أكد عودة «طماشة».. واستهجن مقاطعة فضائيــات للإنتاج الإماراتي

سلطان النيـــادي: بعض دراما رمضان «فقـــاعات» مؤقتة

صورة

من المرات النادرة منذ سنوات يغيب الفنان سلطان النيادي بصفته الإنتاجية تماماً عن الدراما الرمضانية هذا العام، فمع غياب مسلسله الأشهر متعدد الأجزاء «طماشة»، كان النيادي يطل ببعض الأعمال الأخرى، سواء على شاشات تلفزيونات محلية أو خليجية، وفي حين يظل غياب «طماشة» بمثابة علامة استفهام لدى متابعي الدراما المحلية، تساءل النيادي في حوار مع «الإمارات اليوم» عن سبب عزوف مؤسسات إعلامية خليجية عن بث دراما إماراتية، على الرغم من أنها تلقى احتضاناً ودعماً إماراتياً ملحوظاً، لكنها تقاطع بشكل عملي الدراما الإماراتية.

إمكانات نغموش

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/328646.JPG

نفى الفنان سلطان النيادي أن يكون الفنان جابر نغموش شريكاً له في ملكية شركة «ظبيان للإنتاج الفني»، مبرراً وجود نغموش في معظم الأعمال بـ«الإمكانات المتفردة التي يتمتع بها نغموش والتي تجعله نجماً بامتياز، ومحوراً يضيف لأي عمل يشارك فيه، وتبقى هناك صعوبة، أو شبه استحالة في أن يُستكمل عمل بدأه نغموش ووضع فيه بصمته، ببديل آخر، لأن الأخير ستكون مهمته شديدة الصعوبة، ليس على الصعيد الفني فقط، بل أيضاً من حيث القبول الجماهيري».

وأشار النيادي إلى أن القاسم المشترك الأكبر بينه وبين نغموش هو هاجس تقديم أعمال فنية تضيف وعياً أو تعالج قضايا محلية ملحة، وعدم التعامل مع المنتج الدرامي، بما فيه الكوميدي، بمفهوم الترفيه أو التسلية فقط، أو حتى البحث عن العائد المادي بمفهوم تجاري، سواء بحسابات الفنان، أو عقلية المنتج التقليدي.


«تهمة» مشرّفة

قال الفنان سلطان النيادي إن البعض كان يتهمه في فترات سابقة بأن لديه رصيداً كبيراً من الأعمال التوثيقية، مضيفاً «هي تهمة مشرفة، فبعد مرحلة طويلة وجدنا أن هذا الاتجاه صار نهجاً عند البعض».

وتابع «العمل التوثيقي يبقى محتفظاً برونقه عبر الحقب، خلافاً للعديد من أنواع الدراما الأخرى التي ترتبط بسياق زماني ومجتمعي بعينه، لذلك فهي في حالة تمتعها بجودة فنية وإنتاجية عالية تشكل إضافة حقيقية لمكتبة الدراما المحلية».

وأكد النيادي أنه شديد الانتقاد لنفسه، سواء في مسيرته كممثل، أو منتج، مضيفاً «حينما لم تسمح ظروفي بأن أكون موجوداً كممثل قررت الاعتزال، والاكتفاء بالإنتاج، وهو أمر أتاح لي التفرغ لما تستلزمه هذه المهنة الشاقة».

ورأى النيادي أن من حسن الطالع أن أحد أفضل أعماله على الإطلاق كان آخر عمل عُرض له على الشاشة، وهو «دروب المطايا»، مضيفاً: «لو خُيرت بعمل أختتم به طلاتي التلفزيونية لما اخترت غير هذا العمل الذي لايزال في ذاكرة المشاهد».

ندرة أعمال «ظبيان للإنتاج الفني» في السنوات الأخيرة، ليست خياراً تسويقياً فقط، بل فنياً أيضاً بالنسبة للنيادي، الذي يؤكد رفضه لمبدأ التواجد في موسم رمضان بهدف اقتطاع جزء من كعكة «التواجد»، مضيفاً: «على الرغم من كثافة المعروض، إلا أن جانباً غير يسير من دراما رمضان اعتدنا أن يكون مجرد فقاعات مؤقتة، وحالتها وأثرها لا يبتعدان كثيراً عما وجدناه في موجة (الفيديو كليب)، التي تملأ الدنيا بانتشارها لأيام، قبل أن يتناساها الجميع».

«لم تتعرض (طماشة) لمشكلات رقابية أدت إلى استبعادها من العرض»، هذا ما يؤكده النيادي الذي أشار إلى أنه كان بصدد بدء تصوير الجزء السادس من العمل، قبل أن يتم إرجاؤه لظروف لا تعود لشركة الإنتاج، بقدر ما تتعلق بالتعاقد على بث المسلسل، مؤكداً أن هذا الجزء ارتبطت حلقاته بالعديد من الأقلام المبدعة التي كتبت قصص وسيناريوهات موضوعاته المختلفة التي اختيرت بعناية شديدة.

وتابع «على الرغم من الجرأة الكبيرة في بعض حلقات (طماشة)، وغيرها من الأعمال التي تتميز بسقف حرية عالٍ، والتي وصلت إلى حد أن أسرة العمل تتوقع أحياناً أن تلاقي جدلاً أو ملاحظات ربما تعوق بثها، إلا أننا في حقيقة الأمر لم نجابه مقص الرقيم أو إملاءاته، ليس في أي من حلقاتنا فقط، بل لم تكن هناك أي توجيهات تتعلق بجملة أو كلمة قيلت على لسان أي من الشخصيات، وهو أمر يتماشى مع أجواء الانفتاح على الإبداع بشتى صنوفه التي تعيشها الدولة».

وأضاف: «الحرفية والمسؤولية هما الضمانة الأولى لأي عمل من أجل أن يكون مقبولاً مجتمعياً، قبل قبوله الرسمي، فالمبدع في مجال الدراما يجب ألا تحركه خصومه مسبقة مع أي من المؤسسات، وأن يتسم انتقاده بالموضوعية، وإعلاء مصلحة الوطن، وهو ما سيجعل انتقاده مقبولاً، مهما كان قوياً، وهذا ما يمكن أن نلمسه في الكثير من الحلقات التي تناولت موضوعات شائكة في (طماشة)، مثل حلقة (إخوان شما)، و(محسوبة صح)، وغيرهما التي تعلي من مفهوم الدراما الهادفة».

«طماشة ستعود العام المقبل وإلى مدى يحدده استمرارية قبول المشاهدين وطلبهم لها»، هذا ما يؤكده النيادي الذي يرى أن هذا المسلسل المتعدد الأجزاء فرض وجوده لدى المشاهدين من خلال العديد من العوامل، منها القبول الجماهيري الكبير الذي يحظى به بطلها جابر نغموش، مضيفاً: «بكل تأكيد لا يمكن تصور استمرارية (طماشة) من دون المبدع جابر نغموش، فهو يصبغها ويجملها بنكهته وبصمته الخاصة التي تميزها».

وحول أحدث أعماله الإنتاجية، أشار النيادي إلى أن تلفزيون البحرين عرض له أخيراً مسلسل «عيال شمسان»، قبل أن يعرضه أيضاً تلفزيون أبوظبي، كاشفاً عن أن لديه عملاً تراثياً وصفه بـ«الضخم» من المتوقع أن يبدأ تصويره في سبتمبر المقبل.

ووعد النيادي بأن يكون عمله التراثي المقبل بمثابة إضافة نوعية لهذه النوعية من الدراما، مضيفاً: «تحولت الكثير من الأعمال التراثية المحلية إلى دراما معلبة، وهو أمر تسبب في ترسيخ الكثير من الأخطاء والانطباعات غير الصحية عن بعض أهم حقبنا التاريخية وما رافقها من مظاهر اجتماعية متنوعة، لذلك فإن إنتاج الدراما التراثية في هذه المرحلة أمر يجب أن يتم الإعداد له بعناية ودقة شديدين».

ولم يُخف النيادي أن جابر نغموش سيكون أحد أبطال هذا العمل، لكنه فضل الاحتفاظ بهوية سائر الممثلين، والطاقم الفني، لاسيما أن بعضهم لم يتم حسم وجوده بالعمل بعد.

ورفض النيادي تبرير بعض المؤسسات الإعلامية الخليجية بأن عدم إقبالها على الدراما الإماراتية لأنها مغرقة في المحلية، مشيراً إلى أن الكثير من الإنتاج الدرامي الإماراتي يستوعب ممثلين وقضايا خليجية، كما أن تلك المؤسسات نفسها تحرص على عرض مسلسلات لا يشارك فيها سوى فنانين من دولة واحدة، ما يعني أنها ترحب بالدراما المحلية، مضيفاً: «إذا كانت تلك حجتهم فهي بكل تأكيد حجة مردودة لأنها غير واقعية».

تويتر