تقدّم «زمن الطيبين» يومياً على إذاعة دبي

المذيعة الإماراتية غزالة مبارك: لم تُغيّرني الشهرة

غزالة‭ ‬مبارك‭: ‬أتقبّل‭ ‬النقد‭ ‬بسعة‭ ‬صدر‭ ‬وأريحية‭.‬ الإمارات‭ ‬اليوم

«مهنة التدريس علّمتني الصبر، والإعلام علّمني محبة الناس»، بهذه العبارة تلخص المذيعة الإماراتية، غزالة مبارك، تجربتها المهنية كمدرّسة لمادة التربية الفنية لمدة 19 عاماً، قبل أن تنتقل إلى دفة الإعلام وتخوض تجربة التقديم والتواصل مع الجمهور من خلال إطلالتها التي خصصتها للحديث عن التراث ومجموعة العادات الإماراتية القديمة، في عودة صريحة إلى «زمن الطيبين»، العنوان الذي اختارته لبرنامجها الحالي الذي تقدمه على إذاعة دبي، وتعود بحلقاته الصيفية الجديدة، حاملة الكثير من الأفكار الجديدة والاقتراحات الخلاقة التي تحدثت عنها لـ«الإمارات اليوم»، قائلة: «سنحاول في حلقات الصيف اليومية تناول السمات الاجتماعية المشتركة التي تجمع مختلف دول الخليج العربي في الجزء المتعلق بعادات المأكل والملبس وخصوصية اللهجات التابعة لمنطقة شبه الجزيرة العربية، كما في الحلقات الخاصة التي تناولت فيها ملابس أهل الدمام في السعودية، وجماليات النقاشات البسيطة التي تميزها، على أن يخصص كل خميس للحديث عن أحد ألوان الفنون الشعبية كفن (النوبان) وفن (الليوه)، وغيرهما من الفنون التي سيتم التطرق إليها من خلال قصص وسير مجموعة من المطربين الشعبيين المنحدرين من هذه الأماكن».

2 بعد الظهر من الأحد إلى الخميس

يبث برنامج «زمن الطيبين» على إذاعة دبي، يومياً من الأحد إلى الخميس من الساعة الثانية بعد الظهر إلى الساعة الثالثة، ويهدف البرنامج التراثي إلى توعية الأجيال الجديدة بقيمة التراث والتقاليد القديمة وقيم الماضي العريق من خلال نقل عدد من التجارب الحياتية لأشخاص واكبوا الماضي الجميل وعراقة مجتمعاته. وتقول غزالة عنه: «أقول دائماً للمستمعين أغمضوا أعينكم واستمعوا إلى ما أرويه لكم من قصص الذكريات وتفاصيل الحكايات المنتمية إلى الماضي الجميل، لعل هذا الأمر هو ما يولّد لدى الكثيرين منهم هذا النوع من الحنين القادر على إيصال كلماتي ومفرداتي إلى الجمهور».

حديث الذكريات

«الإمارات اليوم» سألت غزالة عن نجاح البرنامج التراثي اليومي على إذاعة دبي، فقالت باسمةً: «أقول دائماً للمستمعين أغمضوا أعينكم واستمعوا إلى ما أرويه لكم من قصص الذكريات وتفاصيل الحكايات المنتمية إلى الماضي الجميل، لعل هذا الأمر هو ما يولّد لدى الكثيرين منهم هذا النوع من الحنين القادر على إيصال كلماتي ومفرداتي إلى الجمهور، بالإضافة إلى اعتمادي على مجموعة من الكتب التراثية التوثيقية، فضلاً عن تجربتي الشخصية التي عايشتها منذ ولادتي في عام 1966، وقربي من والدتي رحمها الله»، وتضيف «لدي عشق وحنين دائم للماضي وللبيوت القديمة التي اختفت اليوم للأسف، كما مازلت أتذكر الخطوات العشر التي كانت تفصل منزلنا عن مسجد الفريج».

ارتجال وموهبة

حالة الحنين والعشق، لم تمنع غزالة من الانطلاق نحو آفاق أكثر رحابة وحرية، بعد اختيارها مهنة التدريس التي أبقتها قريبة من الناس، وعززت لديها لاحقاً الإحساس بهذا القرب من خلال تواجدها في الكشافة وقيادتها للمرشدات، الأمر الذي أكسبها المزيد من مهارات التواصل مع الآخرين، وحفز وسائل الإعلام المتعددة على الاقتراب منها، وتعريف الجمهور الى قدراتها الاتصالية ومكتسباتها الثقافية المتعددة، لاسيما في مجال التراث، ما أهّلها لتكون الوجه الإعلامي المحبب لجمهور قناة سما دبي، قناة الشارقة، وقناة الشرقية، إضافة إلى تجربتها المتميزة في المنتديات التراثية التي كانت فرصة سانحة لها لطرح مخزونها الثقافي والتراثي بطريقة مبتكرة تحمل الكثير من الوداعة وصفاء السريرة التي عرفها بها جمهورها. لاحقاً، توافرت الفرصة الحقيقية لغزالة بعد لقائها بأحد المذيعين العاملين بقناة نور دبي، لقاء وصفته قائلة: «التقينا آنذاك في أيام الشارقة التراثية عندما كنت مشاركة في بعض فعالياتها الثقافية، وبعد مقابلتنا تعرفت الى الباحث والإعلامي خميس إسماعيل المطروشي وأحمد سعيد المنصوري، ورشحت لاحقاً للمشاركة في برنامج «السنيار» على قناة «سما دبي»، الأمر الذي أسهم في عودتي إلى اللهجة الإماراتية من خلال احتكاكي بأجواء البرنامج التراثي وحكايات الأجداد والمسابقات المستقاة من روح التراث وأصالته»، وتتابع حديثها قائلة: «مازلت بعد ثلاث سنوات كما أنا، ساعية للمحافظة على انتمائي لهذه الأرض، وحريصة على مشاركة الناس خبرتي في مجالات التراث وحضور مختلف الفعاليات الوطنية والاجتماعية التي تقام في الدولة، ولاأزال معتمدة على نفسي مرتجلة ما تجود به القريحة في مثل هذه المناسبات الاستثنائية».

رسائل سامية

«الإمارات اليوم» سألت غزالة عن موضوع النقد الذي يوجه أحياناً إلى طريقة أدائها وأسلوبها في طرح موضوعاتها على الأثير، فقالت: «لا يقلقني أبداً الانتقاد الموجه إلي، بل أعقّب على هذه النوعية من الملاحظات بسعة صدر وأريحية أتفادى فيها الهجوم على أي شخص، فالنقد البناء يفتح لي طريقاً جديداً للابتكار وسبيلاً أمثل للتواجد بشكل مختلف ومتميز على الساحة الإعلامية»، وتتابع «أشعر بالسعادة كلما طلب مني أحد المستمعين زيادة وقت بث البرنامج ليمتد إلى أكثر من ساعة إذاعية، لكن هذا الأمر مرتبط بخيارات إدارية خارجة عن إرادتي، ومتصلة بقدرة المستمعين على متابعة فقرات (زمن الطيبين)، والاهتمام برسائله الإعلامية السامية التي تحث على قيم الانتماء إلى التراث والأصالة، وأهمية البحث عن منابع الثقافة العربية والتاريخ المشترك الذي ترك بصمته على وجوه أجدادنا وجداتنا، وتركنا لمستقبلنا المشرق».

تويتر