معارض دولية متنوعة في الفنون البصرية ترتقي بذائقة الشباب

«صيف الفنون».. الشارقة تراهن على الإبداع

الجدارية التجريدية التي تزين واجهة رواق الشارقة للفنون للفنان الأميركي مات دبليو مور بطول 41 متراً وارتفاع 3.5 أمتار. من المصدر

تحتفي فضاءات صيف الفنون بالعديد من المشاهد البصرية كحالة الحوار الحضاري الإنساني الذي تطلقه وتعزز مساراته الشارقة بانفتاح على الثقافات وسخاء في تمهيد كل السبل التي من شأنها تعزيز دور الفن والنهوض بمستوى التلقي والتذوق، وهذا ما يؤكده هذا الاستقطاب للتجارب القيمة الدولية والمحلية، التي يستضيفها وينظم عرضها مجمع الشارقة للآداب والفنون، فيقيم المعارض النوعية في مختلف أنواع الفنون البصرية في كل أنحاءالشارقة، والتي نرى في عرضها وتوصيفها فرصة للقارئ والمتلقي.

تجارب أخرى

همس النخيل معرض لأعمال فنية فراغية خارجية في كلباء، تم تشكيلها من أجزاء متساقطة من شجر النخيل، كالسعف والكرب، وغيرها من أجزاء، وهي أعمال حيوية توحي بالحركة بفعل صياغتها بهذه الحلة وبفعل تأثير رهافة الفنان محمد يوسف الحمادي.

وتعتمد الفنانة مريم الحمادي في فكرتها (جنائن معلقة) بالمركز الثقافي في خورفكان على عدد كبير من عناصر بسيطة، كعبوة مياه بلاستيكية، وابتكار أعمال فنية نتيجة جمعها مع بعضها ضمن تصميم متجدد. وقد تمت معالجة هذه العبوات بقصها وحرقها وتلوينها لتحويلها إلى شكل مختلف كي تؤدي غرضاً جديداً، وتكون مشابهة للطبيعة. وفي دوار دبا الحصن، عرض نحتي لافت مادته الرئيسة بقايا مستهلكة من القطع المعدنية المهملة للسيارات القديمة، للفنان ناطق الآلوسي «من مواليد العراق 1964 م» المأخوذ بروعة الخيل وحيويتها.

من هذه المعارض لصيف الفنون اللوحة الجدارية التجريدية التي تزين واجهة رواق الشارقة للفنون، للفنان الأميركي مات دبليو مور والمشغولة حسب مبدأ «الامتداد يفضي إلى الإبداع»، واللوحة بطول 41 متراً وارتفاع 3.5 أمتار، تغطي الواجهة البحرية لرواق الشارقة للفنون، يتصدرها تصميم هندسي مدروس بعناية، ويتألف من مساحات لونية متجاورة تفصل بينها خطوط بكل الاتجاهات، والملاحظ أن المجموعات اللونية لنسيج اللوحة متناغمة ومتعددة القيم، وقد وجدت ضمن نظام مدروس له تأثيره، على الرغم من أن عناصر المشهد غير متطابقة في الشكل والقياس، فقط يجمعها التصميم المثير للانتباه للفنان مات. بدأ مات الرسم على الألواح الرياضية، إضافة إلى اشتغاله على فن الغرافيتي، وتتميز هذه الفنون بسرعة الأداء وإثارة الحماسة للاكتشاف، وتحفيز روح التعاون. وقام مات طوال عقد بتطبيق هذه المبادئ على تصاميمه الجمالية، ويعتمد مات الأسلوب الرقمي المجرد «فيكتورفنك» الذي يستخدمه لتصميم العديد من العلامات التجارية مثل «نظارات ري بان ويفيرز» و«ألواح ألموند للتزلج على الماء» و«سطح مكتب أبل» و«حملة كوكا كولا لأولمبياد لندن» وعدد كامل من مجلة واييرد. تظهر مشروعات الغرافيك والجداريات الضخمة للفنان مات في أحياء مدن بمختلف أنحاء العالم، وتشكل سلسلة أعماله السنوية للوحات المائية المرسومة بالأبيض والأسود رمزاً تصميمياً.

وفي واجهة المجاز المائية بالقرب من مركز ألوان يرى الجمهور آلافاً من العبوات البلاستيكية المعاد تدويرها عبر الفن وقد تم تشكيلها على هيئة زهور ملونة ومتشابكة، وهي منسوجة مع بعضها لتكون عملاً فنياً تركيبياً يحتفي بالأرض «أفق الفرح، جسور التواصل» للفنانة ديل وين. فقد استطاعت الفنانة تحويل المخلفات البلاستيكية التي يسعى المرء للتخلص منها إلى عمل فني، فتستكشف الفنانة ألواناً وأشكالاً كأفق للفرح والتواصل.

نفذت الفنانة الفرنسية موريس عملها الجداري الفني «أوريغامي» في ميجا مول الشارقة، ومن الملاحظ أن أعمالها متأثرة بفن تصميم الورق الياباني أوريغامي (فن يعتمد على تشكيل الورق بعد طيّه)، ومثاله عملها الحالي المعروض في الشارقة ضمن هذه التظاهرة، وهي تشكل من خلال تصاميم ورق الأوريغامي مشهداً ما في المحيط التي تكون شاخصة فيه، فتضيف بذلك إخراجاً ومضموناً جديداً لفن الغرافيتي، عبر تزيين جدران الشوارع بالأوراق الملونة تعزيزاً لمشاهد الجمال والبهجة في المدينة، وذلك بإبداع أبعاد جديدة من التكوينات والألوان الغنائية.

أما معرض رؤى إسلامية الذي نظمه مركز الذيد للفنون بالتعاون مع اتحاد المصورين العرب لأربعة من الفنانين الضوئيين هم يوسف الزعابي، أبوبكر الأحمر، حسين البحراني، وسيم خير بك، فتتجلى فيه بوضوح ملامح العمارة الإسلامية في الشارقة، فنجد فيه مفردات وتفاصيل بصرية توصل لها المعمار العربي في الشارقة على مدى قرون، لتظهر ماثلة ومكوناً أساسياً في البناء الإسلامي الحديث والمعاصر، اعتماداً على تاريخ من التراكم الثري للمنجز المحلي،

الفرصة النادرة أمام المتلقين من متابعي صيف الفنون 6 هو عرض القوالب الخطيّة لقامات من الخطاطين هم مصطفى الراقم وعبدالله الزهدي، وسامي أفندي، ومحمد نظيف، وهذه القوالب مأخوذة بالحجم الطبيعي عن بعض المساجد والمدارس. وهذه القطع الفنية التاريخية تم الحفاظ عليها في المتاحف والمجموعات الخاصة وهي المسودات النهائية لخطوط المساجد وبعض الكتابات التي سطّرها أساتذة فن الخط العربي عبر العصور على العديد من الآثار والأوابد التاريخية.

تويتر