الأسرة الإماراتية الأكثر تماسكاً والتزاماً.. عربيا

٪90 من الأسر الإماراتية لا تعاني مشكلات تعليمية. اي.بي.ايه - ارشيفية

أكدت دراسة إعلامية عربية أن الأسرة الإماراتية هي الأفضل عربياً، من خلال الواقع والدراما التلفزيونية، من حيث تماسك ومتانة العلاقات بين أفرادها والالتزام بالقيم الدينية والاجتماعية، بجانب الاهتمام بالمرأة.

 الفضائيات الإماراتية في المراكز الأولى 

ألقت الباحثة الضوء على تفضيل المشاهد العربي القنوات الفضائية الإماراتية التي تبوأت لدى المشاهدين المراكز الأولى، حيث يرى 37.8٪ من المشاهدين أن قناة دبي الفضائية هي أفضل قناة عربية، بينما احتلت قناة أبوظبي الفضائية المركز الثاني بنسبة 29.3٪، وقناة الإمارات الفضائية المركز الثالث بنسبة 27.3٪، حيث تقدم هذه القنوات خدمة برامجية متنوعة تتسم بالجدية والجودة وتتوجه للمشاهد الإماراتي والعربي، بجانب كونها تعكس التراث الإماراتي والخليجي وثقافة مواطنيها، وتنقل قضاياهم واهتماماتهم بالشكل الذي يعكس الوجه الحضاري للدولة والتعريف بثقافتها وإبراز رموز الفكر والثقافة في مجتمعها، وتصوير معالم الدولة السياحية الأثرية، بينما تأتي القناة الفضائية السورية في المركز الرابع بنسبة 25.5٪، والفضائية التونسية «تونس 7» في المركز الخامس بنسبة 22.3٪، ثم المصرية الأولى في المركز السادس بنسبة 22٪.


وأوضحت الباحثة لبنى محمد الكناني في رسالتها للدكتوراه، التي نالتها بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، من كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن نتائج دراستها أظهرت أن الأسرة الإماراتية جاءت أفضل الأسر العربية، وفقاً لفئات التقييم التي انتهجتها في رسالتها، بشأن سمات الأسرة العربية المثالية من حيث العلاقات الأسرية المتميزة ومدى تماسكها ورعايتها لأفرادها، بجانب قيام كل فرد فيها بأداء واجباته الأسرية على الوجه الأكمل.

احترام وحرية

وألقت الباحثة في دراستها الضوء على سمات الأسرة الإماراتية المتماسكة التي قدمتها المسلسلات التلفزيونية الإماراتية، وتتضمن احترام أفراد الأسرة الإماراتية لكيان أسرتهم مادياً ومعنوياً بنسبة 15.4٪ لكل منهما، إضافة إلى أن جو الأسرة يسوده احترام وحرية بنسبة 13.4٪، بجانب إحاطة الأبوين أبناءهم بجو يسوده محبة ووئام، فضلاً عن اجتماع أفراد الأسرة على مائدة طعام أو جلسة سمر واحدة بنسبة 11.4٪ لكل منهما. فيما يتم تغليب مصلحة الأسرة على المصلحة الشخصية بنسبة 9٪، إضافة إلى تعاون وتكامل الزوجين لتحقيق أهداف أسرتهما بنسبة 7.9٪. وكذا عدم مناقشتهما مشكلاتهما أمام أبنائهما بنسبة 9.6٪. وأيضا اتفاقهما على أسلوب واحد في تربية الأبناء بنسبة 6.4٪، ومراعاتهما الفروق الفردية لأبنائهما، واستخدام الثواب أكثر من العقاب وتواصل أبنائهما بعضهم مع بعض بنسبة 1٪ لكل منها.

وركزت الباحثة في دراستها على واقع المرأة في الأسرة الإماراتية من خلال المسلسلات التلفزيونية، فيما أكدت أن الواقع المهني الحقيقي للمرأة الإماراتية أفضل من الواقع التلفزيوني، مشيرة إلى أن النسبة الأكبر من النساء العاملات في الأسرة التلفزيونية الإماراتية قدمتها المسلسلات الاجتماعية التلفزيونية في مهنة معلمات تليها مهنة موظفات، بينما أكدت الباحثة أن الواقع المهني الحقيقي للمرأة الإماراتية أفضل من ذلك بكثير، لأنها تقلدت العديد من المناصب المرموقة في بلادها وتشغل العديد من المناصب العليا في الدولة. وألقت الباحثة الضوء على دوافع عمل المرأة الإماراتية تحقيقاً لذاتها وطموحاتها المهنية، كما عرضتها المسلسلات الإماراتية محققة نسبة 59.5٪ تلتها المسلسلات السورية بنسبة 57.1٪ والمسلسلات المصرية 40.3٪ والمسلسلات التونسية 26.7٪. بينما أظهرت المسلسلات التونسية أن المرأة تعمل لدوافع اقتصادية لمساعدة الزوج في تحمل نفقات الأسرة أو إعالة الأسرة عند غياب الزوج محققة أعلى النسب 66.7٪ تلتها المسلسلات المصرية بنسبة 48.4٪ والإماراتية 26.2٪.

كما ألقت الباحثة الضوء على آثار عمل المرأة، زوجةً وأماً، على الأبناء في الأسرة الإماراتية، مشيرة إلى أن هذه الآثار اقتصرت على الآثار الإيجابية فقط وتمثلت في تشجيع الزوج لزوجته للتميز في عملها بنسبة 35.8٪، ثم مشاركة الزوجة لزوجها في تحسين مستوى الأسرة المادي وقيام الزوجة بإعالة الأسرة حال عجز الزوج عن العمل والاستفادة من مدخرات عملها لمواجهة الأزمات المالية الطارئة بنسبة 21.4٪ لكل منها. كما جاءت آثار عمل المرأة الإماراتية على ذاتها في الأسرة الإماراتية أيضا إيجابية بنسبة 70.6٪. وتمثلت هذه الآثار فيشعور المرأة بالرضا والثقة بالنفس، ما يشكل حافزاً للعناية بأسرتها وتحقيق الكفاية الاقتصادية لنفسها حال غياب الزوج أو عدم عمله أو طلاقها بنسبة 33.3٪ لكل منهما، يليهما حصولها على الدرجة الوظيفية الملائمة واكتساب المكانة المهنية والاجتماعية بنسبة 16.8٪. وجاء انفتاحها على أطراف ثقافية مختلفة تساعدها في اتخاذ حلول أكثر ملاءمة لمشكلاتها ومشكلات أسرتها وتعاون أفراد الأسرة في أداء المهام المنزلية بنسبة 8.3٪ لكل منهما.

وأوضحت الباحثة أن الآثار السلبية لعمل المرأة الإماراتية جاءت نسبتها 6.17٪ وارتبطت بمجال العمل نفسه وليس الأسرة وتمثلت في جانب واحد فقط هو التعرض لضغوط العمل ما بين المنافسة المهنية والمشكلات الأخرى بنسبة 100٪، بينما لم تظهر آثار صراع الأدوار لديها بين الأم والزوجة وربة المنزل والمرأة العاملة أو إهمال مظهرها وزينتها أو إهمال شؤون المنزل والأبناء، لأن المرأة الإماراتية تمكنت من المواءمة والتوفيق بين عملها خارج المنزل وداخله.

وألقت الباحثة الضوء على القيم الإيجابية في الأسرة الإماراتية التي بلغت أعلى نسبها في مسلسلاتها 71.2٪ مقابل 57٪ في المسلسلات المصرية و56.5٪ في التونسية و45.9٪ في السورية. مشيرة إلى أن المجتمع الإماراتي لايزال مجتمعاً محافظاً يقيم وزنا للقيم الإيجابية، حيث لم تطغ ماديات الحياة على علاقات أفراده. وصنّفت الباحثة القيم الإيجابية إلى دينية واجتماعية واقتصادية وقيم انتماء. مشيرة إلى أن القيم الدينية بلغت أعلى نسبها في المسلسلات الإماراتية 12.1٪ وفي المسلسلات المصرية 10.2٪ وفيالمسلسلات التونسية 8.5٪ وفي السورية 7.4٪. ونوهت إلى أن هذه القيم تمثلت في الإيمان بالله واحترام الرسل والكتب السماوية وأداء الفرائض والعبادات وحسن التوكل على الله وعدم اليأس من روح الله. فيما أشارت إلى أن هذه القيم الدينية ظهرت في المسلسلات التلفزيونية الإماراتية مدعمة بالسلوك بنسبة 100٪، بينما جاءت في المسلسلات العربية الأخرى بين قيم مدعمة بالسلوك وقيم عرضت بالقول فقط.

قيم الرحمة

كما ألقت الباحثة الضوء على القيم الاجتماعية التي تتمسك بها الأسرة الإماراتية، حيث جاءت قيمة الرحمة في مقدمة هذه القيم بنسبة 11.8٪ يليها قيمة الاحتشام في الملبس والقول بنسبة 10.5٪ ثم قيمة الأصالة والوفاء وقيمة الجدية وتحمل المسؤولية بنسبة 9.3٪ لكل منهما تليها قيمة العطف على الفقراء والضعفاء بنسبة 8.3٪، ثم قيمة الصبر وقوة الاحتمال بنسبة 7.3٪ ثم التضحية من أجل الآخرين بنسبة 7٪ وقيمة تعظيم الكسب الحلال بنسبة 5.5٪، وقيمة نظرة التفاؤل بالمستقبل بنسبة 4.8٪ وقيمة الكرم بنسبة 4.5٪ واحترام العمل اليدوي بكل صوره بنسبة 4.3٪ وقيمة الصدق والدفاع عن الحق بنسبة 4٪ لكل منهما، وقيمتا السعي لتحقيق العدل والاعتزاز بالنفس والكرامة بنسبة 2.8٪ لكل منهما، وقيمة التواضع بنسبة 2.3٪، وقيمة احترام العلم والعلماء والسعي نحو الابتكار بنسبة 1٪. مشيرة إلى أن القيم الاجتماعية التي قدمتها الأسرة الإماراتية في المسلسلات التلفزيونية جاءت مدعّمة بالسلوك بنسبة 100٪.

وألقت الباحثة الضوء على القيم الاقتصادية، حيث جاءت قيمة احترام العمل وإتقانه في مقدمة هذه القيم بنسبة 25٪، تليها قيمة احترام الملكية العامة والخاصة بنسبة 23.2٪ ثم قيمة تقدير الوقت وأهميته بنسبة 9.8٪ وقيمتا أهمية زيادة الإنتاج والأمانة في المعاملات التجارية بنسبة 8٪ لكل منهما. فيما جاءت قيمتا الاستهلاك الرشيد وإتاحة فرص العمل للشباب بنسبة 5.3٪ لكل منهما، وجاءت قيم الادخار وتشجيع الصناعة الوطنية والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للدخل بنسبة 4.5٪ لكل منها. بينما بلغت قيمة حسن استغلال الثروات الطبيعية 1.9٪. مشيرة إلى أن هذه القيم التي قدمتها الأسرة الإماراتية جاءت قيماً مدعّمة بالسلوك بنسبة 100٪. كما ألقت الباحثة الضوء على قيم الانتماء، حيث جاء احترام العادات والتقاليد العربية في مقدمة هذه القيم التي قدمتها الأسرة الإماراتية في المسلسلات ودعت إلى التمسك بها بنسبة 72.7٪، يليها الانتماء للأسرة والمجتمع العربي بنسبة 16.4٪، ثم الانتماء لرموز الأمة العربية بنسبة 10.9٪.

وبالنسبة لطبيعة العلاقة بين الزوجين أظهرت الدراسة أن الحب والاحترام المتبادل يسود الأسرة الإماراتية بنسبة 79.2٪. وأكدت أن المسلسلات التلفزيونية تعطي انطباعاً للمشاهد بواقعية المضمون الذي تقدمه.

وحول العلاقات بين الإخوة في الأسرة أوضحت الباحثة أن المسلسلات الإماراتية تركز على صلة الدم والقربى في أحداثها. مشيرة إلى أن هذه الصلة طرحت في المسلسلات التلفزيونية الإماراتية بنسبة 16.1٪، بينما بلغت في المسلسلات التونسية 12.5٪ والسورية 10.3٪ والمصرية 3.8٪ التي أعلت قيمة الصداقة على صلات القربى.

وأكدت الباحثة أن المسلسلات الإماراتية لم تغفل قيمة الصداقة، على الرغم تركيزها على صلة الدم والقربى، مشيرة إلى أن حال المسلسل يعكس واقع مجتمعه. ورأت الباحثة أن هذا الاتجاه يحسب للدراما الإماراتية. وقالت الباحثة إن حسن معاملة الزوج الإماراتي ومودته ورحمته في علاقاته مع زوجته من خلال المسلسلات الإماراتية تأتي في مقدمة واجباته، حيث بلغت نسبة 34.3٪ يليها الإنفاق واحترام استقلالية الذمة المالية بنسبة 26.6٪ يليها معاونة الزوجة في تربية الأبناء بنسبة 17.4٪ ثم حسن معاملة الزوج لأهل زوجته بنسبة 13.3٪ ووقوفه بجانب زوجته خلال أزماتها بنسبة 8.4٪.

وفيما يخص واجبات الزوجة تجاه زوجها أوضحت الباحثة في دراستها أن حسن معاملة الزوجة ومودتها ورحمتها مع زوجها تعتبر في مقدمة واجباتها بنسبة 28.9٪ يليها رعاية وتربية الأبناء بنسبة 20.6٪ ثم وقوفها بجانب زوجها خلال أزماته وقيامها بواجباتها المنزلية بنسبة 18.2٪ لكل منهما، يليها حسن معاملة أهل زوجها بنسبة 11.6٪ ثم مساهمتها في الإنفاق على المنزل إذا كان لها مال خاص بنسبة 2.5٪.

وأوضحت الباحثة في دراستها أن السلوكيات الإيجابية للابن والتي تمثلت في حسن معاملة والديه وإخوته وتفوقه الدراسي واعتماده على نفسه أظهرتها المسلسلات الإماراتية بنسبة 25.9٪، يليها أداء فروضه الدينية بنسبة 15.5٪ ثم إخلاصه لأسرته بنسبة 6.8٪. مشيرة إلى أن أساليب الثواب من قبل الآباء تجاه أبنائهم تمثلت في ثناء الأب على ابنه بنسبة 93.2٪، يليه تقديم الهدايا له ومشاركته هواياته بنسبة 3.4٪. كما أوضحت أن ذوي الاحتياجات الخاصة لم يأخذوا حقهم من الاهتمام في المسلسلات الإماراتية إلا حالة واحدة في مسلسل واحد بنسبة 1.2٪. بينما أوضحت الباحثة أن تعامل الأسرة مع هذه الحالة كان إيجابيا من خلال منحها الابن المعاق مزيداً من الاهتمام والعطف بنسبة 50٪، يليه سعيها لتأهيله حتى يتسنى له التعامل مع إعاقته في أسرته وفي المجتمع بنسبة 50٪.

وألقت الدراسة الضوء على المشكلات التي تتعرض لها الأسرة العربية، مشيرة إلى أن مؤسسات دولة الإمارات تجعل الأسرة الإماراتية الأقل تعرضاً للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والقانونية، حيث بلغت نسبتها 16٪، بينما أظهرت الدراسة أن العدد الأكبر منهذه المشكلات تتعرض له الأسرة السورية من خلال المسلسلات، وبلغت نسبتها 32.1٪ تلتها المسلسلات المصرية بنسبة 28.6٪ ثم المسلسلات التونسية بنسبة 23.3٪.

وأرجعت الباحثة ذلك إلى أن دولة الإمارات، على الرغم من حداثتها أنشأت بناها التحتية وخدماتها بكفاءة عالية بالإضافة إلى كونها دولة بترولية تنفق عائدات البترول على الخدمات المقدمة للمواطنين، عكس الدول الأخرى في الدراسة والمتخمة بمشكلات البيروقراطية وضعف بنياتها التحتية وسوء خدمات مؤسساتها الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى العديد من المشكلات الاقتصادية الأخرى.

ونوهت الباحثة إلى أن المؤسسات الحكومية في الإمارات تعمل من خلال نظام عصري دقيق ويسود القانون جميع القطاعات. وأوضحت أن 85.2٪ من الأسر الإماراتية لا تعاني من مشكلات اقتصادية، وأن المشكلات الاقتصادية التي ظهرت في المسلسلات جاءت خلال فترة الخمسينات والستينات، أي قبل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام ،1971 بينما عرضت المسلسلات فترة ما بعد قيام الاتحاد والتي شهدت تقدما اقتصادياً وعمرانياً كبيراً، بجانب مظاهر الرخاء الذي شمل مختلف نواحي الحياة، في حين أظهرت الدراسة أن 63.4٪ من الأسر السورية و53.6٪ من الأسر التونسية و48.4 من الأسر المصرية تعاني من مشكلات اقتصادية.

مشكلات تعليمية

وبالنسبة للمشكلات التعليمية أظهرت الدراسة أن 90.1٪ من الأسر الإماراتية لا تعاني من مشكلات تعليمية بحسب المسلسلات التلفزيونية، فيما عانت العديد من الأسر من هذه المشكلات قبل قيام الاتحاد بنسبة 9.9٪، بينما أظهرت المسلسلات أن 24.9٪ من الأسر المصرية و11.6٪ من الأسر التونسية و8.5٪ من الأسر السورية تعاني من مشكلات تعليمية.

وبالنسبة للمشكلات الصحية أظهرت الدراسة أن 86.4٪ من الأسر الإماراتية لا تعاني من مشكلات صحية بحسب المسلسلات التلفزيونية، وأن نسبة 13.6٪ عانت من هذه المشكلات خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، بينما أظهرت الدراسة أن 51.6٪ من الأسر المصرية و31.9٪ من الأسر التونسية و31٪ من الأسر السورية تعاني من هذه المشكلات.
تويتر