مُشاركة إماراتية واسعة في موسم طانطان بالمملكة المغربية

صورة

تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 5 ولغاية 10 مايو 2017، في فعاليات الدورة الثالثة عشرة من موسم طانطان بالمملكة المغربية، والتي تقام تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وتحت شعار "موسم طانطان موروث ثقافي مغربي ببعد إفريقي". ويُصنف المهرجان من قبل منظمة اليونسكو كإحدى روائع التراث الشفهي غير المادي للبشرية، ويحتفي بالثقافة البدوية وفراسة أهلها من خلال صون مختلف أبعاد الحياة اليومية كوسيلة للتنمية المستدامة.

وأكد رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي أهمية المشاركة الإماراتية المتواصلة والفاعلة في موسم طانطان في إطار حوار الثقافات وتعزيز جهود التواصل بين أركان التراث الثقافي البدوي الأصيل، وتطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية الشقيقة.

وذكر أنّ الثقافة وحب التراث يجمعان بين الشعبين الإماراتي والمغربي، حيث تربطهم أواصر أخوية وعلاقات تاريخية تعود لسنين طويلة، وعادات وتقاليد مشتركة ومتقاربة في المجال التراثي والثقافي، إضافة للاهتمام الكبير الذي توليه الدولتان لجهود صون التراث غير المادي والثقافة الشعبية.

كما أكد المزروعي أهمية تسليط الضوء على التراث المحلي الإماراتي والترويج له في كافة المحافل الدولية، خاصة وأنّ موسم طانطان يُعتبر تظاهرة ثقافية وفنية مميزة في شمال أفريقيا بقدرته على تجميع أشكال متنوعة من ثقافات البدو الرحل، مما يتيح فرصة لالتقاء الثقافات العربية المختلفة في بوتقة واحدة.

وكشف أنّه سوف يتم افتتاح ميدان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيّب الله ثراه" لسباقات الهجن في إقليم طانطان، أكبر مضمار لسباق الهجن من نوعه في إفريقيا، وذلك في ظل ما يجمع البلدين الشقيقين من علاقات تاريخية راسخة، وحرص متبادل للحفاظ على التقاليد العربية الأصيلة وصون الموروث المشترك، وتطوير سباقات الهجن.

من جهته أكد مدير إدارة الفعاليات والاتصال في اللجنة عبدالله بطي القبيسي، أنّ المشاركة الإماراتية الواسعة التي تشرف عليها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، تهدف لتعزيز التعاون الثقافي المشترك، وإيصال الرسالة الحضارية والإنسانية لدولة الإمارات والممزوجة بعبق التراث الأصيل.

وذكر أنّ موسم طانطان يُشكل فرصة للتعريف بجهود الإمارات في تسجيل عناصر التراث المعنوي ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني غير المادي، واعتبر أن مشاركة الإماراتيين في موسم طانطان في دوراته السابقة كانت فعالة بشكل ملحوظ واستقطبت اهتمام الآلاف من جمهور المهرجان.

وأوضح القبيسي أنّ لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي تقوم بالإشراف على مشاركة وفد دولة الإمارات في طانطان، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية بصون التراث الثقافي.

وسوف تقدّم فرقة أبوظبي للفنون الشعبية التابعة للجنة، العديد من فنون الأداء الإماراتية للجمهور على مدار أيام المهرجان، فيما ينظم اتحاد سباقات الهجن بالتعاون مع اللجنة مسابقات الإبل والمحالب التراثية بهدف صون التراث الإماراتي والتعريف به ضمن فعاليات موسم طانطان الثقافي.

وسيتم إبراز العديد من عناصر الثقافة الإماراتية من خلال الملتقى الثقافي الذي سيشهد تخصيص مجموعة من المحاضرات واللقاءات التي تبرز الالتقاء الثقافي بين الإمارات والمغرب في مختلف الجوانب وخاصة في مجال التراث المعنوي والفنون الشعبية، كما سيتم تنظيم العديد من ورش عمل الحرف اليدوية يومياً (منتجات السدو، الخوص، الشمال) في جناح دولة الإمارات.

ويشمل برنامج الفعاليات مشاركة عدد من الفنانين الإماراتيين بإحياء حفلات غنائية لجمهور موسم طانطان، هم معضد الكعبي، حمد العامري، أحمد العلي، وعيسى الكعبي.

كما تشهد خيمة دولة الإمارات في موسم طانطان، تنظيم أمسية شعرية مميزة للشعراء الإماراتيين: كريم معتوق، سيف سالم المنصوري، جابر بن شنان الأحبابي، حمد سعيد البلوشي، خميس بن بليشه الكتبي، عبيد مبارك المزروعي، محمد بن حيمد المنهالي، وحسن بن مساعد المنصوري.

يذكر أن طانطان تعتبر مدينة العبور الجميل وهمزة الوصل بين شمال المغرب وجنوبها حيث تمتزج فيها الطبيعة الصحراوية والشواطىء الدافئة، وتتلألأ الرمال الذهبية والكثبان الرملية المتناسقة التي تجعل من المدينة محط الأنظار.

وقد صُنفت مدينة طانطان في سبتمبر 2004 من قبل منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي، وباتت ملتقى لحُماة التراث وفرصة لإبراز إبداعات أهل الصحراء الفنية والصناعية والثقافية والتراثية.

وفي قلب الصحراء، بعيدًا عن الرباط، يبدأ الموسم السنوي لطانطان، بجمع كل قبائل الصحراء جنوب المغرب وسط مدينة طانطان،  التي يحمل الموسم اسمها، و يحيي أهل الصحراء بعضاً من عاداتهم وتقاليدهم، ويقدموا لضيوفهم من الزوار وجها آخر للصحراء، وجهاً غنياً بالموروث الحضاري والثقافي.

وبمشاركة سنوية لدولة الإمارت منذ عام 2014 يمتد الموسم أسبوعاً كاملاً ليعيد سكان الصحراء لتذكر أمجاد قبائلهم الذين استوطنوا المنطقة قديما، وما تزال جذورهم قائمة إلى اليوم.

تويتر