دعا الباحثين إلى التزام الدقة والتأكّد من مصادر المعلومات

سلطان القاسمي يفتتح مبنى اتحاد المؤرّخين العرب في القاهرة

صورة

دعا صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المؤرخين إلى التزام الدقة، والتأكد من مصادر المعلومات. وقال سموّه، خلال افتتاح مبنى اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة: «لاحظت في كثير من الأبحاث والكتابات التاريخية أن مؤرخين ينقلون معلومات دون التأكد من مصادرها، ما جعل بعض الباحثين يقع في دوامة الخطأ، وإشاعة الأكذوبة ونشر معلومات تاريخية غير صحيحة يتداولها الأبناء».

ودعا سموّه المؤرخين والباحثين والمهتمين بالتاريخ، خصوصاً تاريخ منطقة الخليج إلى زيارة دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، لما فيها من وثائق ومخطوطات تاريخية مهمة تلبي رغبة الباحث عن المعلومة الدقيقة.

تعاون ثقافي

التقى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أول من أمس، وزير الثقافة المصري، الدكتور عبدالواحد النبوي، بحضور عدد من المسؤولين والفنانين المصريين، في فندق الماسة بالقاهرة. وتناول اللقاء بحث سبل توطيد أطر التعاون المشترك في المجالات الثقافية.

وأشاد الوزير المصري بجهود صاحب السموّ حاكم الشارقة في رفد الساحة العربية بوجه عام، والمصرية بوجه الخصوص، ودعمها بالعديد من المشروعات الثقافية. وأقام مأدبة عشاء على شرف سموّه، وفي ختام اللقاء تسلّم سموّه هدية تذكارية من وزارة الثقافة.

حضر اللقاء سفير الدولة لدى مصر، محمد بن نخيرة الظاهري، ووزير الشباب والرياضة المصري، المهندس خالد عبدالعزيز، ورئيس دائرة التشريفات والضيافة بالشارقة، محمد عبيد الزعابي، ورئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، ونائب سفير الدولة لدى مصر، خليفة سيف الطنيجي، والدكتور محمد صابر عرب، ومدير أكاديمية الشارقة للبحوث، الدكتور عمرو عبدالحميد، ومدير إذاعة وتلفزيون الشارقة، محمد حسن خلف، وعدد من المسؤولين.

وقال صاحب السموّ حاكم الشارقة في محاضرة له حول مصادر تاريخ الخليج العربي: «إنها فرصة سعيدة أن ألتقي بكم في القاهرة مهد الحضارات، وأن أغتنم فرصة وجودي معكم لأعرض لكم تجربة رائدة في طرق البحث في التاريخ خلال الفترة التي امتدت من 1982 إلى وقتنا الحالي، وقد جمعت ما يربو على ثلاثة ملايين صفحة عن تاريخ الخليج، آملاً أن تستفيد منها الأجيال المقبلة».

وعاد سموّه بذاكرته إلى أيام دراسته الدكتوراه، وتقديم أطروحته الجامعية، قائلاً: «بدأت طريقتي في البحث في مجال التاريخ منذ أن تقدمت بطلب تسجيل أطروحة دكتوراه بعنوان (خرافة القرصنة العربية في الخليج) في جامعة إكستر في المملكة المتحدة».

وتحدّث سموّه عن تجربته في البحث عن مصادر التاريخ: «كنت في مكتبة إنديا أوفيس بالمملكة المتحدة، وكان الوصول إلى الملفات صعباً، فقدمت لي سيدة عجوز هندية كانت في المكتبة آنذاك نصيحة بالذهاب إلى الهند والتزود بالوثائق والمعلومات حول منطقة الخليج». وتابع سموّه رحلته العلمية في البحث عن المعرفة: «قررت التوجه إلى الهند، وكان فيها مركزان مهمان في هذا المجال، مامبي أركاي نشنل، ومامبي أركاي، وقد بدأت البحث في مركز مامبي أركاي، وفتحت لي الأبواب، حيث كانت الملفات التي أطلبها مبوّبة بالحدث والتاريخ ورقم الصفحة».

وفي رحلته البحثية وجد سموّه وثائق مهمة، أهملت كونها غير مسجلة، بها 3600 صفحة عنوانها «قرصنة الخليج». كما حصل على بعض الوثائق التاريخية المتعلقة بتاريخ المنطقة عن طريق بائع في مكتبة بالهند، أبرزها يوميات ديفيد سيتون، التي تتحدث عن صراعه مع القواسم، والخطة البريطانية لإقامة القاعدة العسكرية في الخليج، والاتفاقية التي وقعها أمراء الساحل الخليجي مع البريطانيين.

ونال سموّه شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف عن أطروحته، وواصل سموّه دراسته والبحث في علم التاريخ، وبالذات منطقة الخليج العربي، وألّف العديد من الكتب التاريخية التي تعدّ من المراجع المهمة حول المنطقة.

وكانت مجريات الحفل بدأت بإزاحة الستار عن اللوح التذاكري إيذاناً بالافتتاح الرسمي لمبنى اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة، الذي تكفل سموّه بإنشائه، وتجوّل سموّه في أرجاء المبنى الواقع في ثلاثة أدوار، روعي في إنشائه تزويده بأحدث نظم التقنيات الحديثة، ويضم قاعة للمحاضرات وقاعة لكبار الزوّار ومكاتب الإدارة وقاعة للمحاضرات ومكتب الأرشيف، ومكتبة عامة تضم العديد من إصدارات الاتحاد.

وشملت الجولة زيارة مكتبة اتحاد المؤرخين العرب، واطلع على إصداراته، وتسلم هدية تذكارية من الاتحاد. وقدم رئيس اتحاد المؤرخين العرب الدكتور حسنين محمد ربيع حسنين، شكره وامتنانه لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على ما قدمه للاتحاد من دعم متواصل، وتكفّله بإنشاء مبنى يجمع المؤرخين العرب.

وثمّن أمين عام الاتحاد الدكتور محمد عيسى الحريري، مبادرة صاحب السموّ حاكم الشارقة، وتكفّله بإنشاء مبنى حديث ومتطوّر، لدعم جهود الباحثين في الوطن العربي، معرباً عن أمله أن يكون نقطة للالتقاء والتواصل بين المؤرخين العرب.

وحدّد اتحاد المؤرخين العرب أهدافه، بدراسة تاريخ الأمة العربية وفق منهج علمي، وتنقية التاريخ العـربي مما لحق به من شوائب على مر العـصور، وتشجيع الدراسات التاريخية والأثرية التي تسهم في تعزيز الوحدة، والتصدي بالأدلة العلمية التاريخية للدفاع عن القضايا العربية، خصوصاً قضية فلسطين، والدفاع عن الحقيقة التاريخية.

حضر افتتاح مبنى اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة وزير دولة، الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، وسفير الدولة لدى مصر، محمد بن نخيرة الظاهري، ورئيس دائرة التشريفات والضيافة بالشارقة، محمد عبيد الزعابي، ورئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، ونائب سفير الدولة لدى مصر، خليفة سيف الطنيجي، ومدير أكاديمية الشارقة للبحوث، الدكتور عمرو عبدالحميد، ومدير إذاعة وتلفزيون الشارقة، محمد حسن خلف، وعضو اتحاد المؤرخين العرب، الدكتور اسماعيل البشري.

تويتر