دراسة توصي بقبول الوالدين عمل أبنائهم وعدم الإفراط في حمايتهم

«الشؤون»: الحرص على الإعانة يمنع تشغيل المعاقين ذهنياً

عينة البحث اقترحت إقناع المسؤولين بضرورة تشغيل المعاقين. الإمارات اليوم

كشفت دراسة ميدانية أعدتها إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية في دبي، أن التخوف من قطع إعانات الضمان الاجتماعي، إضافة إلى غياب الوعي المجتمعي بقضايا المعاقين، يتصدران معوقات تشغيلهم، موصية بتعديل اتجاهات الوالدين نحو قبول عمل أبنائهم وعدم الإفراط في حمايتهم.

وأفادت مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية في دبي وفاء محمد بن سليمان لـ«الإمارات اليوم» بأن الدراسة، التي تهدف إلى تحديد الصعوبات التي تواجه قبول ذوي الاعاقة الذهنية للوظائف في الدولة، شملت عينة مكونة من 173 مدرباً مهنياً وآباء معاقين ذهنياً على مستوى الدولة، وراعت ستة أبعاد رئيسة، منها صعوبات التدريب والتأهيل، ومخاوف والد المعاق، والقدرات التي تؤهل المعاق للعمل، ونظرة المجتمع ورؤسائه وزملائه في العمل، ومدى تقبل سوق العمل له، إضافة إلى الصعوبات المرتبطة ببيئة العمل، وعناصر الأمن والسلامة المهنية. وأضافت أن البحث أجري على المدربين المهنيين العاملين في أقسام التأهيل المهني للإعاقة الذهنية في الدولة، كما ضمت الدراسة عينة عشوائية من آباء المعاقين ذهنياً الملتحقين بأقسام التأهيل المهني.

9 توصيات

خرجت الدراسة بتسع توصيات، منها تعديل اتجاهات الوالدين نحو قبول عمل ابنائهم، وعدم الإفراط في الحماية، والتواصل مع أصحاب وبيئة العمل للتأكد من تحقق السلامة المهنية.

كما أوصت بتفعيل القانون الاتحادي رقم (29) لسنة 2006 في شأن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ولجنة العمل المنبثقة عنه، إضافة إلى الاهتمام ببرامج التدريب ما قبل المهني والتدريب الصيفي والتدريب التطوعي، وتعديل بيئة العمل وزيادة الوعي المجتمعي بذوي الإعاقات الذهنية والتركيز على قدراتهم وإلغاء الآراء السلبية والنظرة المغلوطة في حقهم.

وأكدت بن سليمان أن الدراسة تعتبر جديدة على مستوى الدولة، من الناحيتين النظرية والعملية، خصوصاً أنها تناولت مجال تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، لافتة إلى أن معظم نتائج الدرجة الكلية لاستجابات أفراد عينة الدراسة، تشير إلى وجود صعوبات في تشغيل المعاقين ذهنياً بمستوى متفاوت، أبرزها تخوف والد المعاق من قطع مخصصات الضمان الاجتماعي، وعدم وجود وعي مجتمعي لتقبل هذه الفئة، إضافة إلى عدم ملاءمة بيئة العمل لطبيعة ذوي الإعاقات الذهنية، الذين يواجهون تدنياً في الحوافز والأجور في سوق العمل.

وقال معد الدراسة الاختصاصي النفسي التربوي في إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية في دبي، روحي مروح عبدات، إن الدراسة أظهرت تبايناً في آراء المدربين المهنيين وآباء المعاقين ذهنياً، حول الصعوبات التي تواجه المعاقين في عملية التشغيل، منها تخوف أبي المعاق من قطع مخصصات الضمان الاجتماعي الذي يتقاضاه بعد أن يتم توظيفه، الأمر الذي يخالفه المدربون المهنيون، الذين يعتبرونه صعوبة متوسطة أمام عملية التشغيل، كما أن آباء يرون في منع المعاقات ذهنية عن العمل صعوبة بسيطة يمكن تجاوزها، وهو ما يخالفه المدربون.

بيئة طاردة

وكشفت الدراسة عن وجود صعوبات مرتبطة ببيئة العمل، تسهم في تعزيز عدم رضا والد المعاق عن عمله، وقد يكون ذلك ناجماً عن طبيعة الإعاقة، وطبيعة احتياجات المعاق، إضافة إلى التخوف من غياب عناصر السلامة المهنية والأمان.

كما بينت وجود تخوف من الآراء السلبية لصاحب العمل تجاه قدرات المعاق، وعدم تقبل المجتمع وغياب الوعي بقضايا المعاقين، وجاءت عملية تدريب وتأهيل المعاقين أخيراً.

وفي المقابل، اعتبر مدربون مهنيون أن الحماية المفرطة من والد المعاق تجاه المعاق، تأتي في مقدمة صعوبات عملية التشغيل، تليها اتجاهات المديرين السلبية ونظرة المجتمع، ثم عدم تهيئة بيئة العمل لاستقبال المعاقين، إضافة إلى الدرجة الكلية للمعاق.

استغلال المعاق

واتفق آباء ومدربون مهنيون على صعوبات مرتبطة بعملية التشغيل، منها التخوف من تعرض المعاق ذهنياً لإصابات العمل وعدم تناسب العمل مع المعاق وقدراته، إضافة إلى مشكلة المواصلات والمنافسة الشديدة في سوق العمل واهتمام أصحاب العمل بالإنتاج بعيداً عن القضايا المجتمعية، فضلاً عن التخوف من الاستغلال أثناء العمل.

واقترحــت عينة البحث مجموعة من الحلــول التي من شــأنها التغلب على صعوبات تشغيل المعاقين، منها إقناع المسؤولين بضرورة تشغيل المعاقين، وتوعية المجتمع بأهمية دمج المعاقين في المجتمع عبر وسائل الإعلام، وتوفير مدربين وإخصائيي تشغيل لمتابعة المعاقين في أماكن عملهم، إضافــة إلى تدريــب المعاقين ذهنياً على المهن المطلوبة في سوق العمل.

تويتر