الفيلم الوثائقي يحظى باهتمام نقاد في أميركا

«حجاب» على شاشات «منهاتن»

الفيلم يتناول في 78 دقيقة قضية غطاء الرأس للمرأة. من المصدر

عرض الفيلم الوثائقي الإماراتي «حجاب»، أخيراً، ولمدة أسبوع، في دور سينما فيلاج في منهاتن بالولايات المتحدة الأميركية.

وحصد «حجاب» مزيداً من اهتمام الإعلاميين والنقاد، الذين كتب العديد منهم عن الفيلم بعد عرضه في نيويورك. وقالت الناقدة السينمائية ميلاني فوتاو: «إن من بين نقاط القوة التي يتميز بها الفيلم أنه لا يفرض رأياً محدداً على المُشاهد، فجميع وجهات النظر مُرحّب بها في أي وقت. وخلال أحداث الفيلم الوثائقي، الذي يأخذنا في رحلة إلى مجموعة متنوعة من الدول التي يسود فيها الدين الإسلامي، إضافة إلى أماكن أخرى يمثل فيها المسلمون قلة، تتحدث النساء عن حجاب الرأس بشكل فردي وجماعي. فبعض هؤلاء النساء وُلدن مسلمات وبعضهن الآخر اعتنقن الإسلام في ما بعد».

مشاركات وجوائز

حصد فيلم «حجاب» جائزة أفضل فيلم وثائقي في المهرجان السينمائي الدولي في جاكرتا بإندونيسيا في نوفمبر الماضي.

وشارك في مهرجان كارمل السينمائي الدولي في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية في أكتوبر الماضي. كما عرض في صالات سينما لايمل في لوس أنجلوس لأسبوع في أكتوبر الماضي، وعرض في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الأخيرة.

بينما رأى بن كينيغسبرغ، الصحافي في جريدة «نيويورك تايمز» أن «الفيلم يتخطى حدود الأفراد لاستكشاف المفاهيم السائدة في المجتمع حول الحجاب». وقال: «في الوقت الذي لا نلمس فيه أي شكوكٍ تغَير التوقعات، تظهر إحدى السيدات اللائي يرتدين الحجاب وهي تمارس الفنون القتالية».

وأضاف: «بفضل موضوع النقاش الذي تدور حوله الأحداث يُعد فيلم حجاب مثيراً للاهتمام على نحو يفوق كثيراً العديد من الأفلام الوثائقية الأخرى التي تتناول هذه القضية».

بينما لفتت الناقدة السينمائية، جينفر ميرين، إلى أن «الفيلم يقتفي أثر تقليد ارتداء الحجاب منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر في الثقافات المختلفة حول العالم»، مشيرة إلى أن «الجانب التاريخي الذي يشتمل عليه الفيلم يعد مثيراً للاهتمام، شأنه شأن التعليق الخاص بكيفية تأثير الحجاب في العلاقات بين النساء والرجال».

وتابعت ميرين: «خلال مقابلات شخصية مصورة بعدسة الكاميرا، يتحدث أكاديميون ورجال دين عن معنى الحجاب، موضحين أنه يُستخدم لإخفاء وحماية روح المرأة وعقلها وجسدها. وتتحدث مسلمات العصر الحديث اللاتي يعشن في الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأميركية ولندن وباريس، إضافة إلى مجموعة واسعة من الأماكن الأخرى عن الشعور بالراحة الذي يمنحه لهن ارتداء الحجاب، وعن أسباب ارتدائه وكيفية استجابة الأخريات لهذه الممارسة التي تقتضي تغطية الرأس». ويتناول الفيلم في 78 دقيقة قضية غطاء الرأس للمرأة، وأسباب الإقبال عليه ومبررات عدم ارتدائه.

يشار إلى أن فيلم «حجاب»، الذي أنتجته «مؤسسة أناسى للإعلام»، يسلط الضوء على موضوع الحجاب، من خلال الإشارة إلى وجوده بين النساء حتى من قبل ظهور الإسلام، ويقدم صيغة تحليلية عميقة عن الحجاب، ويطرح أسئلة حول ماهيته بشكل عام. والفيلم فكرة الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، وشارك في إخراجه ثلاثة مخرجين هم: السوري مازن الخيرات، والإماراتية نهلة الفهد، والبريطاني أوفيديو سالازار، ويعد الأخير من أشهر مخرجي الأفلام الوثائقية.

تم تصوير «حجاب» في تسع دول: بريطانيا، فرنسا، هولندا، الدنمارك، تركيا، مصر، سورية المغرب والإمارات. ويتضمن الفيلم مقابلات مع شخصيات عدة في أوروبا والشرق الأوسط، والتى تناقش أسبابها لاختيار ارتداء أو عدم ارتدائه. كما يتضمن آراء العديد من العلماء والمختصين البارزين عن الحجاب من الجانب التاريخي والديني في الأديان السماوية، وكذلك الجانب الثقافي، إضافة إلى طرح آراء السياسيين ووجهات نظرهم حول الحجاب.

تويتر