يجتذب آلاف السياح.. ويشتهر بتقلباته المناخية

جبل واشنطن.. سياحة في أسوأ طقس

صورة

يعتبر جبل واشنطن أعلى قمة جبلية في شمال شرق الولايات المتحدة الأميركية، ويجتذب أعداداً كبيرة من السياح خلال فصل الصيف، ويشتهر بتقلب الطقس والأحوال الجوية بشكل خطير.

ويمكن للسياح الوصول بسهولة إلى قمة جبل واشنطن، التي يبلغ ارتفاعها 1917 متراً، بواسطة السيارة أو طريق السكك الحديدية المسننة. وهناك أقلية من السياح يصعدون إلى قمة الجبل، عن طريق التجول سيراً على الأقدام.

كوخ «بحيرة الغيوم»

يتسع نطاق الرؤية من مسار التجول باتجاه الغرب، وبعد ذلك يتم الوصول إلى خط الشجرة؛ حيث لا توجد خطوط عرض في أي منطقة من العالم، تكون على وضع أعمق مما هي عليه في نيو هامبشير. وفي منطقة أعلى بعض الشيء يوجد كوخ «بحيرة الغيوم»، التابع لنادي جبل آبالاش في منطقة وسطى بين جبلي أيزنهاور وواشنطن. ويبدأ من هنا أيضاً طريق وعر فوق الصخور وبلا أي ظلال، حتى أعلى نقطة في الجبال البيضاء (وايت ماونتز). ويمكن للسياح العودة إلى الوادي مرة أخرى سيراً على الأقدام، إلا أن ذلك لن يكون بالأمر الهين، كما يمكنهم أيضاً المبيت في كوخ نادي جبل آبالاش، نظير 131 دولاراً أميركياً لغير الأعضاء في النادي، وفي مقابل هذا المبلغ يحصل السائح على طعام العشاء والإفطار، ومكان مخصص له في قاعة النوم، إضافة إلى إمكانية تجاذب أطراف الحديث مع طاقم الكوخ، المكون من 10 طلاب، يعملون في هذا الكوخ خلال إجازتهم الصيفية.

1934 وصلت درجة الحرارة إلى 43.9 تحت الصفر.

وخلال فصل الصيف، تنتشر الأهرامات الحجرية الصغيرة على قمة جبل واشنطن، ومع شروق الشمس قد ينسى السياح أنهم في أميركا؛ نظراً لأن هذا الجبل يعتبر من أخطر المناطق المناخية وأسوأها. ودائماً يشاهد السياح - أثناء رحلة التجول - العلامة الصفراء على حافة الطريق، والتي تشير إلى أن هذه المنطقة تعتبر أسوأ المناطق المناخية في أميركا، وقد تعرض الكثير من السياح للوفاة في هذه المنطقة بسبب انخفاض درجات الحرارة، حتى خلال شهور الصيف.

وعادةً تحذر دائرة الغابات في الولايات المتحدة الأميركية من الطقس السيئ في هذه المنطقة. ويتعين على السياح أخذ التحذير على محمل الجد؛ حيث لا يمكن أبداً مقارنة جبل واشنطن بأي قمة جبلية في جبال الألب يبلغ ارتفاعها 2000 متر؛ حيث يمتاز هذا الجبل بظروف مناخية خطيرة للغاية.

ولا يعتبر جبل واشنطن أعلى قمة جبلية في جبال وايت ماونتنز بولاية نيوهامبشير الأميركية فحسب، بل إنه يعتبر من أكثر الأماكن برودة وعرضة للعواصف الشديدة. وفي يناير عام 1934، وصلت درجة الحرارة إلى 43.9 تحت الصفر، وحتى عام 1996 كان جبل واشنطن يحتفظ باللقب القياسي العالمي لسرعة الرياح، والذي يبلغ 231 ميل/‏ساعة، أي ما يعادل 376 كيلومتر/‏ساعة. ويوفر مرصد جبل واشنطن، الذي يقوم بمراقبة الأحوال الجوية على مدار الساعة، العديد من ورش العمل حول الأرصاد الجوية.

ويجتذب جبل واشنطن 280 ألف سائح سنوياً، خصوصاً خلال فصل الصيف، في الفترة الممتدة من منتصف مايو حتى أكتوبر. ويصل معظم السياح إلى قمة الجبل بواسطة السيارات، مع السير بزاوية صعود تبلغ 11.6 درجة. وقد تم إنشاء طريق «ماونتن واشنطن أوتو روود» في عام 1861، ويعتبر من أقدم المعالم السياحية، التي أنشأها الإنسان في أميركا.

ويمكن للسياح الصعود إلى قمة جبل واشنطن بواسطة طريق ثانٍ، دون بذل الكثير من الجهد بواسطة السكك الحديدية المسننة، التي تم إنشاؤها في عام 1868. وقد يحدث فجأة أن تحيط الغيوم بقمة جبل واشنطن، في حين تكون الشمس مشرقة في الوادي، ويتعذر على السياح - في مثل هذه الحالات - رؤية القمة من أسفل.

ولا يعني ذلك بالضرورة أن صعود الجبل لن يكون مجدياً؛ حيث أوضح دان هودا، من هيئة «ماونتن واشنطن أوتو روود»، قائلاً: «في بعض الأحيان يتمكن السياح من فوق قمة جبل واشنطن، الاستمتاع بإطلالة رائعة حتى شواطئ المحيط الأطلسي، ولكن قد تتعذر عليهم مشاهدة المناظر، التي تكون على مسافة 300 متر أسفل منهم، ويختلف هذا الوضع بالتأكيد من يوم إلى آخر».

وهناك طريق ثالث للوصول إلى قمة جبل واشنطن، لكنه يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد، ويستغرق وقتاً أطول من الطرق السابقة، لكنه في المقابل يتيح للسياح فرصة الاستمتاع بمشاهدة المناظر الخلابة، أثناء صعود الجبل سيراً على الأقدام. وقد تم استخدام مسار كروفورد بالفعل في عام 1819، والذي يبدأ من نقطة مركز المرتفعات لنادي جبل آبالاش في منطقة «كروفورد نوتش». وعادةً يسلك المتجولون مسار «تاكيرمان رافين تريل»، على الجانب الشرقي من جبل واشنطن.

ومن الجنوب الغربي، يسلك السياح مسار «أمونوسوك ترافين تريل»، بدءاً من محطة السكك الحديدية المسننة. وغالباً يكون مسار تسلق الجبل في هذه المنطقة أكثر انحداراً، ويكون خطيراً في بعض المواضع الصغيرة؛ حيث يمر مسار التجول على بعض الشلالات الصغيرة.

تويتر