يستعد لمدّ بساط مخملي متجدد لأوائل الفائزين بجولاته الست الماضية
«البيت».. موعد مختلف مع «الشطر» و«نبض الصورة»
سيكون عشاق القصيدة النبطية، على موعد مختلف مع ألق المنافسة من جهة، وعمق الإبداع من جهة أخرى، اعتباراً من الجولة المقبلة، التي من المقرر أن تشهد منافسة بين أصحاب أفضل مشاركات في مسابقتي «الشطر» و«نبض الصورة»، اللتين تشكلان جوهر برنامج «البيت» الشعري، الذي سبق أن تلقى دعماً كبيراً بزيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لموقع إنتاجه، بمدينة دبي للاستوديوهات، في مستهل انطلاقة دورته الأولى.
«البيت»، الذي يقوم بإنتاجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ووصل الآن إلى واحدة من أكثر مراحله ألقاً، يستعد لإسدال بساط مخملي متجدد لأوائل الفائزين في جولاته الست الماضية، في مسابقتيه المختلفتين، وهو ما جعل سهرة أول من أمس، التي امتدت إلى قرب منتصف ليلة أمس، ورصدت وقائع تصويرها من خلف الكاميرات «الإمارات اليوم»، بمثابة الفرصة الأخيرة لحجز أولى بطاقات العبور إلى المرحلة الختامية.
الشفافية والتطوير قال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك إن الشفافية والصدقية، في ما يتعلق بعمل جميع أعضاء لجان الفرز والجودة والتحكيم، هو أهم ملمح من ملامح برنامج «البيت»، الذي يتضمن مسابقتي «الشطر» و«نبض الصورة». وأضاف: «لا مجال للخطأ، حتى وإن كان سهواً في هذا الإطار، وجميع الشعراء، الذين يمثلون بالأساس كوكبة من مبدعي النبطي، محلياً وخليجياً، يكرسون مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المتسابقين، وفق آلية منضبطة، ترقى لمعايير الجودة التي تطبق في كل الفعاليات التي يستوعبها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث». وأكد بن دلموك أن التطوير يبقى أيضاً معياراً حاضراً في هذا البرنامج الذي وصل إلى دورته الثالثة، مشيراً إلى أن مبدأ المكاشفة يجعلنا نسعى إلى تعظيم الإيجابيات التي نلمسها أولاً من الجمهور، وتلافي السلبيات وتقليصها. كلهم مبدعون قال مدير الإعلام والاتصال في مكتب سمو ولي عهد دبي، المشرف العام على برنامج «البيت»، الشاعر ماجد البستكي، إن حالة الزخم والمنافسة الإيجابية التي تشهدها مسابقتا «الشطر» و«نبض الصورة» وتمتد بالنسبة للأخيرة على مدار أيام الأسبوع، تجعل الشعر النبطي «فائزا»، ليس أسبوعياً فقط، بل بشكل دائم ومثمر. وتابع: «كل من يشارك في هذا البرنامج الذي يأخذ صيغة تفاعلية بين الشاعر والمتلقي، وأيضاً لجنة التحكيم، حري به أن يستحق لقب (مبدع)، لا سيما أن هناك شروطاً محددة للمشاركة في كل منها، سواء تعلق الأمر بعنصر الوقت بالنسبة لـ(الشطر) وما يترتب عليه من الإلحاح على استيلاد شطر محدد الفكرة في توقيت قصير، أو بالنسبة لـ(نبض الصورة) التي تضع الشاعر في خيالات صورة محددة، يتوجب عليه التفاعل معها». وأعرب البستكي عن رضاه عن المرحلة السابقة من البرنامج، متوقعاً مزيداً من الإبداع النوعي والكمي في المرحلة المقبلة. |
وجاء الشطر الشعري المختار كي يكون محور مسابقة الشطر، وهو«ما ترد العين شخص طيحته الدمعة»، ليكون محور العشرات من الأشطر المتنافسة، ما بين الشاشتين الذهبية والفضية ضمن آلاف المشاركات التي وردت للجنة الفرز والتقييم، وهي اللجنة التي تتضمن مجموعة من شعراء الإمارات والخليج العربي، قبل أن يرحلوها للجنة التحكيم على الهواء مباشرة، وفق آلية يشرف عليها الشاعر، ماجد عبدالرحمن البستكي، حيث جاء الشطر الفائز في هذه الحلقة كم حبست الدمعة اللي في طرفها غالي».
الوصول إلى هذه المرحلة من البرنامج حسب الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، يعني «تأكيداً لنجاحات البرنامج مع استمرارية دورته الثالثة بتجدد، خصوصاً على الصعيدين التقني والإنتاجي، مؤكداً أن كل مرحلة من مراحل البيت لا تخلو من إيجابيات عديدة، بعضها نفاجأ به في المنتج النهائي على الأرض، في مقابل وجود سلبيات ما بالضرورة، نسعى إلى تقليصها».
وربط بن دلموك في تصريحه لـ«الإمارات اليوم» بين المحتوى الشعري عموماً، بما في ذلك الشعر النبطي، والهوية الوطنية، مؤكداً أن «للشعر في اللغة العربية تأثيراً كبيراً، لأن الصفات التي تمتاز بها لا توجد في أي لغة أخرى، وهذا ما سعينا إلى إبرازه في هذا البرنامج».
وأشار بن دلموك إلى أن الدافع الأساسي الكامن وراء الإبداع الشعري، يكمن دوماً في طبيعة العلاقات الإنسانية في الثقافة والوجدان العربيين، لذا فسحنا المجال أمام تأثير الكلمة في بعدنا الإنساني، لاسيما أن ترابط أفراد المجتمع يولد هذه المشاعر الوجدانية، كما لوحظ في الحلقات السابقة».
وأعرب مدير الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، الذي يتولى الإشراف العام على برنامج «البيت»، عن الكثير من علامات الرضا عما وصل إليه البرنامج في هذه المرحلة، التي يقف فيها على أعتاب أولى الجولتين المؤهلتين لحلقة الختام، والوصول إلى لقب شاعر «البيت» في كلتا المسابقتين.
وأشار البستكي إلى أن «حالة الرضا هذه متكئة على الصدى الواسع والإيجابي للبرنامج، وفق مؤشرات محددة، منها الاهتمام الملموس لعشاق ومبدعي النبطي بالمشاركة المتواترة في البرنامج، والرصد الإيجابي لوسائل الإعلام المحلية والخليجية والعربية لتفاصيل البرنامج، فضلاً عن انعكاس ذلك في المنتديات الأدبية المتخصصة في القصيدة النبطية، وتحريض المسابقتين للكثيرين الذين يمتلكون موهبة نظم النبطي على المشاركة».
وأكد البستكي توقعه أن «القادم لايزال أجمل، في ما يتعلق بالمحتوى الشعري، والشكل التنظيمي للبرنامج، لاسيما أن الجميع بما فيهم من لجان التحكيم والفرز، وكذلك المشاركون، قد استوعبوا بشكل كامل التطورات الثرية التي طرأت على البرنامج هذا العام».
وجاءت سهرة «البيت» الأخيرة في المرحلة الأولى، الليلة الماضية بمثابة إبحار في تفاصيل العديد من الإبداعات النبطية، بتحريض من شطر التحدي «ما ترد العين شخص طيحته الدمعة». وعلى الرغم من إطلاقه قبل خمس ساعات تقريباً من موعد بث الحلقة، تهافت الشعراء على إكماله بعجز يثري معناه، ويوضح ما خفي من مكنوناته بقوالب شعرية تنوعت بتنوع خيال كل شعر وذائقته الفنية، وتجربته الحياتية.
وخصص البرنامج ثلاث جولات أساسية ليعرض في كل واحدة منها 12 عجزاً على الشاشة الفضية، ومن ثم قيام اللجنة المكونة من كل من محمد المر، ومبارك الخليفة، ونايف الرشيدي، ومدغم أبوشيبة، بترحيل أربعة إلى الشاشة الفضية. وبناء على قرار لجنة التحكيم، فقد قررت على غير عادتها ترحيل خمسة في الجولة الأولى، ليبلغ مجموعة المشاركات التي تم ترحيلها 13 عجزاً تزينت بها الشاشة الذهبية في هذه الحلقة من البرنامج.
وأفرز اختيار لجنة التحكيم في الجولة الأولى الأشطر: «غير شخص طاح من عيني وصار بقلبي»، و«والدمعة كنت اخاف انها تطيح وطاحت»، و«ولا يطيح ثقلها ياكود الأثقل منها»، و«عظم الله أجر عيني والبقاء لدموعي»، وبإجماع لجنة التحكيم، تم اختيار «وأهني اللي دموعه ما تفارق عينه» عجزاً خامساً في الجولة.
وفي الجولة الثانية، تم اختيار أربع مشاركات أخرى، وهي: «العوض من عند ربي والبقى في عيني»، و«ودك أنه الدمع في بعض الأحيان ياخذ رايك»، و«كم حبست الدمعة اللي في طرفها غالي»، و«ليت فيها الكفو يبقى والردي ما يبقى».
أما المشاركات الأربع، التي وقع الاختيار عليها في الجولة الثالثة، فهي: «ليتني باكيك ميت ما بكيتك عايش»، و«والبلا لا صار هو عيني وهو دمعتها»، و«دمعة الغالي رصاصة من دموع الغالي»، و«شفت تجاعيد الخدود دروب للرحالة».
وحل الشاعر السعودي علي بن رفدة القحطاني ضيفاً لفقرة «الشلة» في هذه الأمسية ليقدم مفاجأة للشلة من أربعة أبيات على طريقة العازي (الحدا)، وهو نوع غناء كان يفضله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وكانت الشلة الثانية من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، قال منها «شوف تأثيرك من الجرح الوثيج.. احتباس الدم في وسط العروق.. وانحدار الدمع كالسيل الدفيج.. من شوامخ سحبها رعد وبروق.. في قتام الوقت ضيعت الطريج.. ما ظهر في ليلي المعتم شروق».
واختار شاعر الشلة شطراً مخالفاً لاختيارَي لجنة التحكيم، ما فاقم تعددية الآراء، من دون حسم هوية اللقب، حيث اختار الشطر «وانت دمعة كنت أخاف انها تطيح وطاحت»، ليفوز بجائزة ضيف الشلة المتسابق سعود سعود، في الوقت الذي بقيت فيه هوية الشطر الفائز بمسابقة «الشطر» غائبة، ويكون على ضيف الشلة الاختيار بين الخيارين اللتين قدمهما أعضاء لجنة التحكيم،
وهما: «ولا يطيح ثقلها ياكود الأثقل منها» و«كم حبست الدمعة اللي في طرفها غالي»، تمت إحالة الحسم إلى شاعر الشلة الذي اختار العجز الثاني للشاعر فيصل العطاوي.
وفي المسابقة الأخرى «نبض الصورة» التي تقوم على نظم بيت يغوص في الجماليات الشعرية المستوحية من إحدى الصور الفائزة في جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الفوتوغرافي، أكدت لجنة الفرز وصول كم هائل من الأبيات في وصف صورة كانت ناطقة بأبعادها الإنسانية ومعانيها المعبرة عن مأساة شعب عربي يعاني ويلات الصراع.
واختارت اللجنة للقب الوصيف الأول بيتاً للشاعر سعود محمد سعود بن عمر الذي يقول فيه:
كل ما امطر رصاص الحرب فوق الجدار – نبت بأرضه من بذور الشجاعة بطل
ووقع الاختيار على الشاعر، فهد مطلق الحيدان، ليكون الوصيف الثاني الذي اعتمد على عنصر المفاجأة في بيت يقول فيه:
غص بيتك فيك من «كحكح» ومد لسانه – وانت واقف كن ما في شي «يخرب بيتك»
فيما اختارت اللجنة ذاتها بيتاً وصفه أعضاؤها بالسهل الممتنع في تمجيد الهيئة البطولية للطفل الظاهر في الصورة، ليكون الفائز بالمركز الأول، نايف محمد الناقول، شاعر نبض الصورة ببيته:
معاد يهمني هي كامرة ولا كلاشينكوف – بوقف لك مواقيف الرجال وهات ما عندك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news