بن دلموك: المؤتمر استجابة لتوجيهات حمدان بن محمد بدعم المعارف المرتبط بالموروث

شابات «زايد» أمام عراقة موروثهنَّ

المؤتمر أتاح فرصة حقيقية للتواصل بين أبناء الجيل الحالي والعديد من الحقائق التاريخية المرتبطة بتراث الإمارات. تصوير: مصطفى قاسمي

على مدار نحو ست ساعات، وجدت طالبات جامعة زايد أنفسهن على تواصل مع عدد من الندوات والمحاضرات، التي اهتمت بإيراد العديد من الحقائق المرتبطة بالتراث المحلي، عبر مؤتمر التراث الإماراتي الأول، الذي استضافته الجامعة أمس، وتحدث فيه العديد من المختصين والباحثين، الذين جمعهم الإبحار في خصائص الموروث المحلي.

التراث بخير

قال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، إنه «لا خشية على التراث الإماراتي والمورث المحلي، في ظل تتابع الأجيال، مع وجود هذا الحرص البيّن من أبنائنا على استلهام الموروث واستيعابه، فضلاً عن فهم خصائصه ودلالاته».

وتابع: «هذا التفاعل الذي تبديه دوماً طالبات جامعة زايد، مع النشاطات والفعاليات التي يقيمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، يبقى بمثابة مثال مشرّف لقيمة المورث في نفوس أبنائنا».

المؤتمر الذي تنظمه جامعة زايد برعاية مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أتاح فرصة حقيقية للتواصل بين أبناء الجيل الحالي، ممثلين في طالبات جامعة زايد، والعديد من الحقائق التاريخية المرتبطة بتراث الإمارات، حسب الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك.

وأضاف بن دلموك لـ«الإمارات اليوم»: «يُجسد عقد المؤتمر توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بدعم كل الجهود التي من شأنها استجلاء الحقائق المرتبطة بالتراث المحلي، والقائمة على جهود البحث العلمي الموثوقة، أمام شبابنا وأبنائنا، بمن فيهم طلبة الجامعات، الذين يمثلون من دون شك قادة المستقبل، وحاملي نهضة الدولة المستقبلية، كي يكون الموروث ملمحاً أصيلاً في تكوينهم الفكري، والمعرفي، جنباً إلى جنب تأصله في هويتهم الوطنية».

وتابع: «يصب عقد المؤتمر كذلك في إطار توجيهات سموه بضرورة تمكين جيل الشباب بالحسّ الوطني الذي يكمن فيه روح الإبداع في مختلف المجالات، ووضعهم على الخط الصحيح الذي رسمه المؤسسون، لنكون باتجاه جيل يواكب عصره في الوقت ذاته الذي يحفظ فيه تراثه وموروثه الوطني، وهو ما يؤكده عنوان المؤتمر (الاتجاهات الحالية والآفاق المستقبلية)، ما يعني الانشغال بشكل رئيس بالمواكبة الآنية، والآفاق المستقبلية لحضور التراث وملامح الهوية الوطنية في تكوين الشباب في الوقت ذاته».

واستعرض المؤتمر ثلاثة محاور رئيسة، في مقدمها النظري الذي يتعلق باتجاهات البحث العلمي في موضوع التراث عالمياً وإقليمياً، ومفاهيمه ومفرداته وتوجهاته، والمحور العملي الذي يرصد حالة الدراسات المتعلقة بالتراث في الدولة، إضافة إلى المحور الاستشرافي، الذي يطرح بدوره التوجهات المستقبلية لتطوير البحث العلمي، ومدى استعداد الجامعات في الدولة لتطويره في أطر التراث.

وحفل المؤتمر، الذي حضره نائب الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، راشد مبارك بن مرخان، إضافة إلى مدير إدارة الدراسات والبحوث بالإنابة محمد عبدالله بن دلموك، بالعديد من أوراق البحث والندوات التي جذبت اهتمام الطالبات، حيث ألقى الباحث عمر الكعبي، محاضرة بعنوان «حارات العين الضائعة»، وقدمت الباحثة ميثاء الزعابي محاضرة بعنوان «الجزيرة الحمراء تاريخ وذكريات»، في حين جاءت ورقة الأسكتلندي الدكتور تيموثي باور، كاشفة عن كثير من الحقائق التاريخية الموثقة بعنوان «المواقع الأثرية من العصر العباسي المكتشفة حديثاً في مدينة العين ومنطقة البريمي ــ توام، المدينة الضائعة».

وقال الدكتور رياض المهيدب، مدير جامعة زايد: «طرح المؤتمر تساؤلاً رئيساً حول مدى وجود مقاربة أكاديمية للتراث تجعل منه موضوعاً علمياً يتم تناوله من قبل المختصين وأصحاب الاهتمام، من خلال اعتماد منهجية متعددة التخصصات تربط بين مكونات التراث المتنوعة، وعلاقاته بالمنظومة المجتمعية في مختلف أبعادها».

وأثنى الإعلامي الإماراتي خليفة الفلاسي، من إذاعة الأولى، على ورقة العمل التي تضمنها مضيفاً: تناول الحاضر واستشراف مستقبل البحوث التراثية يحمل في مضمونه رسائل توعوية عديدة، فيما تطرح محاور المؤتمر تساؤلات كثيرة كان الوصول إلى إجابات لها في ظل وجود مجموعة من المختصين في التراث عموماً والإماراتي، خصوصاً شديد الإفادة للحضور، وخصوصاً للطالبات اللائي يشكلن جزءاً بدورهن من القيادة المستقبلية الشابة في الدولة».

تويتر