تربويون يطالبون بتكثيف برامج التوعية للحدّ من الظاهرة
طلبة يكافحون التدخين في المدارس بـالــ «فيس بوك»

طلبة يلجأون إلى التدخين تقليداً لآبائهم. أرشيفية
دشن طلبة في التعليم الثانوي، حملة على «فيس بوك» بعنوان، «مدارس بلا دخان» تهدف إلى مكافحة التدخين، والتحذير من ارتفاع أعداد الطلبة المدخنين في المدارس، فيما حظّر معلمون وأخصائيون اجتماعيون من تفشي ظاهرة تدخين السجائر والشيشة والمدواخ بين الطلبة، مطالبين الأهالي بمتابعة أبنائهم عن قرب، ومعرفة اصدقائهم ومنعهم من الاختلاط بالمدخنين، واكتشاف أي تغير يطرأ عليهم سواء في السلوك أو الرائحة.
واستهل الطلبة المشاركون في الحملة، وينتمون إلى ست مدارس في أبوظبي، هي (محمد بن خالد، الرواد النموذجية، أشبال القدس، أبوظبي الثانوية، زايد الأول، خليفة بن زايد الثانوية)، الصفحة الخاصة بالحملة، بتوجيه أسئلة للطلاب المدخنين: إذا كنت ترى أن السيجارة حلال فلماذا لا تسمي قبل شربها، أو تحمد الله بعد كل سيجارة؟ وإن كنت ترى أن السيجارة نعمة فلماذا تطفئها بحذائك؟ وإن كنت ترى أنّها شيء عادي وطبيعي فلماذا لا تشربها أمام والديك؟
وأكدوا أن الظاهرة المشتركة في كل المدارس هي وجود مدخن بين كل خمسة طلاب، أي أن نسبة الطلبة المدخنين في المدارس تزيد على 20٪.
«الإمارات اليوم» التقت عدداً من الطلبة المدخنين من المدارس التي انطلقت منها الحملة للتعرف إلى اسباب إقبالهم على التدخين.
وحدات للإقلاع عن التدخين أفادت هيئة الهلال الأحمر بأنها أطلقت أنشطة وفعاليات عدة للتوعية بأضرار التدخين وأنجح السبل للإقلاع عنه، وتضمنت الأنشطة تنظيم حملة للإقلاع عن التدخين للحد من هذه الظاهرة والتعريف بأضرارها الصحية والاجتماعية. وأكدت أن برنامج الوقاية من الإدمان من البرامج الدائمة التي تنفذها الهيئة على الساحة المحلية، ويتضمن التوعية بمخاطر التدخين باعتباره من المهددات الرئيسة للصحة والمجتمع وطرق مكافحته والإقلاع عنه. وأشارت إلى انها أنشأت وحدات للإقلاع عن التدخين في مدارس الدولة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمناطق التعليمية، بالإضافة إلى تكوين مجموعة «سفراء الهلال للوقاية من الإدمان» من القيادات الطلابية، لتوعية أقرانهم بمضار التدخين والإدمان وكيفية الإقلاع عنه، وتم تأهيل نحو 400 عنصر من الكوادر الشبابية من الجنسين ليتولوا مهمة توعية أقرانهم في المجتمعات المدرسية والجامعية، وحثهم على الإقلاع عن التدخين. فريق مكافحة أكدت هيئة الصحة في أبوظبي أنها أسست فريق عمل لمكافحة التبغ، يتألف من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وأبوظبي للإعلام، ومجلس أبوظبي للتعليم، ومجلس أبوظبي الرياضي، وبلدية أبوظبي، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، ودائرة التنمية الاقتصادية، وبرنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي، والشرطة المجتمعية وهيئة البيئة. وفي هذا الفريق يعمل كل حسب اختصاصه على تطبيق قانون مكافحة التبغ، بما يشمل رصد تعاطي التبغ وسياسات الوقاية منه، وعرض المساعدة على الإقلاع عنه، والتحذير من أخطاره وحظر كل أشكال الترويج له، وحظره في الأماكن العامة. |
الطالب (أ.ع) من مدرسة محمد بن خالد الثانوية، وعمره 17 سنة، قال «لجأت الى التدخين منذ أربع سنوات من خلال مجموعة من أصدقائي، الذين أغروني بسيجارة بدافع أننا أصبحنا رجالاً، وأوهموني بأنها تزيل الهموم، ورغم ادراكي التام لأضرارها وعدم وجود أي فائدة من ورائها، إلا أنني دخنتها وأصبحت عادة لدي لا أستطيع الانقطاع عنها».
فيما يرى (ش.م) طالب بالصف العاشر في مدرسة الرواد النموذجية، أن حب الاستطلاع والفضول دفعه لتجربة المدواخ العام الماضي، وعلى الرغم من تعرضه للتوبيخ من قبل ذويه، إلا ان ذلك لم يحقق أي نتيجة إيجابية، مشيراً إلى انه يدخن السجائر مع أصدقائه.
أما (خ.ع) الطالب بالصف الـ12 في مدرسة أبوظبي الثانوية، فأكد أنه يدخن منذ كان في الصف الثامن، ولم يواجه أي مشكلات اسرية لأن والده وكل إخوته مدخنون، وأن النصيحة التي تلقاها كانت عدم الاكثار من التدخين.
وأوضح الطالب (ي.أ) أنه يدخن على الرغم من أنه يمارس الرياضة باستمرار، مشيراً إلى انه قرر أكثر من مرة التوجه إلى عيادات مساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين، إلا أنه تراجع، خصوصاً أنه يدخن بغير علم ذويه.
مشكلة اجتماعية
من جانبه، أكد معلم اللغة العربية، أحمد الخولاني، أن الطلبة يتعلمون التدخين عند رؤية الكبار يدخنون دون مبالاة، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة أصبحت مشكلة اجتماعية واقتصادية وصحية بدأت تظهر آثارها جلية في المجتمع، وأن القضاء عليها يحتاج إلى تضافر الجهود من جميع فئات المجتمع باعتبارها آفة تهلك الكثير من البشر وتدمر مستقبل أبنائنا.
فيما قالت معلمة التاريخ، أم وليد، أن التدخين في المدارس أصبح عادة سيئة خصوصاً بعد انتشاره بين طالبات، معربة عن أسفها لتنامي هذه الظاهرة وزيادة تأثيراتها الصحية المهلكة في المدخنين، مطالبة بضرورة تكثيف برامج توعية الرأي العام في المجتمع بمدى خطر هذه الظاهرة التي تفتك يوماً بعد يوم بمتعاطيها اقتصاديا وصحيا.
وأكد معلم علم النفس، أيمن الحداد، أن بعض الطلاب يعتبرون التدخين وسيلة لتحقيق الذات والتمرد على الأسرة والمجتمع، وأن شعور الطالب بالإحباط وعدم القدرة على تغيير الواقع الاجتماعي يدفعانه إلى التدخين لإثبات الذات والثقة بالنفس والإحساس بالأمان الداخلي، للتخلص من عقدة النقص وإخفاء الشعور بالخجل والارتباك.
وقال «الأسرة تلعب دوراً أساسياً في التأثير في الشباب المراهقين، وإذا كان أفراد الأسرة من المدخنين فستنتقل عدوى التدخين إلى أبنائهم، لأن الأطفال يتأثرون بالبيئة المحيطة بهم»، داعياً أفراد الأسرة إلى الإقلاع عن التدخين وعدم التدخين أمام أطفالهم حتى لا يتأثروا بهم.
ولفت إلى أن انتشار التدخين بين الطلاب وراءه عوامل اجتماعية منها مصاحبة المدخنين وعدم الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ، إضافة إلى التشبه بذويهم.
إلى ذلك، أكد مجلس أبوظبي للتعليم وجود محاضرات تنظمها المدارس لتوعية الطلبة بأضرار التدخين وأنواعه وأسبابه وكيفية تجنبه ومقاومته وكيفية الإقلاع عنه، لما له من آثار سيئة في الفرد والمجتمع، مشدداً على أن المدرسة بجانب دورها التربوي هي أداة اجتماعية مؤثرة تستخدم لغرس العادات الصحية والقيم الاجتماعية الملائمة بين الطلاب، فهي تعمل على تنشئة المتعلم تنشئة متكاملة وسليمة تساعده على مواجهة المشكلات، لافتاً إلى منعه المعلمين من التدخين داخل أي مكان في المدرسة، ليكونوا قدوة حسنة للطلاب.
وأشار المجلس إلى أن برنامج «فواصل» الذي أعلن عنه المجلس أخيراً بالتعاون مع المركز الوطني للتأهيل، للوقاية من الإدمان، من خلال تطبيق برامج توعية ونشاطات وقائية للتصدي لآفة إدمان المخدرات والتبغ والسلوكيات الخطرة، ويستهدف الطلبة من سن 12 إلى 14 عاماً، إضافة إلى آبائهم والهيئات الإدارية والتدريسية، سيكون له أثر كبير في مكافحة آفة التدخين
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news