جمال سند السويدي: الثقافة أنجح وسيط إيجابي لإقامة علاقات قوية بين شعوب العالم

«سفراء» علــــى درب «الفزعة الإماراتية»

مشاركات مجموعة سفراء العطاء تشمل فعاليات ومبادرات منوعة. من المصدر

جمعهم حب العطاء والرغبة في مساعدة الآخرين، همّهم الأول والأخير تكريس مفهوم التطوع بين الشباب الإماراتي؛ لاستعادة قيم التراث والهوية الوطنية التي جسّدتها قيم التكافل الاجتماعي و«الفزعة الإماراتية» قديماً، ويواصلونها هم اليوم.. إنهم شباب وشابات مجموعة «سفراء العطاء التطوعية».

البقاء للمتميز

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/321376.jpg

لم يغفل قائد مجموعة سفراء العطاء التطوعية محمد إبراهيم عبدالله الإشارة إلى تحديات تعترض طريق تحقيق أهداف المجموعة. وقال «في غياب الميزانيات المخصصة للمجموعة، وضعف تحصيل الدعم الخارجي والرعاية، وقلة التزام بعض الأعضاء المتطوعين بأهداف الفريق، يظل عملنا مرتبطاً بمشقة الاستمرارية وتحدي إنجاز مختلف المهمات، لكننا مؤمنون بأن البقاء دائماً للمتميز والأقوى، وسنظل مستمرين بقلوبنا وبسواعد شبابنا وشاباتنا».

وقالت أسماء عزير (مسؤول برامج اجتماعية)، لـ«الإمارات اليوم» خلال الاجتماع بأعضاء مجموعة «سفراء العطاء التطوعية» في مقرهم التابع لقسم الخدمة المجتمعية بنادي الشباب العربي الرياضي، للإعداد لبرنامج «الدرب الإماراتي» المشترك «يعد هذا البرنامج مبادرة اجتماعية نوحّد من خلالها الجهود مع مجموعة شبان سفراء العطاء التطوعية لتقريب وجهات النظر من أجل تنفيذ هذه المبادرة خلال الأشهر المقبلة، بهدف زرع مختلف المفاهيم الإنسانية التي تجذر للتراث والهوية الإماراتية وللقيم المجتمعية المحلية، ومحاولة تكريسها بشكل أوسع بين مختلف فئات المجتمع، خصوصاً الشابة».

وأضافت «أن من بين تلك القيم آداب التعامل مع المسنين والمعلمين والآباء والأمهات وقيم التكافل الاجتماعي ومفهوم عادات التآزر وتقاليد التآزر بين أفراد المجتمع، وكلها قيم تتناغم مع مكونات المجتمع الإماراتي والعربي بشكل عام، وتركز بشكل خاص على حزمة من البرامج التوعوية بالقيم والأخلاقيات المستحبة التي ارتأينا تدعيم الحفاظ عليها ورعايتها بين مختلف أفراد المجتمع الإماراتي مواطنين كانوا أو وافدين».

وتابعت أسماء عن سياسة التطوع ومستويات تداولها بين الشباب الإماراتي «استطاعت رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الاستشرافية لمفهوم المؤسسة الاجتماعية، لمّ شمل الشعب الإماراتي وتوحيد صفوفه على مجموعة من القيم الإنسانية التي ترتكز على مقومات الوحدة والتعاون والعطاء دون حدود ومن دون مقابل، وهذا ما يحسب اليوم للتسامح الذي يجمع بين مختلف مكونات المجتمع وانفتاحه على ثقافة الاختلاف».

إقبال شبابي

من جهته، قال المنسق العام لمجموعة سفراء العطاء، عباس فرض الله، الذي ارتبط مبكراً بشغف التطوع «لقد انطلقت نشاطاتنا بشكل رسمي منذ قرابة سنتين، وسبقتها العديد من المساهمات المجتمعية التي جمعتني بصديقي في المجموعة محمد إبراهيم لسنوات عدة، إذ توالت مشاركاتنا الفردية كمتعاونين مع عدد من الجهات الرسمية في الدولة من خلال العديد من المبادرات المجتمعية التي جعلت اسمينا متداولين بشكل مكثف في أهم المناسبات والتجمعات التي تنظمها هذه المؤسسات».

وأضاف «زادت المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي من نسب المهتمين بنشاطاتنا؛ ما أسهم في زيادة الإقبال عليها، إذ سجلنا الكثير من طلبات الانضمام من مختلف فئات المواطنين والوافدين الراغبين في دعم الجهود التطوعية في الدولة والمشاركة في تفعيلها، كما استقطبنا اهتمام المسؤولين والمشرفين على مختلف الجهات والمؤسسات المحلية؛ ولعل أهم مكتسبات البداية الفرصة التي طرحت تجربة التعرف إلى المدير التنفيذي لنادي الشباب العربي مطر سرور صقر الذي قدم لنا فرصة الانضمام إلى المظلة الرسمية للقسم المجتمعي التابع للنادي، الذي مكننا من هذا المكسب الجديد، وطرح تجربتنا بشكل إيجابي على الساحة المحلية من خلال ما يقدمه لنا النادي من أشكال الدعم».

وعن أبرز المبادرات التي سجلها النادي؛ تابع فرض الله «تنوعت مشاركاتنا المجتمعية لتشمل عدداً من الفعاليات الرياضية والتظاهرات الثقافية، إضافة إلى مجموعة من الفعاليات المجتمعية الإنسانية، مثل فعالية (شكراً جنتي) التي كرمت أمهات الرياضيين المتميزين في الموسم الأول، والأمهات القائمات برعاية الأيتام في الموسم الثاني، إضافة إلى جملة من المبادرات المجتمعية الخاصة التي يطلقها سفراء العطاء بإشراف نادي الشباب العربي، ويلامس فيها بعض المسائل المهمة؛ مثل دور المرأة في بناء المجتمع، وقيمة الأخلاق الحميدة في إثراء تجارب الأفراد من خلال الدورات التدريبية التي يشارك فيها الطلاب بالتعاون مع منطقة دبي التعليمية».

جهود متميزة

بدوره؛ أكد قائد مجموعة سفراء العطاء التطوعية، محمد إبراهيم عبدالله، أهمية التطوع كقيمة مجتمعية وإنسانية تجمع بين أفراد المجتمع الواحد، مشدداً على أهمية الانخراط في هذه المجهودات التي يسهم من خلالها الأفراد في بناء مجتمع متكامل ومتكافل، والنهوض بكل مظاهر الحياة عبر تكريس المبادئ الإنسانية التي تكفل احترام الأفراد بعضهم بعضاً، وضمان حقوق الفئات الضعيفة في المجتمع، كذلك قيمة المساهمات الفردية، مشيراً إلى أنه لابد من التركيز على دور العنصر الشبابي في هذا الاتجاه حتى تتكامل المنظومة الإنسانية التي يرمي إليها هذا المشروع، وعلى قيمة المبادرات الشخصية.

وأضاف «لقد جمعتني سنوات الطفولة بصديقي عباس، ومن ثم الدراسة وتجربة العمل في المؤسسة نفسها، وبعدها قربتنا التجارب المشتركة للعمل التطوعي الذي كنا نميل إليه دائماً، وكنت أستعين به في كل البرامج التطوعية التي تقام في مدينتي في المنطقة الشرقية، إضافة إلى الحملات التوعوية التي كنا نقوم بها على الهواتف عبر بعض الرسائل النصية أو المداخلات على البث المباشر في الإذاعات المحلية في مختلف الموضوعات المحلية، والمواكبات الثقافية بأصواتنا، ما جعلنا نحصل على عدد كبير من المستمعين الذين واكبوا أخبارنا سواء على المباشر أو على حسابنا المشترك على المواقع الاجتماعية، واستمرت القاعدة في التوسع إلى حين إنشاء المجموعة حالياً بشكل رسمي». وأردف إبراهيم «استطعنا في فترة قصيرة تكريس مساهماتنا بشكل إيجابي داخل النادي، ما جعلنا نحصد جائزة مجلس دبي الرياضي للتميز في المسؤولية المجتمعية، إضافة إلى بعض المساهمات المتميزة في جهود عدد من الجهات الرسمية مثل القيادة العامة لشرطة دبي وبلدية دبي ووزارة البيئة وعدد من المؤسسات التعليمية».

أهداف

من جانبه، نوّه المدير التنفيذي لنادي الشباب العربي والقائم على الخدمة المجتمعية التي تنبثق منها جهود مجموعة سفراء العطاء مطر سرور صقر، بالأهداف المجتمعية التي يكرسها النادي الذي يفتح بابه للمبادرات الإنسانية، موضحاً أنه «يجب أن تكون الأندية مفتوحة للجميع، والنجاح الحقيقي ليس في النتائج الرياضية فحسب وإنما في التواصل والترابط المجتمعي واستقطاب الفرق التطوعية وفق استراتيجية دولة الإمارات».

وذكر أن النادي تمكن من استحداث قسم خاص بالخدمات المجتمعية يهتم بالتنظيم والإشراف على مجموعة من النشاطات المتنوعة التي تلامس كل المجالات الاجتماعية والثقافية الحيوية، كما يهتم بتنظيم المبادرات التوعوية والمحاضرات التأهيلية للاعبين، ومتابعة مستوياتهم الدراسية والسلوكية والنفسية بالتنسيق مع المدارس التي ينتمون إليها.

دوافع ذاتية

من جهتها؛ انضمت ميسون موسى إلى عضوية فريق السفراء عبر موقع «انستغرام» من خلال متابعتها لمختلف النشاطات التي يقيمها النادي، وأرادت أن تسهم بمجهودها الشخصي في جهود المبادرات المجتمعية، لاسيما أنها عملت في المجال الصحي، ولامست عن قرب مختلف التحديات التي يتعرض لها المرضى والمعاقون وفاقدو السند وذووهم. وقالت ميسون عن دورها والفعاليات التي شاركت فيها «سعيدة بالمساهمة في (شكراً جنتي) و(أسواق)، ونحن حالياً بصدد الإعداد لحملة توعوية لشرطة الشارقة، ويهمني العطاء دون مقابل في زمن نفتقد فيه إلى قيم التواصل الحقيقي بين الأفراد، لذا لا أنسى تخصيص وقت خاص للمشاركة إلى جانب أولادي في جهود الارتقاء بالتجربة الإنسانية التي يكرسها مفهوم التطوع».

أما نورا (أم صقر - موظفة) التي مارست التطوع منذ فترة مع مجموعة تطوعية محلية، وانضمت أخيراً لسفراء العطاء، فقالت عن تجربتها «لدي محاولات في الشعر والكتابة، وأشعر بأن التجارب الإنسانية التي يطرحها ميدان التطوع تضيف الكثير للتجارب الإنسانية التي يستعين بها الكاتب في تجربة الشعر والأدب بشكل عام، وهذا ما لمسته في نتاجي الذي أصبح أكثر غزارة وعمقاً بفضل اقترابي من احتياجات بعض فئات المجتمع».

تويتر