سعادة المتعامل أولاً

نجحت دبي على مدى السنوات القليلة الماضية في أن تكون سبّاقة في تحقيق إنجازات نوعية جعلتها تتربع على العديد من مؤشرات التنافسية العالمية، مدفوعةً برؤية طموحة تهدف إلى التحول لمدينة تضاهي الأفضل في العالم في جودة الحياة. وشكّل إطلاق «مؤشر السعادة» نقلة نوعية على صعيد ترسيخ ريادة الإمارة على الخارطة الدولية باعتبارها المدينة الأولى التي تقيس مستويات سعادة ورضا السكان والزوار والسياح عن الخدمات المقدمة لهم، استناداً إلى تقنية ذكية وتفاعلية. وتكمن أهمية الخطوة في كونها ترجمة حقيقية لتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، في تحقيق سعادة وراحة واستقرار المواطن ورفاهية المجتمع، باعتبارها في مقدمة الأولويات الاستراتيجية لدولة الإمارات.

ويمكننا القول بأنّ «مؤشر السعادة»، الذي أطلقته حكومة دبي يشكل أهمية استراتيجية كونه من أبرز مبادرات التحوّل الذكي، إذ كان بمثابة دفعة قوية لجهود المؤسسات الحكومية الرامية إلى الارتقاء بجودة وكفاءة وفاعلية الخدمات وفق أفضل الممارسات العالمية، لضمان سعادة المتعاملين ورفاهية المجتمع، تجسيداً لغايات «خطة 2021» في جعل دبي «المكان المفضل للعيش والعمل والمقصد المفضل للزائرين». وجاء تحقيق نسب مرتفعة في مستويات سعادة المتعاملين في برنامج «دبي للأداء الحكومي المتميّز» ليؤكّد النجاح في تقديم خدمات متكاملة من شأنها تطوير العمل عبر تسهيل الإجراءات وتوفير الوقت والجهد اللازم لإتمام المعاملات.

ومما لا شك فيه أنّ الإنجازات النوعية على صعيد تعزيز معدلات رضا متعاملي «محاكم دبي» التي وصلت إلى 92.3% لم تأتِ من فراغ، وإنما جاءت ثمرة العمل الدؤوب والجهود الحثيثة المبذولة لتوفير خدمات ذكية وموثوقة تضمن تيسير أمور المتعاملين وتسريع إنجاز المعاملات، انسجاماً مع جهود بناء حكومة ذكية سبّاقة ومبدعة تلبي احتياجات المستقبل. ولعلّ «التطبيق الذكي» يمثل الخطوة الأهم التي كان لها الأثر الأكبر في تحقيق سعادة المتعاملين، لاسيّما أنه الأول من نوعه ضمن القطاعين الحكومي والقضائي في العالم الذي يستند إلى مبدأ العمليات الذكية في إدارة طلبات القضايا بأنواعها بسرعة وسهولة وكفاءة تامة.

وإنّنا إذ نسير اليوم بخطى ثابتة نحو تحقيق سعادة المتعاملين، فإنّنا في «محاكم دبي» أكثر إصراراً على الالتزام بنهج التميز والريادة لتحقيق هدفنا الطموح في جعل خدمات «محاكم دبي» ذكية 100% بحلول نهاية العام الجاري، في خطوة من شأنها تجسيد توجيهات القيادة الرشيدة في تحويل دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً وبناء حكومة المستقبل التي تضع سعادة المتعامل أولاً.