تصاميم حاتم العقيل تجمع مزاياها من دول المنطقة
أثواب تمزج الأصالة الخليجية بالموضة الغربية
دخل المصمم السعودي حاتم العقيل عالم تصميم الأثواب الخليجية بعد أن قام بتصميم الأثواب التي كان يرتديها. وقد جمع العقيل بين مزايا الأثواب الخليجية المتعددة، فجاءت أثوابه مزيجاً بين ما يلبس في الكويت وقطر والسعودية.
وقد استفاد المصمم السعودي من حياته ونشأته في سويسرا وأميركا، فعمل على إكساب الثوب الخليجي الكثير من مقومات الموضة العالمية، فيضع بعض الفولارات أو ما يشبه الكرافات، لتصبح أثوابه أصيلة مطعمة بروح العصر.
حملة سلام
أكد المصمم السعودي حاتم العقيل، أنه قام بحملة اسمها حملة السلام، وهي عبارة عن انواع من الاساور التي تصنع من الأقمشة الفلسطينية او حتى الكريستال. وقد شارك النجوم في الحملة، فارتدوا التصاميم التي ابتكرها، منهم أليسا ووعد وغيرهما. ولفت الى انه يقدم هذه الأساور في المعارض وتباع بأسعار جيدة ومقبولة للجميع. وأضاف «أقمت مسابقة تصوير عن السلام، وأقيم مزاداً لبيع الاعمال، وجمعت الأموال من أجل اهداف خيرية، وهناك جزء من المبالغ التي جمعت سيكون من أجل غزة، وجزء للمدارس التي تضررت في السيول في السعودية». |
وقال حاتم العقيل عن بدايته في عالم الموضة: «دخلت عالم الموضة منذ أيام الجامعة، حيث قدمت عروضاً للأزياء، ثم عملت في مجالات متعددة، ولكن حين عملت في البنك، بدأت أملّ الثوب اليومي، وبالتالي حرصت على أن أغير في الثوب، وطلب مني الكثير من الشباب تصميم أثواب لهم». ولفت الى أنه صمم للأصدقاء، ثم قدم الكثير من العروض، وبالتالي وجدت تصاميمه على خريطة الموضة في معظم الدول في البداية. ونوه بأنه يمزج بين الدشداشة الكويتية، والكندورة الإماراتية والثوب السعودي، الى جانب عناصر الموضة العالمية التي ظهرت نتيجة تأثره بالثقافة الغربية كونه عاش في سويسرا وأميركا. ولفت الى ان الكندورة الاماراتية تتميز بكونها واسعة، بينما الثوب السعودي يكون ضيقا، وشخصياً أمزج بين هذه التفاصيل، فهناك مرونة في التعاطي مع الزي الوطني، وبالتالي فأنا بتطوير الزي لا أطلب من الشباب الابتعاد عن الحضارة، بل أطرح فقط خيارات.
ثقافة
نوه العقيل بأنه من خلال الخيارات التي يطرحها يجذب الكثير من الشباب الذين كانوا يرتدون الجينزات، ولكنهم عادوا الى الثوب، كما أن هناك من ارتدى من تصاميمه على السجادة الحمراء، وكانت لافتة، وهذا جعل بعض الأجانب يطلبونها. واعتبر أن اللباس جزء من الثقافة، ولكن هذا لا يمنع ان نطور فيه.
ولفت العقيل الى أنه يقدم مجموعة للخريف والشتاء، ومجموعة للصيف في كل عام، وغالباً ما تكون كل مجموعة بفكرة واحدة. واعتبر أن المجموعات التي يقدمها، تنقسم الى أربعة اقسام، القسم الاول هو الخط البسيط، الذي يتضمن تصاميم تلائم كل الأمكنة، ثم الخط الخاص بالموضة، فيما الخط الشبابي يشمل لمسات شبابية وهو لفئة الصغار قليلاً، والخط الاخير هو البوهيمي، الذي يستخدم فيه التطريزات. أما الفئة الجديدة التي عمل عليها فهي الخاصة بالأطفال، التي تحتوي على أثواب عليها رسومات وشخصيات كرتونية يحبها الأطفال. وشدد على انه يعتمد الجرأة في القصات، ولكن ليس في طرح الالوان فهو يحرص على استخدام الدرجات الهادئة التي تناسب الرجل، منها الأزرق والبيج، فيما أكثر لون فاقع استخدمه هو الاصفر وليس للثوب كله. وأكد العقيل انه لا يتابع الموضة، بل يحاول الابتعاد عن النسخ، فيحاول ان يستوحي بعض الأشياء من الموضة ومن الفنون، دون ان يلتزم بما هو متوافر في الأسواق فقط. ولفت الى أن الحضارة الجنادرية هائلة بملابسها، فالأثواب التي كانت تلبس مذهلة، وتثير أي مصمم وأحياناً استوحي من هذه الحضارة. واعتبر ان الموضة وحتى الأثواب الخليجية، قابلة للتجدد ولإعادة التشكل. وأكد أن فئة الشباب تتجه اليوم الى الملابس اليومية، ولاسيما البذلات في العمل او في السفر، بينما في الوطن الام وفي السعودية تحديداً لبس الثوب مفروض على الرجال، وبالتالي نمنحهم خيارات من خلال القصات المتنوعة. واعتبر العقيل ان الثوب الخليجي يعبر عن جذور المناطق، وبالتالي فالقطري يحاول إبراز الهوية في مكان ما، ولهذا رأى ان بعض تصاميم علامته «توبي» تكون اكثر قبولاً في مناطق دون اخرى. وشدد على انه يحترم روح الثقافة لكل بلد، فلا تكون النقيض بل مكملة للثقافة.
صعوبات
حول بعض الصعوبات التي يواجهها، أكد العقيل انه واجه في البداية الكثير من الصعوبات للحصول على الأقمشة المميزة، ولكنه الآن يعمل على شراء أقمشته من باريس، وكذلك الاكسسوارات التي يستخدمها. ولفت إلى أن ابرز الأمور التي تنقص الشرق هي عدم وجود أسبوع للموضة مميز وعلى مستوى عالمي، مشيراً الى انه قدم اكثر من عرض في اسبوع دبي للموضة ولكنه تحول بعد ذلك ليبدو كأنه عرض لعلامة تجارية. وأشار الى وجوب الاهتمام بتنظيم اسبوع موضة في الشرق الاوسط، يكون بحجم اسابيع الموضة العالمية في باريس وروما ونيويورك ولندن.
واعتبر انه ليس هناك الى الآن من عروض تجمع مصممي الاثواب بعد، وان التنظيم لمثل هذه الفعالية تخفف من التقدير للأثواب، لأن كل مصمم يهدف الى أن ترى أثوابه كتصميم اولاً وآخراً. وأشار الى أن هذه العروض يمكن ان تعطي المصممين الجدد فرص جيدة، ولكن للمحترفين قد تقلل من النظرة للأثواب كتصاميم. ولفت الى ان الثقافة في السعودية تحد من الابتكار عند البعض، ولكن مهمة الذين درسوا في الخارج هي ان يقدموا معرفتهم وثقافتهم وهذا يساعد على تطوير الثقافة. واعتبر ان هناك عوائق موجودة بسبب الثقافة المنغلقة قليلاً، ولكن هذا ليس بالعذر، ان كانت النية موجودة لأنه يمكن للمرء ان يقدم الجيد ان اراد. وتمنى على الشعب الخليجي والعربي النظر للأمام والحضارات دوماً، ليس في الموضة فقط، وانما في الفن ايضا بأنواعه المتنوعة لأنها تشكل خلفية للإلهام والايحاء في يومنا هذا. ووجه العقيل بعض النصائح للرجل لاختيار الثوب الذي يناسبه قائلاً، عليك ان تعرف شخصيتك في البداية، وان تعرف ما الذي يليق بك. ثم ليس من المطلوب ان تكون كرجل جريئاً، فيمكن اعتماد البساطة غالبا، ولكن مع الحرص على انتقاء ما هو مميز. وأكد ان النساء أسهمن كثيرا في انجاح علامته، لأنهن يقمن باختيار الثوب للرجل، فهن اللواتي يؤثرن في اختيار الثوب للأخ أو للزوج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news