واصل فعالياته في رأس الخيمة وسط إقبال جماهيري

مهرجان تراث الإمارات.. لوحة ذاكرة ووجدان

صورة

واصل مهرجان تراث الإمارات، الذي تنظمه وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، فعالياته في رأس الخيمة، تحت شعار «الألعاب الشعبية.. ذاكرة ووجدان»، وسط إقبال جماهيري كبير من الأسر والأفراد.

وضم المهرجان في يومه الثاني (أول من أمس)، العديد من الفعاليات والمسابقات والعروض التراثية التي تميزت بالتنافسية، كما كرّمت إدارة المهرجان ضيوف الشرف من الجمعية الدولية للألعاب الشعبية، وعدداً من جمعيات الفنون الشعبية المشاركة.

بدأ اليوم بمجموعة من الألعاب الشعبية والمسابقات الثقافية والفعاليات التراثية، وسط حضور جماهيري كبير من أهالي رأس الخيمة والمهتمين بالتراث، وأشعلت الجماهير المشجعة المنافسة بين المشاركين في المسابقات الثقافية والتراثية.

نجوم في ضيافة الماضي

حرصت الفنانة الإماراتية عائشة عبدالرحمن، على زيارة مهرجان تراث الإمارات، وتجولت في أركانه، وتفاعلت مع القائمات على الحرف اليدوية وصناعة أدوات الألعاب الشعبية، وشاركت في التعريف بهذه الألعاب للجمهور الذي حضر الفعاليات.

وقالت عائشة عبدالرحمن، إن المهرجان أعادها إلى أيام الطفولة الأولى والألعاب التي كانت رائجة في الماضي، مؤكدة أن حجم الإقبال على البرامج الكثيرة يعد أحد أهم دلائل نجاح المهرجان. وأضافت عبدالرحمن أن محاولة بعث الألعاب الشعبية بتعليم الجمهور كيفية صناعتها تعد تجربة ناجحة، إذ تفاعل معها كثيرون، وحاول البعض صناعتها بنفسه مستخدماً الأدوات القديمة نفسها، إضافة إلى الحرف اليدوية التراثية التي يمارسها الرجال والنساء.


متطوعون

اجتذب مهرجان تراث الإمارات مجموعة من الشباب المتطوعين، الذين حرصوا على الترويج لفعاليات المهرجان عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالكلمة والصورة والفيديو، وهم سعيد العلوي وأحمد الصبحي وخالد الظاهري وحمود المقبالي وإبراهيم ومحمد الرئيسي، الذين حضروا من مدينة العين إلى رأس الخيمة لنقل الفعاليات.

وقال العلوي إن فريقه يخوض التجربة للمرة الثانية كمتطوعين مع وزارة الثقافة، لإبراز تراث الإمارات وتقاليدها للجمهور داخل الدولة وخارجها، مؤكداً أن هدفهم هو الاستفادة من إمكانات مواقع التواصل للترويج لثقافة الإمارات وما يحتويه تراثها من جماليات، متمنياً أن يصل بما لديه من صور وفيديوهات مختلفة عن تراث الدولة إلى العالمية.

ويقدم المهرجان فعاليات منوعة، ونحو سبعة عروض لفرق شعبية تستعرض فنون العيالة والحربية وغيرهما، كما تشارك في المهرجان فرق من مصر والأردن وفلسطين والسودان والعراق وسورية والهند وباكستان وبنغلاديش وتونس ولبنان.

واختتمت فعاليات المهرجان باليوم الثاني بفقرة المسابقات والجوائز، التي لاقت إقبالاً وتفاعلاً كبيراً من الجمهور.

منجز مميز

من جانبها، أكدت وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، عفراء الصابري، أن رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، لهذا الحدث لها أبلغ الأثر في تكامل عناصره من أجل تقديم التراث الإماراتي بصورة جاذبة للأجيال الجديدة، مشيرة إلى أن مهرجان تراث الإمارات، الذي تنظمه الوزارة للعام الخامس، يمثل مناسبة للاحتفاء بمنجز تراثي مميز.

وقالت إن «وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تحرص على الاحتفال بالتراث في كل عام بشكل مختلف، من خلال تنظيم المهرجان الذي أصبح علامة بارزة من أجل المحافظة على التراث الإماراتي الأصيل وتفعيله في مختلف المناسبات».

وأضافت أن «التراث في دولة الإمارات جزء أساسي من ثقافة المجتمع، إذ كانت عناصر هذا التراث عاملاً مهماً في صياغة مجتمع الأمس، ومصدراً لقوته وتعاضد وتماسك أفراده، ولذا ينبغي إحياء الثقافة الشعبية أو الموروث لتعريف جيل اليوم بثقافة الأجداد، وتعزيز روح الولاء والانتماء لديهم، وتحصين المجتمع من العادات الغريبة والدخيلة».

وأوضحت الصابري أن «الفعاليات المختلفة التي يقدمها المهرجان تسهم بشكل فعال في تعزيز دور التراث الإماراتي في نفوس الأجيال الجديدة، وهو ما ظهر واضحاً في توافد أعداد كبيرة من الأهالي رأس الخيمة، خصوصاً من شريحة الشباب المترددين على جمعية شمل برأس الخيمة»، مشيرة إلى أن المهرجان مستمر في تقديم فعالياته المتنوعة الثقافية والتراثية بجانب العروض والمسابقات والمحاضرات التراثية.

ولفتت إلى أن المهرجان يتضمن العديد من الفعاليات الشائقة التي تحظى بإعجاب الجماهير والزوار، وتجتذب المئات من الأسر والأفراد يومياً، إذ حرصت اللجنة المنظمة على توفير جو أسري جميل للاستمتاع بهذه الاحتفالية.

من جهتهم، أشاد عدد من الجمهور بما يحتويه المهرجان من فعاليات تضم كل المفردات التراثية المهمة، وكانت بمثابة عامل جذب لهم، مشيرين إلى أن التجربة الإماراتية التي ترعاها وزارة الثقافة في حماية وتوثيق التراث وتنظيم فعاليات ضخمة، تعد جديرة بالإشادة.

ضيوف شرف

من جهته، قال الخبير التراثي الفرنسي دومنيك لوبجوي، رئيس الجمعية الدولية للألعاب الشعبية وضيف شرف المهرجان، إنه منبهر بوجود كل هذه المفردات التراثية والألعاب الشعبية في مكان واحد خلال مهرجان تراث الإمارات، مشيراً إلى أن هناك ألعاباً تتطابق تماماً مع نظيراتها في بلاده، ما يؤكد وحدة التراث الإنساني مهما اختلفت البيئات والثقافات.

وأعرب عن تقديره لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، التي حرصت على أن يكون المهرجان عيداً حقيقياً للألعاب الشعبية، الى جانب المفردات الأخرى من التراث.

وعن الجمعية الدولية للألعاب الشعبية التي يترأسها، أفاد بأنها تضم دولاً عدة، مثل فرنسا والسنغال والإمارات وتونس وغيرها، وتهدف إلى أن تكون هذه الألعاب رسالة تدل على وحدة التاريخ الإنساني، بصرف النظر عن اختلاف المكان، فهي رسالة سلام ومحبة بين كل شعوب العالم.

من جانبه؛ قال الخبير التراثي التونسي محمد بن يونس، إن الإمارات من الدول التي تولي التراث اهتماماً بالغاً، وتحرص على حماية كنوزه وحفظها للأجيال المقبلة، الأمر الذي يجعل التراث ينبض بالحياة مع تعاقب الأجيال، مشيداً باختيار مكان المهرجان الذي، كما أن الشعار يمثل ــ على حد وصفه ــ دليلاً واضحاً على قيمة الألعاب الشعبية كعنصر بارز من عناصر التراث.

وأضاف بن يونس أن «اهتمام وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بدعوة أكثر من 12 دولة لمشاركتها في هذه الفعالية التراثية الإماراتية، له أثره في ثراء المهرجان وتنوعه، وكذلك فرصة لتعريف الجمهور بالتراث العالمي جنباً جنب مع التراث الإماراتي، وهذه غاية احتفالات دول العالم باليوم العالمي للتراث».

من جهتها، أكدت الفنانة التشكيلية والباحثة التونسية جيهان محمد، أن استعراض الألعاب الشعبية الإماراتية في مكان واحد يمثل لوحة رائعة نابضة بالحركة، تغلفها معالم تاريخية من حيث الزي والأدوات، وتبرز جماليات هذه اللوحة عندما تكون في مهرجان للتراث بهذا الحجم، مشيرة إلى أن الإقبال الجماهيري الكبير على الألعاب يبرز اهتمام الإماراتي بتراثه. ورأت أن اهتمام الدولة الكبير بالتراث يمثل حجر الزاوية في حماية تراث أي أمة وهذا ما تتميز به الإمارات عن غيرها، إضافة إلى مشاهدة المسنّين وهم يستمتعون بمتابعة ألعاب كانوا يمارسونها في الماضي، وكأنهم يستعيدون زمانهم.

تويتر