهله للقيام بأعمال شاقة، سواء في الحرب أو السباق، كذلك أن تكون أذناه منتصبتين، وأن يكون ظهره مقعراً، وألا تكون ضلوعه بارزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news