أطلقت برنامج «صلة» لدعم مبادرة الإمارات لصلة الأيتام والقُصّر

منال بنت محمد: الفن مكوّن أساسي في منظومة التربية الحديثة

في استجابة لمبادرة الإمارات لصلة الأيتام والقُصّر، التي دشّنها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أخيراً، أطلقت حرم سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، برنامج «صلة» الفني، لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهذه الفئة ودمجهم بصورة إيجابية في محيطهم الاجتماعي.

ويتضمن برنامج «صلة» الفني مجموعة من ورش العمل الفنية، التي ترمي إلى اكتشاف المواهب الشابة بين الأيتام والقصّر، والإسهام في زيادة التفاعل الاجتماعي بينهم وبين أقرانهم، ما يسمح لهم بتكوين شخصية واعية تعتمد على مزيجٍ متزنٍ من الفكر والعاطفة، علاوة على قيمة البرنامج في منح الأطفال فرصة التعافي من أي تراكمات نفسية قد تؤثر في مستقبلهم، أو تعيقهم عن الانخراط بصورة طبيعية في المجتمع كأفراد نافعين.

ويستهدف برنامج «صلة»، الذي سيمتد على مدار عام كامل، الأيتام والقُصّر من عمر أربعة إلى 16 عاماً، حيث سيتولى 10 من الفنانين الإماراتيين المتطوعين إدارة مجموعة واسعة من ورش العمل الفنية، سيرُاعى فيها تطبيق أساليب تعليمية وتربوية متطورة، تمكّن الأطفال المشاركين من تحقيق أقصى استفادة، وتطلق العنان لقدراتهم الإبداعية ما يمنحهم الفرصة للتعبير عن ذاتهم.

ونوّهت سموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بالمبادرة الكريمة، التي أطلقها صاحب السموّ نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي تمسّ شريحة مهمة من شرائح المجتمع، وتعمل على تضمينها بصورة سوية في نسيجه، وقالت سموّها: «إن برنامج (صلة) الفني يسعى إلى الإسهام في هذا الحراك المجتمعي الإيجابي، الذي أثارته المبادرة، انطلاقاً من أهميتها على مختلف الصعد الإنسانية والاجتماعية، وتقديراً لأهدافها النبيلة التي تسعي إلى ترسيخ مبادئ التراحم والتماسك والتآلف بين فئات المجتمع كافة».

وأضافت سموّها: «أحرزت دولتنا مكانة رائدة عالمياً في مجال العمل الإنساني والخيري، إلا أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، أرسى نهج إطلاق المبادرات الخيرية والمجتمعية خلال شهر رمضان من كل عام، اتساقاً مع روح الشهر الفضيل وما يصحبها من مضاعفة البذل والعطاء، إذ بات الجميع يتنافس، (أفراد ومؤسسات)، في المشاركة في تلك المبادرات بأسلوب يعكس الطبيعة السمحة المحبة لفعل الخير لأبناء الإمارات».

وتناولت سموّها الأهداف التي يرمي لها برنامج «صلة» على الصعيدين النفسي والتربوي، موضحةً أن «الفنون التعبيرية، من بينها فن الرسم، أصبحت تمثل جزءاً مهماً من منظومة التربية الحديثة، إذ إنها تتيح نافذة مثالية يُطِل منها الطفل على طاقته المبدعة الداخلية، وتمنحه المجال لإطلاق هذا المكنون والتعبير عنه في صورة تلقائية نابعة من ارتباطه الفطري ونزعته الطبيعية إلى التعبير الجمالي، وهذا ما يتضح من خلال انجذاب الطفل منذ شهوره الأولى إلى الألوان الزاهية».

وعن تركيز البرنامج على فن الرسم بصورة رئيسة، قالت سموّها إن «الرسم بات إحدى الوسائل المهمة التي تعين الطفل على تطوير قدرته على إدراك ذاته، وتمنحه القدرة على التعبير عن نفسه، علاوة على قيمته في تخفيف مستويات الضغوط النفسية التي قد يتعرض لها الأطفال جرّاء ظروف مختلفة، في حين يساعد الفن الأيتام على التعافي من الشعور بالوحدة، ويمكنهم من تخطي حواجز الانطواء، ويحفزهم على الاندماج في محيطهم البديل بصورة فاعلة تكفل لهم صحة نفسية سوية».

وأشارت سموّ الشيخة منال بنت محمد، إلى قيمة فن الرسم كإحدى الوسائل المثالية لمتابعة تطور الحالة النفسية والمزاجية للطفل وقالت: «يكشف الرسم عن مكنون الطفل وتطور قدراته الذهنية وحالة صحته النفسية، لذا فإن هذا الفن يحمل أهمية خاصة كوسيلة تربوية فعّالة يمكن من خلالها رصد النمو العقلي للطفل، وكذلك متابعة حالته النفسية التي تتضح بصورة مباشرة في الرسومات والأشكال التي تبوح بمكنون عقله الباطن، وتمكن القائمين على تربيته من اتباع السبل الملائمة للتعاطي مع تطورات شخصيته، بما يضمن أفضل صور التنشئة لأشخاص مبدعين ومنتجين ونافعين لأنفسهم ومجتمعهم».

ورشة شهرية

وفقاً لنظام عمل البرنامج، ستُعقد ورشة عمل واحدة كل شهر وفي أماكن مختلفة تغطي انحاء الدولة، لضمان تحقيق البرنامج للأهداف المرجوه منه، وكي يستفيد منه الأيتام والقُصّر في الإمارات السبع، كما سيتم عقد ورش عمل في قرية العائلة للأيتام، التي افتتحها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتصبح أول قرية نموذجية من نوعها على مستوى العالم، علاوة على تنظيم معرض للأعمال الفنية التي سيبدعها الأيتام والقُصّر، بما يمنحهم الشعور بقيمة إبداعاتهم والاهتمام الذي يحيطه به مجتمعهم ويزيد من ثقتهم بأنفسهم، في حين سيقدم المعرض للمجتمع فرصة الاطلاع على أعمال تلك الأنامل الصغيرة.

دعم الثقافة

يأتي برنامج «صلة» في إطار الاهتمام والعناية الكبيرة التي توليها سموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، للأسرة وللأنشطة الثقافية والفكرية والإبداعية، انطلاقاً من قناعة سموّها بأثر الإبداع في تعزيز قدرة المجتمع على الرقي والتطور، حيث تجسّد هذا الاهتمام في العديد من المبادرات والبرامج والمشروعات التي استهدفت بصورة رئيسة تمكين المرأة وإمدادها بالأدوات التي تعينها على الاضطلاع بدورها كاملاً شريكاً مؤثراً وفاعلاً في مسيرة البناء والتطوير والتنمية إلى جوار الرجل، حيث شغلت المبادرات الثقافية والفكرية حيزاً كبيراً من هذا الجهد المستمر الرامي إلى الإسهام الإيجابي في تحقيق مزيد من الرفعة والتقدم لدولتنا الغالية.

تويتر