«المجد للفنون» من عُمان.. و«فلامينكو» على كورنيش الفجيرة

«ثلجتين» لبنان.. و«ماكبث» في رابع أيام «الفجيرة للفنون»

الفجيرة تحولت إلى ملتقي يومي للفرق الفنية والموسيقية والمسرحية. من المصدر

في الوقت الذي كان فيه جمهور مهرجان الفجيرة الدولي للفنون يتوزع بشكل يومي بين مدينة الفجيرة وضواحيها، من خلال فعالياته المتنوعة، وبين عروض المونودراما في مدينة دبا الفجيرة، جاءت ليلة أول من أمس استثنائية، ليتوجه الجمهور بشكل أكبر إلى «دبا الفجيرة»، لمتابعة العرضين المسرحيين، ضمن عروض المونودراما بعرضيها المسرحيين.

عروض اليوم

يستقبل مسرح كورنيش الفجيرة، اليوم، عرض فرقة الدان الشعبية الإماراتية، كما يستقبل حفلاً للفنان الهندي مامي خان،

وتقدم فرقة وجدة الألفية للغناء الغرناطي المغربية عروضها في القرية التراثية بدبا، والتي يستقبل مسرحها المونودراما الروسية «ديلما»، والمونودراما الفنلندية «هاميمو».

«ثلجتين.. بليز» هو العرض الآتي من لبنان مستقبلاً جمهور ليلة أول من أمس، في «بيت المونودراما» دخل الجمهور العرض بلا معلومات مسبقة عنه، سوى انطباع يوحيه الاسم، وأننا سنكون أمام تجربة تتكئ على اللهجة اللبنانية المحكية المعاصرة، كما هي في شوارع بيروت.

الالتقاطة الأولى كشفت بالتأكيد الكثير من التفاصيل، بعدما تبين أن «الثلجتين» المقصودتين بشكل مباشر هما المرتبطتان بـ«البار»، الذي يبدو أساسياً في ديكور العمل، لكن ظهور الممثلة من وسط الجمهور، وتحيتها لهم، على الرغم من أنها محاولة أصبحت معتادة لكسر النمطية، إلا أنها كرست «فخ» السرد الرتيب، الذي وقعت فيه الحلاوي.

الخروج من هذا الفخ، الذي نصبته الحلاوي لنفسها مؤلفة ومخرجة وممثلة، كان هو كلمة السر في انفصال الجمهور عن العرض، لاسيما أن فن «الممثل الواحد»، يتكئ بشكل أساسي على قدرات هذا الممثل في الغوص في تفاصيل حالته، وهو ما لم تصل إليه الحلاوي، التي لم تستطع التنويع بسلاسة بين السرد كـ«حكاية درامية»، وبين تفاصيل المشاهد المتبدلة والمتلونة، والتي تظل مرهونة بقدرات الممثل، وليس فقط استيعابه للدور.

ويروي العمل حكاية امرأة غابت طويلاً، لتعود بحثاً عن حلم مفقود اعتقدت أنها لن تستطيع تحقيقه، لكنها تجد طريقتها في الخروج من واقعها الراهن بعد استعراض حياتها عبر محطات من الذاكرة، حيث يكون مكانها المفضل عبارة عن كرسي «بار» في حانة، تعودت أن ترتادها وحيدة، فتتعامل مع الكرسي بمثابة كرسي اعترافها، لتسرد ذاكرتها التي تبدأ من عمر 12 عاماً، وتعرضها للتحرش، وغيرها من تفاصيل غيرت مسار حياتها.

فكرة سردية الحكاية إذن هي التي كرست برودة تفاصيل «ثلجتين.. بليز»، فضلاً عن إشكالية التمثيل، وتمكن الممثلة من الغوص في خصوصية الحالات التي نسجتها بنفسها مؤلفة ثم مخرجة، لكنها كممثلة لم تكن في الحالة ذاتها من الانسجام مع دائرتي النص والإخراج، وهو ما كرسته بمشهد أخير داخل المسرحية، توجهت فيه للجمهور بالشكر على الحضور.

العرض الثاني على مسرح جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، ضمن عروض المونودراما بمهرجان الفجيرة الدولي للفنون، هو العرض المنغولي «ليدي ماكبث» المستوحى من مسرحية «ماكبث» لوليام شكسبير من إنتاج وتمثيل إس سارانتويا وإخراج بي منكدورج ودي ساينشي ميغ. وسيناريو دي ميند ساي خان. العرض كان تراجيديا تاريخية تكمن عقدتها في الصراع والنزاع، للحصول على المزيد من القوة والسلطة، لكن في الواقع أن المحرض والدافع المستفز لكل هذه الأفعال ما هو إلا شخصية «السيدة ماكبث» نفسها.

ويمثل العرض فرصة للتعرف على نمط مختلف من التجارب المسرحية في مجال المونودراما، وبصفة خاصة هذا المسرح الذي يتميز بتقاليد خاصة، ويعد متقدماً قياساً بالعديد من التجارب الفنية الأخرى في مسرح الممثل الواحد، حيث سعى مهرجان المونودراما في دوراته السابقة إلى استيعاب تجارب مسرحية شديدة التباين.

وتدور المسرحية حول الأفعال والدوافع الكامنة للسيدة ماكبث، وطموحها الطاغي لنيل السلطة والقوة، حيث تستعرض كيف حلمت وصارعت حتى سقطت في النهاية، رغم أن الكاتبة أضافت على النص، لتتمكن من توضيح وجهة نظرها إلا أن المسرحية قد احتفظت بالمعنى الجوهري في مسرحية شكسبير. وفي نهاية حياتها «وهي تتحدث لرأس ماكبث» وقبل أن تصاب بالجنون، ظهرت الحقيقة كاملة أمام عينيها، بعد أن حصلت على كل ما سعت إليه وسارت من أجله، وحينما واجهت نتائج أفعالها وطموحاتها اكتشفت حقيقة الحياة المؤلمة.

تضمن العرض ثلاثة مشاهد متتالية: الأول تتلقى فيه السيدة ماكبث رسالة من زوجها السيد ماكبث، وهو رغباً ومتوجساً للحصول على كل السلطة والثروة لأنفسهم فقط بعدما تقابل مع الساحرات الثلاث. وبعدها سلمت كل أفكارها، وسخرت جمع طاقتها إلى الشيطان، الذي زادها شراً وطعماً، ووضع السيدة ماكبث الأفخاخ والحيل لقتل الملك «دنكان». شكل حاجز اللغة معوقاً حقيقياً للتواصل مع العرض، على الرغم من الأداء العالي للممثلين، وحرص اللجنة المنظمة على توزيع منشور تعريفي بالعمل، فضلاً عن اتكائه على إحدى روائع المسرح العالمي من حيث المضمون، وهي إحدى النقاط التي عبر العديد من النقاد، ونماذج من الجمهور، عن ضرورة مراعاتها في اختيار العروض المستضافة. من جهة أخرى، شهدت القرية التراثية في دبا الفجيرة، أيضاً، التي تم نقل عروض «مسرح كورنيش الفجيرة» لها، عروضاً لفرقة المجد للفنون الشعبية من سلطنة عمان على مسرح القرية التراثية في جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح لوحات فنية وغنائية متنوعة، حيث قدمت الفرقة العديد من الفنون الشعبية العمانية منها فن العيّالة، والميدان، والبرعة التي تميزت بالرقصات والأغاني والإيقاعات العمانية التراثية.

العرض الوحيد الذي ظل محتفظاً بموقعه أول من أمس، في مسرح كورنيش الفجيرة كان عروض «فلامينكو» للفرقة الإسبانية للفنون الشعبية، وهو العرض الذي اقتصر الحضور فيه على الجمهور النسائي، كما تمت إعادة عرض فرقة أطفال جورجيا للفنون الشعبية.

تويتر