درست الإخراج والتمثيل وتخصصت في البرامج التلفـزيونية

رولا فقيه: برامج «الفورمات» حولتنا إلى منفذين

صورة

رغم دراستها التمثيل والإخراج في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا)، إلا أن رولا فقيه اختارت التخصص في إخراج البرامج التلفزيونية، المجال الذي بدأت العمل به منذ سن الـ17 مع أولى سنوات التحاقها بالدراسة الأكاديمية وتعرفها إلى أسس ومبادئ التعامل مع عالم الصورة، وتقنيات التصوير التلفزيوني.

تجربة لا تُنسى

تؤكد رولا فقيه أنها تشعر بالفخر لعملها في شبكة قنوات دبي على مدى السنوات الـ11 الماضية، قائلة «لم أفكر أبداً في الانتقال إلى مكان آخر لأنني أشعر بالولاء والانتماء الكبير لمؤسسة دبي للإعلام، وأشعر بالأمان والقدرة على تطوير مهاراتي ومساعدة زملائي والتعاون معهم للوصول إلى أفضل النتائج على صعيد الصورة التلفزيونية التي وصلت إلى أعلى درجات الجودة من ناحية الشكل والمضمون».

وتضيف «كما هي مناسبة أيضاً للتوجه بالشكر إلى الأستاذ أحمد سعيد المنصوري المدير العام للقنوات في مؤسسة دبي للإعلام، على ثقته الكبيرة ودعمه المتواصل لي طوال السنوات الماضية، كما أتوجه بالشكر إلى الأستاذ خليفة حمد أبوشهاب مدير قناة سما دبي صاحب الأفكار المبتكرة الذي يحفز الجميع على استحداث الآليات الكفيلة بتطوير رؤية القناة ومضامينها».

أمنيات

تتحدث رولا فقيه عن أطفالها بالكثير من الشغف والمحبة النابعة من تواجدها الدائم مع ابنتها «تيا» سبعة أعوام و«آدم» خمسة أعوام، بحكم انشغالات زوجها المتعددة وإدارته لشركات عائلته ما بين المملكة العربية السعودية والإمارات، وحرصه على المشاركة في واجبات الأسرة الصغيرة، إذ تقول «أحاول الموازنة بين عملي وواجباتي تجاه أسرتي وعائلتي، ويساعدني في ذلك زوجي رغم سفره وكثرة انشغالاته»، وعما إذا كانت تتمنى رؤية نجاحاتها الإعلامية ممتدة في ما يخبئه المستقبل لأبنائها تقول «ليس لدي أي مانع من دخول أبنائي الإعلام إذا كان ذلك اختيارهم، لأنني لم أتعرض في أي يوم من الأيام للأذى، ولم أندم في أي لحظة من حياتي على دخولي هذا المجال».

انطلقت رحلة رولا من لبنان حين عملت في مجال المونتاج وعمليات الإخراج قبل أن تتولى بنفسها مهمة الإشراف على العمليات الفنية والإنتاجية، ومن ثم إخراج العديد من البرامج والانتقال من بعد ذلك إلى الإمارات، وبدأت مسيرتها المهنية مع تلفزيون دبي قبل أن تلتحق في أبريل 2005 بقناة «سما دبي» مع بداية بثها التلفزيوني للجمهور المحلي والخليجي، تجربة تقول عنها رولا «كنت أبحث عن الفرصة الأفضل وأسعى دائماً إلى تطوير أدواتي المهنية والإبداعية، وهذا ما استطعت تحقيقه خلال السنوات الماضية من خلال مجموعة البرامج المتنوعة التي أتيحت لي فرصة تقديمها للجمهور، بداية من البرامج الخاصة بمهرجان دبي للتسوق في القرية العالمية وبرامج السحوبات، ومروراً ببرنامج (لينك) الذي يعد أول برنامج توليت مهمة إخراجه على قناة سما دبي». وتتابع «لدي باقة من المحطات الجميلة في مسيرتي المهنية بعد 11 عاماً من العمل المتواصل لعل آخرها برنامج (الفرضة) وعدد من الحلقات الخاصة عن العيد الوطني الكويتي وبرنامج (فخر الوطن)، إضافة إلى المهمة اليومية المرتبطة بإخراج البرنامج المسائي (الملتقى)، الذي أعتبره مجلة مصورة تتولى تغطية أهم الأحداث والفعاليات التي تزخر بها دبي وإمارات الدولة على مدار العام».

مطبات الهواء

بعيداً عن البرامج التسجيلية تميل رولا إلى إخراج البرامج المباشرة، لشعورها بالمسؤولية وتوقها الدائم إلى تحدي نفسها، إضافة إلى إيمانها بضرورة تقديم برامج حيوية بعيدة عن النمطية، مثل برنامج «الملتقى» الذي يجمع بين الطابع الإخباري وبرامج «التوك شو»، وذلك رغم مشكلات ومطبات الهواء التي تتقن فقيه تطويعها لمصلحتها ومواجهة تحدياتها بأعصاب هادئة تتفادى فيها أجواء التوتر التي قد تؤثر في فريق عملها «في الوقت الذي تبرز فقيه أهمية سرعة اتخاذ القرار لتجاوز الهفوات غير المتوقعة». وتضيف «أحب التعامل مع الجميع وليس لدي مشكلة مع أحد، كما أشعر بالقابلية الدائمة للتعاون مع الآخرين في سبيل الوصول إلى أفضل النتائج المرجوة».

وتعترف المخرجة في «سما دبي»، بأنها لا تحب البرامج السياسية وليس لديها أي نية للتصدي لهذه النوعية من البرامج التي لا تميل إلى متابعتها والاهتمام بها على الصعيد الشخصي والمهني، على عكس اهتمامها واشتغالها بمجالات البرامج الاقتصادية، قائلة «تبقى برامج المنوعات المساحة الأثيرة لدي، ومازلت أتذكر تجربة برنامج (نسايم) وبرنامج (توب 10) وغيرها من برامج المنوعات، لهذا السبب أحب البرامج الفنية لما تتضمنه من تنوع وحركية إبداعية، ففي مجال الإعلام لا يمكن التقيد بمجال إخراجي واحد طوال الوقت لأن التنوع والتغيير يظلان السمة الأبرز لهذا العالم المتجدد الذي يفرض علينا تطوير أدواتنا، والتأقلم مع مختلف المستجدات خصوصاً تفادي التكرار والوقوع في الرتابة». وتضيف «من الضروري أن يتمتع المخرج التلفزيوني الناجح بالقدرة على تقديم أنواع البرامج بسوية إخراجية عالية، من دون أن يؤثر هذا الأمر في تخصصه في مجال محدد يختاره ليكون النافذة التي يقدم من خلالها رؤيته الإبداعية».

باقة إبداعية

وحول أسباب عدم اهتمامها بإخراج الأعمال الدرامية رغم دراستها وتخصصها في مجال التمثيل والإخراج تقول «لا أحب التعدي على مصلحة غيري، وأعترف بأنني لا أهوى الإخراج الدرامي الذي يحتاج إلى موهبة خاصة وإعداد نفسي كبير، إضافة إلى أنني لا أجد نفسي في هذا المجال الذي درسته من دون امتلاك الرغبة والخبرة اللازمتين لدخوله، كذلك الحال بالنسبة للتمثيل الذي لم أفكر في خوض غماره على الإطلاق رغم تخصصي به ورغم الرفض العائلي الذي قوبل به هذا القرار آنذاك».

وحول رأيها في قدرة بعض المخرجين على المزج بين إخراج برامج المنوعات والتوجه إلى إخراج الكليبات الغنائية تقول رولا «يبقى هذا الأمر بالمحصلة مندرجاً تحت راية الإبداع والتنويع، كم يجب الاعتراف بنجاح الكثير من المخرجين في هذا المجال الذين استطاعوا تقديم كليبات وأعمال غنائية متنوعة وناجحة بالتوازي مع إدارتهم الإعلامية الناجحة».

رؤى جديدة

تتوقف المخرجة اللبنانية مطولاً عند موضوع التجديد والابتكار في البرامج التلفزيونية العربية، قائلة إن غالبية هذه البرامج تعتمد التقليد من ناحية الإخراج، مضيفة «ليس هناك مخرج عربي استطاع ابتكار طريقة إخراجية جديدة، وهذا يعود إلى الاعتماد على (فورمات) برامج عالمية جاهزة تؤطر مهمة المخرج التلفزيوني وتحوله إلى مجرد منفذ تقني لا أكثر». وتتابع «مادامت القنوات العربية تواصل اعتماد هذه النوعية من البرامج فلن نجد تطويراً في البرامج العربية ولا مبدعاً قادراً على تقديم رؤى جديدة وحلول إخراجية تسهم في إعادة صياغة لمفهوم الإخراج التلفزيوني، ومن ثم الوصول إلى ابتكار بصمة عربية مميزة في هذا الإطار».

وتختتم رولا فقيه حديثها لـ«الإمارات اليوم» بالإشارة إلى التطور التقني الذي باتت تشهده شبكة قنوات دبي وحرصها المتواصل والدؤوب على متابعة كل ما هو جديد في هذا الإطار من أجل تقديم مضامين إعلامية راقية تليق بذائقة المشاهد المحلي والجمهور العربي الواسع الذي يتابعها قائلة «هي دعوة مفتوحة لمتابعة باقة البرامج المتجددة التي تأخذ في الاعتبار المضمون الهادف والصورة التلفزيونية العالية الجودة التي تتماهى مع توجه الإدارة لتقديم الأفضل والمميز على الدوام».

 

تويتر