ناقشت أضرار التدخين وتأثيراته السلبية على المجتمع

«العيادة الذكية»: التبغ الممضوغ يسبب سرطان الشفتين واللسان

ارتفاع نسبة الإقلاع عن التدخين بعيادات هيئة الصحة إلى 17% العام الماضي. من المصدر

ناقشت العيادة الذكية في هيئة الصحة في دبي، أمس، أضرار التبغ المختلفة وتأثيراته السلبية على صحة الفرد والمجتمع بشكل عام، والخدمات التي تقدمها الهيئة لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين، محذرة من خطورة التبغ الممضوغ الذي يحتوي على مواد كيميائية تتسبب في سرطان الشفتين واللسان والفم.

وتفصيلاً، شارك في العيادة الذكية التي نظمتها الهيئة بمناسبة اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين، أخصائي طب المجتمع مدير مركز الخدمات الوقائية الدكتور سامي مانع بن أحمد، واستشاري طب الأسرة رئيس شعبة الأمراض الحادة والمزمنة بقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتورة حنان عبيد.

300 حملة صحية

استعرضت العيادة الذكية جهود التوعية التي تقوم بها هيئة الصحة في دبي، لنشر الوعي الصحي بأضرار التبغ وآثاره السلبية، مشيرة إلى حملات التوعية الصحية التي نفذتها الهيئة خلال العام الماضي، التي وصل عددها إلى 300 حملة صحية استفاد منها أكثر من 40 ألف شخص على مستوى الدولة، كما تم تنفيذ 20 ورشة عمل للتوعية بمضار التدخين بمختلف المدارس الحكومية والخاصة في دبي، واستفاد منها أكثر من 1200 طالب.

وأوضح الطبيبان أضرار التدخين الذي يعد أحد أخطر الأسباب الرئيسة للعجز والوفاة، إذ يحتوي دخان مادة التبغ على أكثر من 4000 مادة كيميائية، بينها 250 مادة سامة وأكثر من 50 مادة مسرطنة، محذرين من أن التدخين يتسبب في أمراض القلب والشرايين، وأمراض الرئة والجهاز التنفسي، والسكتة الدماغية، وأمراض اللثة والأسنان، وهشاشة العظام، وأمراض الغدة الدرقية، وقرحة المعدة والاثنى عشر.

ولفتا إلى أن تدخين المدواخ لا يقل ضرراً وخطورة عن السجائر والشيشة، لاحتوائه على نسبة عالية من مادة التبغ، مشيرين في الوقت ذاته إلى خطورة التبغ الممضوغ الذي يحتوي على العديد من المواد الكيميائية التي تتسبب في سرطان الشفتين واللسان والفم، كما تشير الدراسات إلى وجود صلة قوية بين التبغ الممضوغ وسرطان البنكرياس.

وأشارا إلى تأثير التدخين على المرأة ودوره الكبير في سرطان عنق الرحم، واضطرابات ومشكلات الإخصاب والإجهاض، والولادات المبكرة، ونقص وزن الطفل عند الولادة، إضافة إلى تأثيره السلبي على الأطفال وتسببه في الالتهاب الرئوي الحاد، والتهاب الشعب الهوائية والموت المفاجئ.

وطالبا بضرورة التفكير الجاد للإقلاع عن التدخين الذي يتسبب في وفاة ستة ملايين شخص حول العالم سنوياً ــ حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية ــ وهو رقم مرشح للارتفاع إلى ثمانية ملايين عام 2030 ما لم يتم مضاعفة جهود التوعية في هذا المجال.

واستعرض الطبيبان الخدمات التي تقدمها عيادات الإقلاع عن التدخين في هيئة الصحة في دبي، الموجودة في مركزي البرشاء والطوار الصحيين، مشيرين إلى أن نسبة الإقلاع عن التدخين لدى المراجعين ارتفعت إلى 17% العام الماضي، بعد أن كانت 14% عام 2013، بسبب مستوى ونوعية وجهود العيادة التي يعمل بها كادر طبي مؤهل متخصص ومرخص من منظمات عالمية في هذا المجال.

وأوضحا أن من هذه الخدمات: تقييم حالة المريض، والتعرف إلى درجة إدمانه على النيكوتين، وإجراء الفحوص المتعلقة بقياس أول أكسيد الكربون في الرئة، وقياس وظائف الرئة، والمؤشرات الصحية كالوزن وضغط الدم وأشعة الصدر، وتخطيط القلب والفحوص المخبرية، وتقديم المشورة للعميل حول أنسب الطرق للإقلاع عن التدخين بعد التعرف إلى الرغبة الحقيقية في الإقلاع عن التدخين.

ولفتا إلى أن من أعراض الانسحاب عن التدخين الجفاف المؤقت للفم واللسان والصداع، واضطرابات النوم والشعور بعدم الاستقرار، والإجهاد، وزيادة النهم للأكل، والتوتر والانفعال، إضافة إلى السعال، ناصحين بأهمية ممارسة النشاط البدني للتخفيف من الانفعالات والتوترات للتغلب على الرغبة في التدخين، والإكثار من شرب الماء والسوائل، واستشارة الطبيب عند الحاجة لذلك، وعدم مخالطة المدخنين لتجنب مضاعفات التدخين السلبي الذي يتسبب في وفاة 600 ألف شخص على مستوى العالم، حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.

وقالا إن من فوائد الإقلاع عن التدخين مع مرور الزمن، انخفاض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم، وارتفاع مستوى الأكسجين إلى المستوى الطبيعي خلال ثماني ساعات من بدء الإقلاع عن التدخين، وانخفاض احتمالات الإصابة بالسكتة القلبية بعد 24 ساعة، وتحسن الدورة الدموية، وتحسن وظائف الرئة لدرجة تصل إلى 30% تقريباً خلال فترة من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، وانخفاض معدلات الكحة والانسدادات الأنفية والتعب وقصر التنفس، وتحسن قدرة الجسم بصورة عامة خلال شهر إلى تسعة أشهر، وانخفاض احتمالات الإصابة بمرض القلب التاجي بنسبة 50% خلال سنة من الإقلاع عن التدخين، وانخفاض مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية إلى الحد الطبيعي خلال خمس سنوات، وانخفاض معدل الوفاة بسبب سرطان الرئة الى النصف، وانخفاض احتمالات الإصابة بسرطان الفم والحنجرة والكلى والمثانة والبنكرياس خلال 10 سنوات، وانخفاض احتمالات الإصابة بمرض القلب التاجي، لتصبح مثل غير المدخنين خلال 10 سنوات.

تويتر