رحلت عن 80 عاماً بعد مسيرة حافلة بالعطاء والكفاح والمثابرة
اليمنية «ماما صفية».. غياب أول صوت صدح بـ «هنا عدن»
بعد حياة حافلة بالعطاء في العمل الإذاعي والتلفزيوني، غابت الإعلامية اليمنية صفية لقمان، يوم السبت الماضي، عن عمر يناهز 80 عاماً.
ونعت وزارة الإعلام اليمنية الراحلة، مشيرة إلى أنها كانت صاحبة أول صوت نسائي في الإذاعة بعبارة: «هنا عدن» التي مازالت حاضرة في أذهان كثيرين من أبناء الشعب اليمني، كما كان لصوتها أثر كبير في بلوغ الرسالة الإعلامية في مراحل حرجة من تاريخ اليمن.
مساهمة رئيسة مع افتتاح إذاعة عدن عام 1954، كانت صفية لقمان أول صوت يصدح بعبارة «هنا عدن». وساهمت في العديد من الأعمال الإذاعية، أبرزها «شمسان يتحدث». وعقب تدشين بث تلفزيون عدن عام 1964، انتقلت صفية لقمان للعمل فيه، وقدمت برنامجاً موجهاً للصغار بعنوان «ركن الأطفال»، لذا نالت صفية لقب «ماما صفية»، وواصلت عملها في التلفزيون الذي عملت فيه كمساهمة وليس كموظفة أساسية كغيرها من عائلة لقمان، قبل أن تغادر هذا المجال عام 1972. |
وخلال الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح على محافظة عدن، أواخر مارس 2015، رفضت صفية لقمان مغادرة منزلها وفضلت البقاء تحت القصف الحوثي، على معاناة النزوح والتنقل من مكان إلى آخر، حتى أواخر شهر رمضان الماضي، إذ اضطرت بسبب معاناتها مع المرض للانتقال إلى مديرية البريقة لفترة وجيزة، وتم نقلها بعد ذلك إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج من مرض السكري الذي ألمّ بها، إلى أن وافاها الأجل مطلع الأسبوع الجاري.
حياة صفية لقمان كانت حافلة بالكفاح والمثابرة، إذ امتهنت الخياطة؛ وعملت معلمة، وانخرطت في العمل الإذاعي والتلفزيوني، وكان لها أدوار اجتماعية مختلفة.
والراحلة من مواليد السابع من فبراير عام 1936، بمدينة كريتر محافظة عدن، ونشأت في أسرة على قدر كبير من الثقافة والعلم، فوالدها هو علي إبراهيم لقمان أحد علماء الدين والأدب، وكان يتقن اللغة الإنجليزية، لذلك كان المترجم القانوني للوالي البريطاني في عدن، غير أنه توفي بعد تسعة أشهر من ولادة ابنته الوحيدة لثلاثة أشقاء؛ هم محمد (المحامي)، وحمزة (المؤرخ)، ومحمود (القاضي).
وبحسب ما أفاد أقارب للراحلة لـ«الإمارات اليوم» فإن أسعد لحظات حياتها كانت خلال تدشين بث إذاعة عدن بصوتها: (هنا عدن)، وكانت أسوأ لحظات حياتها حينما توفي أحد أبنائها عن عمر 35 عاماً في سنة 2002.
ويؤكد أقرباؤها أنها عاشت مكافحة، إذ اتخذت من مهنة الخياطة مصدر دخل لها؛ بعد إيقاف راتبها من وزارة الإعلام عام 1979، كما أنها عانت تهميش الأنظمة السابقة وإقصاءها.
من جهته، قال رئيس إذاعة عدن السابق، جميل محمد أحمد، لـ«الإمارات اليوم»، إن الراحلة كانت كغيرها من آل لقمان تعمل مساهمة في إذاعة عدن؛ وأول صوت نسائي يصدح بعبارة «هنا عدن»، وأول من قدم برامج موجهة للأطفال، مشيراً إلى أن عملها في مجال الإذاعة والتلفزيون لم يدم طويلاً، إذ غادرت هذا المجال مبكراً واتجهت نحو الأعمال التي تخدم المجتمع.
بينما نوّه المؤرخ الصحافي حسن قاسم حسن بدورها في العمل الإذاعي والتلفزيوني في عدن، لذا أطلقت عليها ألقاب عدة، من بينها «ماما صفية» و«جدة صفية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news