بدور القاسمي تستعرض في فرانكفورت 35 سنة من صناعة النشر المحلية
855 مليون درهم قيمة قطاع النشر في الإمارات
أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين، المؤسس والرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين، حيوية قطاع النشر والأدب في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحقيقه الكثير من من الإنجازات الرائدة خلال السنوات الماضية على الساحتين الإقليمية والعالمية، وهو ما يبشر بمستقبل واعد لصناعة النشر الإماراتية خلال الفترة المقبلة.
«عام القراءة» اختتمت الشيخة بدور القاسمي قائلةً: «أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة السياسة الوطنية للقراءة، التي تضمنت الاستراتيجية الوطنية للقراءة (2016 - 2026)، في إطار (عام القراءة) 2016، الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كما اعتمدت الدولة إنشاء الصندوق الوطني للقراءة بقيمة 30 مليون دولار أميركي لتمويل بناء ثقافة وطنية للقراءة، ويجري الآن تنفيذ أكثر من 300 مبادرة وطنية تم إطلاقها على مستوى إمارات الدولة كافة، بهدف تشجيع القراءة، بما في ذلك البرامج التي توزع المكتبات المنزلية على الأسر الإماراتية. ونحن ملتزمون بالاستمرار في الابتكار وتطوير ودعم صناعة النشر في الإمارات، فضلاً عن غرس حب القراءة والكتب في نفوس جميع أفراد المجتمع الإماراتي». |
جاء ذلك خلال العرض الرئيس، الذي قدمته الشيخة بدور القاسمي، أول من أمس، حول مستقبل صناعة النشر الإماراتية والإنجازات العديدة التي حققتها الإمارات في هذا المجال على مدى الأعوام الـ35 الماضية، وذلك أثناء مشاركتها في القمة العالمية للنشر بمدينة فرانكفورت في ألمانيا، التي تنعقد تزامناً مع انطلاق معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الذي يعد أكبر تظاهرة ثقافية دولية تعنى بالكتاب والأدب في العالم.
واستعرضت الشيخة بدور القاسمي، خلال مشاركتها في القمة، المحطات المهمة التي شهدتها صناعة النشر المحلية، أمام نخبة من المتخصصين في قطاع النشر من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب نخبة من خبراء النشر من أوروبا وأميركا الجنوبية وجنوب شرق آسيا.
وقالت الشيخة بدور القاسمي: «شهدت دولة الإمارات تقدماً كبيراً وملحوظاً في مجال صناعة النشر المزدهرة، الأمر الذي تؤكده الإنجازات اللافتة التي حققتها هذه الصناعة خلال العقود الثلاثة ونصف العقد الماضية، والتي بدأت بإصدار أول قانون للمطبوعات والنشر في ثمانينات القرن الماضي، التي شهدت أيضاً انطلاق أول نسخة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وشكلت هذه المبادرات الركائز الأساسية التي قامت عليها صناعة النشر الحديثة في الدولة، ما أسهم في تطوير وتوسيع هذا القطاع الحيوي، كما شكّل إطلاق العديد من المشروعات الثقافية الرائدة على مستوى الإمارة، في أواخر عام 2000، دفعة قوية لهذا القطاع وتطويره بمهنية عالية».
وأضافت الشيخة بدور القاسمي: «تعد سوق النشر الإماراتية واحدة من أسرع أسواق النشر نمواً على المستوى العالمي، وتشير الإحصاءات إلى أن هذه السوق حققت نمواً سنوياً بنسبة 12% خلال العقد الماضي، ويقدر إجمالي قيمتها حالياً بنحو 233 مليون دولار أميركي (855 مليون درهم»، حيث تصنف 24 عالمياً من حيث عدد الكتب والعناوين التي يتم نشرها في كل عام. ونحن اليوم ننشر نحو 500 عنوان جديد في العام مقارنة مع ستة كتب فقط تم إصدارها عام 1970، فيما تتجاوز صادراتنا من الكتب نحو 40 مليون دولار أميركي سنوياً، وتعد أوروبا أكبر شريك تجاري عالمي لنا في هذا القطاع، وتبلغ قيمة التبادلات التجارية في قطاع النشر بين الإمارات والاتحاد الأوروبي ما يزيد على 90 مليون دولار أميركي (نحو 331 مليون درهم) سنوياً».
وقدمت عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين، المؤسس والرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين، لمحة عامة عن وضع صناعة النشر في دولة الإمارات من منظور عالمي، مشيرةً إلى ما تتميز به سوق النشر الإماراتية من مزايا فريدة، فضلاً عن التحديات الرئيسة التي تواجهها حالياً، وأشارت إلى أن 40% من الناشرين يعتقدون أن فجوات المهارات تشكل التحدي الرئيس أمام تطور صناعة النشر ونموها، ووفقاً لتقديرات جمعية الناشرين الإماراتيين يمكن أن توفر صناعة النشر أكثر من 600 ألف وظيفة بحلول عام 2020.
واستعرضت المؤسس والرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين الأهداف والتحديات المستقبلية التي تواجه صناعة النشر، لافتة إلى أنه يمكن تحقيق مزيد من التقدم من خلال إقامة الشراكات وتوسيع آفاق التعاون بين كل الأطراف العاملة في مجال صناعة النشر. وشددت المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة «كلمات» للنشر، على أهمية غرس حب القراءة في نفوس الأطفال والشباب، لافتةً إلى الدور الكبير الذي تقوم به «كلمات»، التي تعد أول دار للنشر متخصصة في إصدار كتب الأطفال باللغة العربية، والتي تمكنت من إصدار أكثر من 200 كتاب باللغة العربية حتى اليوم.
وتابعت الشيخة بدور القاسمي: «يجب النظر للنشر ليس كصناعة فقط، بل كمصدر للفخر الوطني، حيث يشكل وجود مطبوعات مترجمة إلى اللغة العربية في متناول القراء العالميين، وإشراك الشباب في جهود المحافظة على تراثهم مع الحفاظ على اللغة العربية، أولوية بالنسبة لنا، لدينا مجموعة من الشباب في الإمارات ممن يرغبون في القراءة، وفي المقابل نحن نهدف إلى تزويدهم بالوسائل اللازمة للقيام بذلك، سواء من خلال الوسائل التقليدية أو من خلال التكنولوجيا التي تلعب اليوم جزءاً كبيراً في حياتهم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news