سببها الرئيس العث الذي يعيش على الستائر والأسرّة والسجاد
حساسية الغبار المنزلي مشكلة تؤرق الآلاف
يُعد عث الغبار المنزلي، على الرغم من حجمه متناهي الصغر، شبحاً مخيفاً بالنسبة للبعض؛ حيث يتسبب هذا الشبح الخفي، الذي يشارك المرضى فراشهم من دون أن يروه، في الإصابة بحساسية شديدة، قد تفضي إلى الإصابة بالربو، في حال عدم علاجها.
وأوضح اختصاصي الحساسية الألماني، البروفيسور تورستن تسوبربير، أن عث الغبار ينتمي إلى العنكبوتيات، ويراوح حجمه من 0.1 إلى 0.5 ملليمتر. ويتغذى العث على قشور الجلد البشري بصفة أساسية، وينمو على نحو أفضل في درجة حرارة 24 تقريباً ورطوبة الهواء العالية، ما يجعل الأسرّة الموطن المثالي بالنسبة له.
خطوات للعلاج كخطوة أولى يمكن القيام باختبار وخز الجلد، وذلك للكشف عن مسببات حساسية غبار المنزل الكامنة تحت الجلد، والتي قد تتسبب في تكون بثور. أما إذا كانت النتيجة غير واضحة، فيمكن إجراء فحص دم واختبار الاستثارة، وفيه يتم وضع المادة المسببة للحساسية المراد فحصها على الأغشية المخاطية في الأنف أو العين مباشرةً. وقالت العالمة الألمانية شفالفينبيرغ إن هناك ثلاث طرق للعلاج، أولها مضادات التحسس وربما العقاقير المضادة للالتهابات، مثل الكورتيزون، والتي تسهم في تخفيف حدة الأعراض. ويتمثل العنصر الثاني في تجنب الاتصال بمسببات الحساسية، والذي يعد أحد العوامل المهمة، التي قد تتطلب بعض التغييرات، لاسيما في غرفة النوم. وتشكل المرتبة أهم مسبب ينبغي تجنبه، وذلك من خلال تغطيتها بالكامل بكسوة مقاومة للحساسية. كما يمكن تطبيق ذلك أيضاً على المفارش والوسائد أيضاً. وبدلاً من ذلك، يمكن غسل المفارش والوسائد بانتظام في درجة حرارة 60 درجة حداً أدنى، إضافة إلى التخلص من العناصر، التي يتراكم عليها الغبار، مع مراعاة تنظيف الأرضيات بالمكنسة الكهربائية ومسحها بالماء باستمرار. أما العنصر الثالث من العلاج فهو العلاج السببي أو العلاج المناعي لمسببات الحساسية، وذلك من خلال حقن مسبب الحساسية للمريض من خلال جرعات متزايدة ببطء لفترة تراوح من ثلاث إلى خمس سنوات من خلال التطعيم عن طريق الفم. ويهدف هذا العلاج، الذي يوصى به في حالات الحساسية الشديدة، إلى إزالة تحسس الجهاز المناعي تجاه المسبب. |
ووفقاً لعمر وحالة المرتبة والمفروشات قد يكمن ما يصل إلى 1.5 مليون من العث في السرير، كما يستوطن العث السجاد والمفروشات والستائر.
وقال اختصاصي الحساسية الألماني، البروفيسور توماس فوكس، إن العث ذاته ليس المشكلة؛ حيث إنه لا يطلق المواد المسببة للحساسية إلا بعدما يموت ويتعفن، وإنما المشكلة الرئيسة تكمن في فضلات العث، التي تحتوي على معظم المواد المسببة للحساسية.
وتتحلل الفضلات بمجرد جفافها إلى جسيمات دقيقة متراكمة في مواقع تعشيش العث وتتصل بغبار المنزل، وينطبق الأمر ذاته على أجسام العث المتحللة. ويثور خليط الغبار الناتج، وتنتشر المواد المسببة لحساسية العث في هواء الغرفة، ويتم استنشاقها، وقد تترسب على الأغشية المخاطية للمسالك التنفسية والعينين. وأوضحت عالمة الأحياء الألمانية، آنيا شفالفينبيرغ، أن معظم الأشخاص يتغلبون على ذلك دون أية مشكلات، في حين يصاب البعض من خلال انتقال العث بحساسية غبار المنزل، موضحة أن الحساسية رد فعل مناعي مفرط تجاه مادة غير ضارة في الغالب.
وأردف تسوبربير أن حساسية غبار المنزل عبارة عن حساسية ناجمة عن الاستنشاق، وهي من النوع الفوري، أي أنها تحدث بعد التعرض للمُسبب بدقائق معدودة. وتتمثل أعراض الحساسية في التهابات وتهيج الأغشية المخاطية ورشح مستمر ونوبات عطس وزيادة إفرازات الدموع وضيق التنفس.
وعادةً ما تزداد حدة الأعراض ليلاً وصباحاً بعد الاستيقاظ؛ نظراً لأن الكثير من العث يكمن في السرير، كما ينتشر الغبار المُحمل بفضلات العث فوق السرير بمسافة 20 سنتيمتراً. كما ينتشر الغبار المُحمل بالعث أيضاً عند إعادة ترتيب السرير مثلاً.
وأضاف فوكس أن الأعراض تظهر لدى مرضى حساسية غبار المنزل طوال العام، ولكن بصفة أكثر حدة في فصلي الخريف والشتاء؛ حيث يموت العديد من العث في الفصول الدافئة بصفة خاصة؛ نظراً لقلة الرطوبة.
وشدد فوكس على ضرورة التأكد من الإصابة بحساسية غبار المنزل من خلال القيام ببعض الفحوص لدى اختصاصي الحساسية؛ حيث إن عدم علاجها قد يتسبب في عواقب وخيمة، مثل الإصابة بالربو.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news