بعد أن بات مهدداً من الإعلام الرقمي
صفية الشحي: على الإعلام التقليدي أن يتكيّف أو يذوب
قالت الإعلامية الإماراتية، صفية الشحي، إن وسائل الإعلام التقليدي، كالصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية، باتت في سباق محموم مع الشبكة العنكبوتية ووسائل الإعلام الاجتماعية، مرجعة قلة البرامج الثقافية إلى أن واضعي السياسات في القنوات التلفزيونية ينظرون للمنتج الثقافي باعتباره منتجاً جامداً غير قادر على جذب الجمهور أو جذب المعلن، وبالتالي لا يمثل مصدراً لدخل القناة، مثل البرنامج والأحداث الرياضية التي تتسابق القنوات على شراء حقوق عرضها مقابل الملايين، أو حتى برامج الطهي التي تحظى بجمهور وتجذب إعلانات. كما أشارت إلى أن دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بالمنتج الثقافي، وهو ما يجسده العديد من الفعاليات والمعارض والمشروعات الطموحة.
وأشارت الشحي إلى أن وسائل الإعلام التقليدية تستعد للذوبان في الإنترنت، بعد أن صارت وسائل الإعلام الرقمية بمثابة المظلة التي تنضوي تحتها بقية وسائل الإعلام الأخرى، وهو ما يفرض على وسائل الإعلام التقليدية أن تتكيف مع الوضع الحالي من ناحية المضمون الذي تقدمه، واللغة المستخدمة، وحتى في أسلوب التسويق والإعلان، وهي نقطة لا يلتفت إليها كثير من وسائل الإعلام، وكانت سبباً في أن كثيراً منها تم إغلاقه، موضحة، خلال الأمسية التي قدمتها، مساء أول من أمس، بعنوان «تحديات الإعلام الثقافي في ظل الفورة الرقمية»، ضمن برنامج معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بتنظيم من قسم الإعلام المجتمعي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وقدم لها الشاعر والإعلامي، وليد علاء الدين، أن الإعلام الكلاسيكي أصبح يواجه العديد من التحديات، من أهمها عدم قدرته على القيام بدوره في دعم المثقف والثقافة.
وذكرت الشحي، التي تقدم حالياً برنامج «روح الاتحاد» على قناة «الإمارات»، أن المنتج الرقمي دائم التجدد، ويطلع عليه الملايين في الوقت نفسه، مشيرة إلى أنه، وفقاً للإحصاءات، سيصبح عدد مرتادي الإنترنت في 2015، ثلاثة مليارات نسمة. وأن الشركات المختصة أوجدت حلولاً ووسائل مختلفة لتوصيل شبكات الإنترنت إلى مختلف دول العالم، بما فيها الدول النامية والفقيرة، منها استخدام طائرات من دون طيار لتشغيل الإنترنت، وتفكير شركة «غوغل» في استخدام الأقمار الاصطناعية لتوصيل الإنترنت إلى إفريقيا وغيرها من المناطق الفقيرة.
وعن مزايا وعيوب الإعلام الرقمي؛ أشارت صفية الشحي إلى أنه يفرض صورة نمطية معينة على ملايين المتلقين، لكن في المقابل يتيح لهم مليارات الخيارات التي لا يتيحها الإعلام التقليدي، كما يتيح التفاعل مع المتلقي وهو ما يفتقده التقليدي أيضاً. ولم يعد المواطن العادي في حاجة إلى انتظار شخص معين ليقدم له الأخبار، فقد أصبح في إمكانه أن يشارك في صناعة الخبر ونشره، ولكنه هنا يصبح أمام اختبار الشفافية والصدقية.
وعن تجربتها مع البرامج الثقافية من خلال برنامجي «قرأت لك» و«أبوظبي تقرأ»، قالت «أحاول تقديم المنتج الثقافي بطريقة مسلية تجذب المشاهد، هرباً من الصورة النمطية التي ارتبطت لدى كثيرين بالثقافة والمثقف، وتعريف الثقافة بمعناها الواسع باعتبارها حياتنا اليومية التي نعيشها، وأساليب التعامل مع الحياة، واللهجة التي نتحدث بها.. إلخ»، مشيرة إلى حرصها بالدرجة الأولى على نوعية المنتج الذي تقدمه، من حيث نوعية الكتب التي تطرحها على المشاهد، وطبيعة وثراء المكتبة التي تزورها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news