طالب بمجلس الإمارات للفنون أسوة بنظيره الرياضي
إبراهيم جمعة: راتب مدرب «الكرة» شهراً.. يحل أزمات الأغنية المحلية
يبدي الفنان إبراهيم جمعة الكثير من القلق على مستقبل الأغنية والموسيقى الإماراتية، وهو قلق ينسحب أيضاً على الحاضر، الذي يرى أنه لايزال يحمل حلولاً لتبديد ذلك الشعور، وتصحيح المسار، إذا ما أُخلصت النوايا، وتوافرت العزيمة لذلك، حسب تعبيره.
جمعة الحاصل على جائزة الإمارات التقديرية في العلوم والفنون والآداب - فئة الموسيقى، رغم خفة ظله وتفاؤله الدائم المعروف عنه، لا يكون كذلك حين الحديث عن واقع «الأغنية» الإماراتية خصوصاً، والعربية عموماً، مؤكداً بحسم «للأسف نعيش مرحلة يتم فيها تشويه الأغنية الإماراتية والعربية كل يوم، وإذا لم تكن هناك خطوات سريعة، وواضحة على الأرض، فإن المستقبل بكل تأكيد لن يحمل حلولاً سحرية».
وطالب جمعة في حواره مع «الإمارات اليوم» بإيجاد آلية للقضاء على فوضى إنتاج يوصف بأنه غنائي أو موسيقي، على الرغم من افتقاره لأدنى مقومات الأداء الفني، موضحاً: «هناك ضرورة ملحة لوجود لجنة إجازة حقيقية للمطربين خصوصاً، تحمي ذائقة الجمهور من أشباه المؤدين، وهي إجازة تنسحب بكل تأكيد على الموسيقيين على اختلاف أجناس إبداعهم، طالما تصدوا لإنتاج يصل الى الجمهور».
غاب المطرب والملحن.. وحضرت «الأغنية» في حادثة غريبة برهن بها لما آل إليه استهتار بعض شركات الإنتاج بالأغنية الإماراتية، قال الملحن، إبراهيم جمعة، إن أحد المُنتجين أصر على تسجيل أغنية إماراتية، على الرغم من غياب المطرب، واعتذار الملحن عن تقديم اللحن. وأضاف: «تمت الاستعانة بمؤدية (من جنسية عربية) اعتبرها تُجيد اللهجة الإماراتية، في حين أنه استغنى عن دور الملحن ببعض الأصوات المتداخلة التي اعتبرها موسيقى شعبية، وطُرحت الأغنية بالفعل وبثها العديد من الإذاعات». واقع أبدى جمعة اندهاشه من الحال التي وصل إليها واقع الأغنية العربية عموماً، مضيفاً: «يمكن تلخيص ما آلت إليه الأمور بأن الكلمة التي كانت تطلق على عمالقة، مثل أم كلثوم وفريد الأطرش، صارت تطلق على تامر حسني، متسائلاً: كيف لأذن تفاعلت مع روائع أم كلثوم أن تطربها أغاني تامر حسني؟». • «للأسف نعيش مرحلة تشوّه فيها الأغنية الإماراتية كل يوم». • «ينبغي تكوين لجنة إجازة تحمي الجمهور من أشباه المطربين». • «نؤكد ضرورة إقرار وزارة التربية منهاجاً للموسيقى». |
كما شدّد على ضرورة إيلاء اهتمام للفنون عموماً والموسيقية والطربية منها بصفة خاصة، تعادل أقل من 1 مقابل 10، لما تجذبه «كرة القدم»، مقترحاً إنشاء مجلس الإمارات للفنون، على غرار المجالس الرياضية المنتشرة في عدد من إمارات الدولة.
وأضاف: «لن يكون الأمر بحاجة لأكثر من ميزانية راتب شهري لمدرب أحد الأندية، لضمان عمل هذا المجلس بشكل أقرب للاستدامة».
وتابع جمعة الذي يعمل حالياً مستشار الفنون في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: «استعادة الأغنية الإماراتية والحفاظ على هويتها، مهمة ترتبط بالهوية والإرث الفني، ومطلب وطني يجب أن يكون مهمة مختلف الجهات والمؤسسات، دون الظن بأنه يمكن أن يكون مشروعاً أحادياً يرتبط بفرد أو حتى مؤسسة تعمل بمعزل عن سواها».
«مجلس الإمارات للفنون»، أيضاً مطلب ملح دعا إليه جمعة، على غرار المجالس الرياضية المختلفة الموجودة بالدولة، لكن، حسب إشارته الساخرة، لن يكون بحاجة إلى ميزانية سنوية، سوى ما يكلفه الراتب الشهري لإحدى فرق كرة القدم.
وأكد الملحن الإماراتي أهمية وجود تصنيف واضح لفناني الإمارات، تكون فيه الخارطة الفنية المحلية ذات معالم واضحة، وهو أمر في حال اقراره سيكون بمثابة مرجعية تسهل إنجاز الكثير من المشروعات والاستراتيجيات ذات الصبغة العملية.
ورأى أن المكتبة الطربية الإماراتية تمتلك مقومات ثرية، بدءاً من الموروث الغنائي، مروراً بنخبة من الفنانين الذين يمتلكون الموهبة والإجادة، والحس الفني العالي، لكن بعضهم يفتقر الى الإنتاج المنظم، ما من شأنه أن يفقد الساحة الحضور القوي والمهم للإنتاج النوعي.
وقال جمعة: «لدي تصور محدد، يحيل الطاقات الفنية الثرية هذه إلى مشروع إثراء مستديم لمكتبة الأغنية الإماراتية، قوامه التزام نخبة من المطربين الإماراتيين بإنجاز ما متوسطه خمس أغانٍ سنوياً، ما يعني أن متذوق الأغنية الطربية سيجد مراده، كما أن إذاعاتنا المحلية لن تكون مضطرة الى خلط غث الإنتاج بثمينه».
واعتبر جمعة أن الحاجة إلى اقرار منهج متطور للتربية الموسيقية أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى، مضيفاً: «لانزال نطالب ونؤكد أهمية إقرار وزارة التربية والتعليم، منهاجاً مدرسياً للتربية الموسيقية، وهو أمر ينسحب ايضاً بالضرورة على أجناس الفنون الأخرى، وعلى الرغم من أن هذا المطلب ليس بجديد، إلا أننا لدينا أمل كبير في أن يتحول هذا المطلب إلى واقع».
وأشار إلى أن هذا المطلب تحديداً بحاجة إلى «استعانة (التربية) بعدد من أعلام الفن الإماراتيين، للوقوف على أهم الفنون وأنسبها لأن تكون أسسها ومبادئها وأهم نتاجاتها بين أيدي طلابنا، الذين يمثلون بكل تأكيد مستقبل الوطن، لذلك فإن المواءمة بين الجانب العلمي والفني في تكوين شخصيتهم أمر في غاية الأهمية، ويتطلب رؤية واضحة المعالم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news