المتصدر فوجئ قبيل خط النهاية أن شقيقه أقرب منافسيه
«سباق الهجن» التراثي يمنح «السيف الذهبي» للأخوين البلوشي
جاءت اللحظات الأخيرة الأكثر إثارة في سباق الهجن التراثي، الذي أقامه، أول من أمس، مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، مختتماً عبره 15 فعالية مختلفة، أقيمت على مدار ستة أيام متتالية، ضمن احتفالات الدولة بالذكرى الـ46 للاتحاد.
• «مشاغب» جرياً على العلاقة الحميمة بين المتسابق ومطيته، المعروفة في التراث المرتبط بهذا النوع من السباقات، بدا الفائز بالمركز الأول المواطن غدير غلام موسى البلوشي، شديد الاحتفاء بمطيته. وقال عنها لـ«الإمارات اليوم»: «(مشاغب) يعدّ من أكثر الهجن تحمّلاً للمسافة، ومن أسرع الهجن التي امتلكها، وقدراته وإمكاناته لها دور كبير في تحقيقي الصدارة». وتابع: «بدأت ركوب الهجن منذ سن السابعة، ومنذ ذلك الوقت اجتهدت في تطوير قدرتي على ركوب المطي، وحينما علمت بوجود سباق تراثي للهجن، كان من المهم أن أكون موجوداً في هذه المناسبة الغالية على قلب كل إماراتي». • مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث اختتم 15 فعالية احتفالاً بـ«اليوم الوطني». |
وتحوّلت متابعة السباق في منطقة سيح السلم إلى حالة كرنفالية واحتفائية أسرية، حيث خصصت الجهة المنظمة أكثر من 50 سيارة، ليتمكن الحضور من متابعة كواليس السباق، الذي شكل محاكاة حقيقية لهذا النوع من السباق في الدروب الصحراوية، وصولاً إلى خط النهاية.
وأظهر ختام السباق، الذي أقيم بناءً على الموروث المحلي في هذا المجال، منافسة كبيرة بين المتسابقين، الذين خاضوا سباقاً استثنائياً، باعتبار المسافة المحددة للسباق 25 كيلومتراً، من المسافات القصوى التي تتطلب الجلد والقوة والقدرة على التحمّل، سواء بالنسبة للمطية، وهو المصطلح الذي تمسكت به لجنة التحكيم، لارتباطه بالموروث، أو قائدها.
ولأول مرة في سباق الهجن التراثية يستحوذ شقيقان على المركزين الأول والثاني، ليحصدا «السيف الذهبي» وسيارة، ومكافأة مالية، بعد أن تتابعا في الوصول الى خط النهاية بفارق ثوان معدودة.
وقطع غلام البلوشي، الفائز بالمركز الأول مسافة الماراثون، ملتزماً بالتقاليد التراثية لهذا النوع من السباق في ساعة وخمس دقائق، على ظهر المطية «مشاغب»، تلاه أخوه شعفار البلوشي بفارق ثوان، على ظهر «مولع» ليحصد الأول «السيف الذهبي» وسيارة «نيسان باترول» دفع رباعي، ويحصل الثاني على 70 ألف درهم، بينما جاء في المركز الثالث خميس الملعاي، ليحصل على 30 ألف درهم، كما تم تخصيص جوائز نقدية لأصحاب المراكز الـ30 الأخرى.
ولم يتوقع متصدر السباق، الذي شهد مشاركة فعلية لـ42 متسابقاً، أن يكون شقيقه هو صاحب المنافسة الأكثر شراسة له، حيث قال
لـ«الإمارات اليوم»: «أثناء السباق لا يركز المتسابق سوى في قطع المسافة المطلوبة في أقصر وقت ممكن، وهذا ما جعلني لا أعرف أن من يطاردني قبيل خط النهاية هو شقيقي، سوى في الأمتار الأخيرة، حينما أصبح خط النهاية في متناولي».
وتابع: «سباق الهجن التراثية من أصعب السباقات التي خضتها، فهو يختبر بشكل واضح مدى قوة احتمال الراكب والمطية، ويحتاج إلى تدريبات مكثفة، لذلك بدأت بالتدريب منذ وقت مبكر».
وأضاف: «كنت أحث (مشاغب)، وهو اسم المطية التي شاركتني الفوز، على العدو لمسافة 50 كيلومتراً بين يوم وآخ،ر ليتعود بذلك على المسافات الطويلة، ومن ثم بدأت بتدريبه على السرعة، وحرصت على العناية به بشكل خاص، لأنني كنت متوسماً به للفوز وحصد المركز الأول في هذا السباق الذي يعدّ الأطول».
وتابع: «لم أتوقف إلا بعد عبور خط النهاية. استمتعت كثيراً بإبراز الموروث الشعبي والاحتفال في مهرجان تراثي يقام بمناسبة غالية على قلوبنا». وقال البلوشي: «شاركت في الأعوام السابقة، لكن لم يحالفني الحظ لنيل المركز الأول، وما أبهرني في ماراثون هذا العام أن عدد المتنافسين إلى خط النهاية كان كبيراً، لذا أمسكت باللثام ولم أتوان عن تشجيع (مشاغب) على زيادة السرعة في اللحظات الأخيرة، وبعد عبور خط النهاية، انتبهت لوجود أخي إلى جانبي واسعدني إحرازه المركز الثاني بأجزاء من الثانية، أشكر المنظمين لهذه الاحتفالية، وأتقدم بالتهنئة لشعب الإمارات وحكامها».
من جانبها، قالت مديرة إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، إن «هذه الدورة من سباق الهجن التراثي جاءت الأقوى والأكثر إثارة، مقارنة بالدورتين السابقتين، كونها تجمع عدداً من الأسماء الماهرة والمعروفة في مجال ركوب الهجن، فضلاً عن الاستعدادات التي سبقت ورافقت إقامة السباق، باعتباره ختام احتفالات مركز حمدان بن محمد لاحياء التراث، الخاصة باليوم الوطني». وتابعت: «حرصنا في هذه النسخة على تحفيز المشاركين حتى المركز الـ30، لنتأكد من تهيئة أرضية مناسبة، وحثهم على الاستمرار في الماراثون إلى النهاية. الأمر الذي أسفر عن التزام راكب المطية، وحرصه على تدريب الناقة بوقت كاف قبل الانطلاق على ظهر المطية، والاستعداد والتأهب من حيث اللياقة البدنية والتدريبات المكثفة».
وأضافت إبراهيم: «لاحظنا أن الوصول إلى خط النهاية في الأعوام السابقة لم يتمكن منه سوى عدد محدود من المتنافسين، بسبب طول المسافة، إلا أن هذا العام شهد أكثر من 12 متسابقاً يتتابعون إلى خط النهاية، لا تفصلهم سوى ثوان قليلة عن المتصدرين».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news