فندقها الوحيد بُني لزيارة أمير ويلز ولم يحضر

تاج أميركا الشمالية بحماية «اليونسكو»

صورة

تعتبر محمية «ووترتون ليكس» من المحميات الطبيعية غير المعروفة في أميركا الشمالية، وعلى الرغم من عدم تمتعها بشهرة كبيرة، إلا أنها توفر لعشاق التجول والباحثين عن الهدوء والاسترخاء فرصة رائعة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة في المنطقة الحدودية بين كندا والولايات المتحدة الأميركية، ما يجعلها تستحق لقب «تاج أميركا الشمالية».

ويذكر التاريخ أن أمير ويلز لم يشاهد محمية «ووترتون ليكس» في حياته، حيث تم إنشاء فندق فاخر خلال عام 1926 في هذه المنطقة على شرف استقبال سموه، إلا أنه لم يأت إلى هنا أبداً.وتعد المحمية الطبيعية الصغيرة من الأماكن غير المعروفة إلى حد ما في مقاطعة ألبرتا الكندية، التي تشتمل على أماكن عدة أكثر شهرة منها، مثل محمية بانف وجاسبر، التي تقع على مسافة ثلاث ساعات بالسيارة في اتجاه الشمال، أو الحديقة الوطنية الجليدية الواقعة على الجانب الجنوبي من الحدود في ولاية مونتانا الأميركية. ولم يسمع سكان كندا أية معلومات أو أخبار عن محمية «ووترتون ليكس».

استرخاء

يمكن لعشاق التجول أن ينعموا بالراحة والاسترخاء في فندق «برنس أوف ويلز»، ويتشابه الفندق بشكل رسمي مع الشاليه الجبلي السويسري، إلا أنه يبدو من الداخل في غاية الروعة والفخامة كمكان إقامة العائلة المالكة البريطانية. ولا يتذكر السياح حالياً أن أمير ويلز لم يأت إلى هذا المكان في يوم من الأيام.

وفي هذه الزاوية المنسية من جبال روكي الكندية، تنعكس السماء العالية على صفحة مياه البحيرات الجبلية، وتعصف الرياح القوية بالبراري والقمم الشاهقة، ولا تخلو المناظر الطبيعية هنا من ظهور الذئاب والدببة والجاموس، علاوة على أنه يمكن مشاهدة أكثر من 800 نوع نادر من الزهور البرية والعطرية. وتشتهر محمية «ووترتون» بعدم وجود أي تجمعات، وتعتبر بمثابة «تاج القارة»، وتمتد هذه المحمية الطبيعية على مساحة صغيرة بعض الشيء تبلغ 505 كيلومترات مربعة، ويوجد بها القليل من المنازل، التي تتعايش مع النظام البيئي في سلام. ويمكن للسياح هنا الاستمتاع بمختلف المناظر الطبيعية مع بعضها بعضاً في أضيق نقطة من جبال روكي الكندية.

قائمة «اليونسكو»

ولا توجد محمية أخرى في كندا توفر للسياح هذا التنوع الهائل في مساحة صغيرة، ولذلك فإن محمية «ووترتون ليكس» تندرج ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي لمنظمة اليونسكو منذ 1932، وتعتبر أول حديقة دولية للسلام، بالاشتراك مع الحديقة الوطنية الجليدية. وأوضحت كاثرين رينولدز، من إدارة محمية ووترتون ليكس، قائلة: «الدببة لا تحمل جوازات سفر، وبالتالي فإنها تتنقل بكل حرية عبر الحدود، ولا تهتم بالحواجز». وتعمل محمية «ووترتون ليكس» بشكل منفصل عن الحديقة الوطنية الجليدية، ولكل منهما رسوم دخول منفصلة، لكنهما تعملان بشكل وثيق مع بعضهما بعضاً في مجال الحفاظ على الطبيعة. وتمتاز محمية «ووترتون ليكس» بالهدوء، وفي ذروة الموسم السياحي يتم تنظيم العديد من الجولات إلى بحيرة ووترتون. وقد كانت بلدة ووترتون في السابق قرية لعمال المناجم، لكنها أصبحت اليوم منتجعاً للعائلات والسياح، ويوجد بها برج مياه، ومحطة للتزود بالوقود، وسوبر ماركت، وفنادق، ومخيم كبير، إضافة إلى العديد من المطاعم الفاخرة. ويعيش نحو 50 شخصاً على مدار العام في هذه البيوت الصغيرة، ويزداد عددهم إلى 2500 شخص خلال أشهر الصيف.

مبانٍ خشبية

يمكن للسياح زيارة المباني الخشبية المفتوحة، التي تضم معرضاً يروي تاريخ هذه المحمية ومحميات السلام الأخرى، ولا توجد هنا أية متاجر لبيع التذكارات السياحية، ولا يبدو هنا أي مظهر لصخب المجموعات السياحية، ويمكن للزوار، الذين يصطحبون معهم جوازات السفر الخاصة بهم، التجول أميالاً عدة إلى آخر الوادي عند محطة الحراسة الأميركية، وكذلك إلى المدخل الشمالي للحديقة الوطنية الجليدية.

وأشارت كاثرين رينولدز إلى أن محمية «ووترتون ليكس» تزخر بمسارات تجول تمتد مسافة 200 كيلومتر، ومنها على سبيل المثال مسار أفيون ريدج، الذي يعتبر طريقاً شبه رسمي، وتنتشر به لافتات إرشادية في بعض الأجزاء. وتضم المناظر الطبيعية البديعية خلال فصل الخريف الكثير من عناصر الجمال، التي يندر وجودها في أي بقعة أخرى من العالم، مثل البحيرات الجليدية الزرقاء، والقمم المغطاة بالثلوج.

تويتر