ورشة عمل عن أسرار فنون الإلقاء بـ «اتحاد الكتّاب» في أبوظبي
محمود أبوالعباس: الأداء الصوتي فكرة إنسانية
وسط أجواء تفاعلية وحضور جماهيري واسع من مختلف الفئات العمرية؛ انطلقت مساء أول من أمس، فعاليات ورشة عمل «الصوت وفن الإلقاء»، التي ينظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي على مدى أربعة أيام، في مقره بالمسرح الوطني في أبوظبي، ويقدمها المخرج والكاتب المسرحي محمود أبوالعباس. خلال الدورة، أكد أبوالعباس أن فكرة الأداء الصوتي فكرة إنسانية، فالصوت مسؤولية، وهو يعبر عن شخصية الإنسان، وطباعه وسلوكه، وهو أيضاً ناقل حقيقي للمشاعر والأفكار، وله دور كبير في رسم ملامح تعاملات الإنسان مع المحيطين به، وشخصيته في نظرهم.
حضور لافت شهدت ورشة العمل في يومها الأول حضوراً كثيفاً من الجمهور من مختلف الفئات، وكان للأطفال واليافعين حضور بارز، وحرْص واضح على التفاعل المباشر خلال الورشة، خصوصاً في ما يتعلق بالتمارين العملية والتطبيقية. كما شهدت الورشة حضوراً لافتاً لأعضاء الفرق المسرحية الإماراتية. |
وذكر المحاضر، الذي شارك في عدد من الأعمال الدرامية والمسرحية في الإمارات والعراق، أن فن الصوت والإلقاء من فنون التواصل التي خضعت لدراسات معمقة جعلته في أولويات الاهتمام، ليس في الجانب الحِرفي ومتطلبات العمل، لكنه يدخل في تفاصيل الحياة اليومية، موضحاً أن الورشة تسعى لفتح أفق تعبيري أمام الملتحقين بها في أسلوب الإقناع من خلال وضوح الصوت والتمكن من الإلقاء لإيفاء المعنى حقه، إذ تركز ورشة «الصوت وفن الإلقاء» على تمارين مكثفة في التنفس والتصويت والتشكيل، وهذه التمارين تضبط أسلوبية الإلقاء، مع التأكيد على حاجة أعضاء الجسم الداخلية المستمرة إلى التمارين التي تعمل على تكوين الحرف والكلمة والجملة.
وأضاف أبوالعباس «ضبط أسلوبية الإلقاء يأتي من خلال الإصرار على المعرفة بأهمية الجهاز التنفسي الذي يتحكم بكمية الهواء في الإلقاء، أو التصويت من خلال دراسة الصوت ومستوياته وطبقاته وشدته وقوته وفقاً للمعنى، أو جهاز التشكيل الذي يضبط مخارج الحروف والنطق الصحيح والوضوح، بالإضافة إلى دروس أساليب التقطيع في النص، وتأثير المعمار أو المكان على أسلوب الإلقاء، وهي المحاور الرئيسة التي تقوم عليها ورشة العمل، والتي ترافقها قراءات متنوعة كدروس تطبيقية لنصوص منتقاة، إلى جانب العديد من التمارين العملية». وأشار أبوالعباس، خلال اليوم الأول من الورشة، إلى أن الإلقاء والكلام ظاهرتان مترابطتان، فالكلام أقدم لأنه أتصال طبيعي بين الناس، إذ كانت الإيماءة أولى الوسائل التي قادت للكلام كما في الكهوف، واستمد الإنسان القديم من أصوات الحيوانات والطبيعة ما أثر في تكوين الأصوات القصدية التي سميت الأصوات اللغوية، موضحاً أن اللغات ظهرت ثم اللهجات، مثل اللغة العربية التي تتكون منها لهجات مختلفة بسبب الاحتكاك أو نتيجة الاستعمار، فدول شمال إفريقيا تأثرت في لهجتها بفرنسا، وتأثر العراق بالتركية والفارسية والإنجليزية، وهكذا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news