المؤتمر الخليجي الرابع استعرض تجربة «تلفزيون دبي» في أرشفة الوثائق

خبراء في التراث يطالبون بأرشيف لدول مجلس التعاون

المؤتمرون دعوا الشباب إلى حفظ التراث باستخدام التقنيات والتطبيقات الحديثة. من المصدر

دعا باحثون وخبراء في التراث، إلى إقامة مجلس أو لجنة خليجية تتولى تنسيق عمليات تبادل الأرشيفات الوطنية بين دول مجلس التعاون، وتعزيز جهود التعاون وتبادل الخبرات والمعارف في هذا الخصوص بين دول المجلس. مؤكدين على أهمية تشجيع الشباب على طرح مبادرات جديدة لحفظ التراث، باستخدام تقنيات وتطبيقات حديثة. وأن تتكاتف كل الجهات لتأسيس التراث في نفوس الأجيال الجديدة، بداية من الأسرة والمدرسة، وصولاً إلى وسائل الإعلام.

من جانبه، كشف مدير إدارة المحتوى للتلفزيون والإذاعة بشبكة قنوات دبي، عادل خزام، أن «أرشيف تلفزيون دبي يضم 1.5 مليون وثيقة، منذ انطلاقه في ديسمبر 1974 حتى اليوم، تم الحفاظ عليها لأكثر من 40 عاماً. لكن في المقابل مازال تراث الفترة من 1969 إلى 1974، وهي الفترة التي شهدت انطلاق تلفزيون الكويت من دبي، مفقوداً»، موضحاً أن «أرشيف الحدث الذي بدأ فيه بث تلفزيون الكويت من دبي موجود ومتوافر حتى على الإنترنت، ولكن البرامج والمواد التي تم إنتاجها خلال السنوات الأربع، التي استمر فيها بث التلفزيون غير موجودة».

• 1.5 مليون وثيقة في أرشيف تلفزيون دبي، منذ انطلاقه عام 1974 حتى اليوم، متاحة للباحثين والطلبة.

• «عملية التحوّل الرقمي في نظام الأرشفة، بدأت قبل خمس سنوات، وفق خطة عشرية تنتهي في 2020».

وأضاف خزام أن «الوثائق التي يضمها أرشيف تلفزيون دبي متاحة للباحثين والطلبة، ولم يسبق وأغلق تلفزيون دبي بابه أمام الراغبين في الاستفادة من أرشيفه». وذكر أن «هذه الوثائق تشمل كل أوجه الحياة الاجتماعية والرياضية والسياسية، وهي وثائق بعضها ينتمي إلى تلفزيون دبي، والبعض الآخر تم جمعه من مصادر خارجية مختلفة، منها: شركات البترول، والتلفزيونات العربية الأخرى، التي زارت الإمارات وقامت بتصوير برامج وتقارير شاملة عن الحياة فيها، مثل الخدمات الصحية والمدارس والطرق وغيرها، إلى جانب وثائقيات تضم الأفلام والصور الشخصية للرحالة»، لافتاً في كلمته في المؤتمر الخليجي الرابع للتراث والتاريخ الشفهي، الذي انطلق صباح أمس، في أبوظبي، بتنظيم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، تحت عنوان «التقنية والتراث الخليجي المستدام - واقع الأرشفة الحالية وآفاقها المستقبلية»، ويختتم فعالياته اليوم، إلى أن «الأرشيف يجمع المسلسلات العربية التي كانت تصور في الإمارات، والبرامج، ووثائق الأخبار، وحتى مباريات كرة القدم».

وعن خطط أرشفة الوثائق في تلفزيون دبي، قال خزام: «إن عملية التحوّل الرقمي في نظام الأرشفة، بدأت قبل خمس سنوات، وفق خطة مدتها 10 سنوات تنتهي في 2020». وفي إطار هذه العملية تم نقل 700 بكرة سينمائية نادرة إلى النظام الرقمي من أرشيف المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله، وتشمل استقبالات رسمية للوزراء، وأحداثاً اجتماعية ورياضية. وفي ما يخص أرشيف برامج التراث الشعبي، تم تصنيف 823 برنامجاً ميدانياً يقرأ تفاصيل الأمكنة وناسها في الإمارات، ويصل الزمن التقريبي لهذه البرامج 50 ألف ساعة تلفزيونية. كذلك تمت رقمنة 288 ساعة من برامج مجالس الشعراء، تتضمن توثيقاً لـ12 ألف قصيدة لـ200 شاعر من الإمارات والخليج، تمثل مراحل زمنية مختلفة، وبرامج شعرية أخرى».

أيضا تضمنت عمليات التحوّل إلى النظام الرقمي، بحسب ما أوضح عادل خزام، 177 حلقة من برنامج وجوه عربية، تضم مقابلات مع جيل الروّاد الأوائل وآلاف المقابلات العامة. كما قامت شبكة القنوات بتصنيف جميع البرامج الخاصة بالمناسبات الوطنية في الإمارات، من بينها الأغاني الوطنية التي انتتجت منذ قيام الاتحاد، والبرامج التلفزيونية، والأفلام الوثائقية والميدانية، وتم تخصيص موظفي مكتبة وأرشيف للمواد الوطنية، وامتدت جهود الأرشفة الرقمية إلى المسلسلات العربية القديمة، التي يجري حالياً نقلها مباشرة إلى الأرشيف الرقمي من جديد، بعد أن كانت مشروعات النقل القديمة تتم من شريط إلى آخر، وبالفعل انتهى تلفزيون دبي من نقل 60% من المسلسلات القديمة رقمياً، وعرض جزء كبير منها على قناة «دبي زمان». كذلك تجري إعادة أرشفة وثائق بكرات السينما الإخبارية من 1975 حتى 1988، بالتعاون مع الأرشيف الوطني، حيث تتمتع هذه الوثائق بقيمة عالية بالنسبة لتاريخ الإمارات الرسمي.

وتطرّق مدير إدارة المحتوى للتلفزيون والإذاعة بشبكة قنوات دبي إلى جهود التعاون بين الشبكة مع التلفزيونات الأخرى، موضحاً أن «الشبكة قامت بفتح قنوات التواصل والتبادل مع تلفزيونات الخليج، للحصول على ما لديها من أرشيف الإمارات الرسمي والأهلي، وأيضا البرامج الوثائقية، وبالفعل حصلنا من تلفزيون البحرين على وثائق تلفزيونية مهمة من فترة الستينات».

ويتضمن برنامج المؤتمر، الذي يقام في فندق «روتانا بارك» بأبوظبي، العديد من المداخلات وأوراق العمل، حيث شهد، أمس، ثلاث جلسات، ترأس الجلسة الأولى المقامة تحت عنوان «مجالات استخدام التقنيات الحديثة في توثيق وأرشفة التراث غير المادي»، الدكتور نصر محمد عارف، وقدمت فيها الدكتورة مها بنت عبدالله السنان، ورقة عمل بعنوان «حرك صورة ثبت هويّة (توثيق فنون الأداء التراثيّة عبر فن التصوير ونشره إلكترونياً)»، تناولت فيها معاناة العديد من الدول ذات الإرث الحضاري العميق، التي تعرّض تراثها الثقافي للتهديد بسبب التغيرات الناتجة عن الحداثة من إشكاليات ضياع هويتها في خضم المتغيرات التي تحدث، والتي أضعفت القيم الثقافية للموروثات الشعبية، وهو ما رافقه انخفاض في الوعي المجتمعي لأهمية هذا التراث، فضلاً عن صونه والمحافظة عليه.

واستعرض الدكتور عبدالعزيز عبدالرحمن المسلم، في الجلسة الثانية التي أقيمت تحت عنوان «التوثيق والأرشفة الإلكترونيّة للتراث غير المادي»، وترأستها الدكتورة نجوى الحوسني، «تجربة الشارقة في رقمنة المأثورات الشعبيّة للتراث»، أمّا عماد بن جاسم البحراني، فتناول في الجلسة نفسها ورقة عمل بعنوان «توظيف وسائل التواصل الحديثة في توثيق ونشر التاريخ والتراث غير المادي بسلطنة عُمان»، مشيراً إلى الاهتمام الذي توليه سلطنة عُمان للتراث الثقافي بشقيه المادي والمعنوي، ونجاحها في تسجيل عدد من العناصر الثقافية العُمانية في القوائم العالمية لليونسكو. واختتمت أعمال اليوم الأول بجلسة تحمل عنوان «تجارب عربيّة خليجيّة في التوثيق والأرشفة الإلكترونيّة للتراث» ترأسها الدكتور موسى سالم الهواري، وتناول فيها الدكتور محمد سعيد البلوشي «تجربة دولة قطر في توثيق وحفظ التراث». في حين استعرضت دعاء مخير، في ورقتها دور هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في تسخير الإعلام الرقمي، للترويج عن التاريخ والتراث في الإمارة. يذكر أنّ المؤتمر يعقد للمرة الرابعة تأكيداً على أهمية التاريخ الشفهي في توثيق وصون التراث الخليجي، والخطوات التي قطعتها المؤسسات الحكومية والمجتمعية في هذا المضمار.

تويتر