جدرانه الضخمة مشغولة برمال ليوا.. ونقطة جذب للزوّار من مختلف الجنسيات

جناح الإمارات في «ميلانو».. 4386 متراً من الأصالة و«الاستدامة»

صورة

على الرغم من أنه لم يمضِ على افتتاح معرض إكسبو ميلانو 2015 سوى أقل من 40 يوماً، إلا أنها كانت كافية لتُثبت تميز جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي تصدر الأجنحة المستقلة المشاركة لأكثر من 70 دولة، من حيث الأهمية والزوار خلال الأسبوع الماضي، بعد أن كان أحد الثلاثة الأوائل، واستقبل نحو ربع مليون زائر منذ انطلاق الحدث بداية مايو الماضي حتى الآن، بمعدل نحو 7000 زائر يومياً.

«واشنطن بوست»: واحـــد من أروع الأجنحة

أشادت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، في تقرير مصور بجناح دولة الإمارات بمعرض إكسبو 2015، الذي تستضيفه مدينة ميلانو الإيطالية، واصفة إياه بأنه واحد من أروع الأجنحة المشاركة في المعرض. وأضافت الصحيفة أن الزوار يتزاحمون دوماً للدخول إلى جناح الإمارات الذي يلقى إقبالاً كبيراً.

يلائم مناخين مختلفين

قال سالم العامري إن «الشركة المسؤولة واجهت تحدياً مهماً، هو جعل الجناح يلائم مناخين مختلفين، من حيث تصميم مساحة مريحة بتهوية طبيعية للزوار في ميلانو، وفي الوقت ذاته التفكير بالموقع النهائي للجناح على أرض الإمارات، التي سينقل إليها بعد انتهاء المعرض، حيث الحاجة إلى توفير ظل يقيه أشعة الشمس الشديدة».

جناح الإمارات لم يكن جناحاً تقليدياً، إذ لا يقف تميزه عند شكل التصميم الرائع، بل حمل رسالة قوية تشمل البناء ذاته في تصنيعه وتركيبه عنوانها «الاستدامة»، فالأولوية كانت لاستخدام المواد المحلية، خصوصاً المعاد تدويرها في بناء الجناح، ما يعزز فرص الجناح بالفوز باعتماد الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة.

وجدران الجناح الضخمة بنيت من كثبان الرمل الحقيقية الحمراء، التي تشتهر بها مدينة «ليوا» في المنطقة الغربية، إذ نُقلت بكميات كبيرة إلى شركة فوستر آند بارتنرز، لتدخل في صناعة ألواح «الفايبر»، التي تميز الشكل الخارجي للجناح، وتعطي انطباعاً قوياً للزوار بأنهم وسط صحراء الإمارات. ووفقاً لشركة فوستر آند بارتنرز، التي صممت الجناح فإنه «تم استخدام مواد تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون وغيرها من المواد التي تم اختيارها، لما تتصف به من قوة التحمل وقابلية إعادة الاستخدام على المدى الطويل.

ويتم توليد الطاقة اللازمة للجناح باستخدام ألواح الطاقة الشمسية، التي تُستخدم مع ألواح تسخين المياه، بهدف تحقيق توفير قدره 30% في استهلاك الطاقة، بالمقارنة مع استخدام التقنيات التقليدية، كما سيتم توليد المزيد من المياه الساخنة بالاستفادة من الطاقة الحرارية المستعادة من محطة التبريد.

ووجد الجناح اهتماماً كبيراً من الزوار من مختلف الجنسيات، خصوصاً الإيطاليين والأوروبيين، إذ يصطفون في طوابير طويلة للدخول إلى مقر الجناح، والاطلاع على محتوياته المميزة.

وكان المجلس الوطني للإعلام قد قام بتنظيم جناح الإمارات في معرض إكسبو ميلانو، نيابة عن الحكومة الاتحادية للإمارات، وجاءت مشاركة الإمارات في هذا المعرض تحت شعار «تغذية الكوكب.. طاقة للحياة».

وقال المفوض العام لجناح الإمارات المشارك في المعرض، سالم العامري، «إنه تم الإعداد للجناح قبل عامين، إذ اشترط المجلس الوطني للإعلام على الشركة المسؤولة عن تصميم الجناح ضرورة أن يعبر المبنى عن دولة الإمارات، ويظهر العمارة التقليدية المستدامة فيها».

وأضاف أن «جناح الدولة في (إكسبو ميلانو 2015) سيقدم تجربة لا تنسى، ليس فقط في مجال تصميم المبنى، بل لكونه جناحاً قابلاً للفك والتركيب مرة ثانية».

وأشار العامري إلى أن الممر الرئيس في الجناح يقع بين جدارين عاليين بارتفاع 12 متراً، يوفران التظليل للمشاة، ويمتدان بصورة ملتوية من المدخل الرئيس للموقع، الذي تبلغ مساحته الإجمالية 4386 متراً مربعاً، إلى الكتلة الرئيسة للمعرض، التي تقع ضمن مساحة عرض تبلغ 1175 متراً مربعاً.

ونوّه بأن شركة فوستر قدمت تصاميم متميزة لجناح الإمارات في إكسبو ميلانو 2015، إذ وصفت الجناح بأنه يحمل مبادئ تخطيط المدينة الصحراوية التقليدية إلى ميلانو الإيطالية.

وأوضح أن فريق التصميم ركز على الاستدامة، بهدف الحصول على التصنيف البلاتيني وفق معايير الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED) عند اكتمال بناء الجناح.

من جهته، قال مدير عام «إكسبو ميلانو» بيرو جالي، إن «الجناح الإماراتي في المعرض يعد أحد أكبر وأهم الأجنحة المشاركة في المعرض، ويمتد على مساحة كبيرة، وأنه على درجة عالية من الحداثة والتقدم، إضافة إلى العنصر الجمالي».

وأشار إلى وجود تعاون كبير بين البلدين لتبادل الخبرات والآراء بخصوص المعرض الذي سيقام في دورته المقبلة في دبي عام 2020، لافتاً إلى أن إكسبو دبي سيكون الأكبر من نوعه في دورات المعرض التي ستكون علامة فارقة في تنظيم معرض إكسبو.

وأضاف جالي أن الإمارات لديها مقيمون من مختلف دول العالم، وستكون استضافة الإمارات لـ«إكسبو» الحدث الأهم في تاريخ المعرض من حيث المساحة والزوار، وأن هناك العديد من الشركات الإيطالية والجامعات ومراكز الأبحاث والخبراء سيكون لهم دور فاعل في «إكسبو دبي 2020».

ولفت جالي في حوار مع وكالة أنباء الإمارات بموقع إكسبو في ميلانو، إلى أن الإمارات كانت محطة محورية للترويج للحدث العالمي الذي تستضيفه مدينة ميلانو اعتباراً من الأول من مايو المقبل، ويستمر حتى 31 أكتوبر، خصوصاً أن جناح الإمارات سيكون الأكبر في هذا الحدث العالمي.

تويتر