برنامج لصرف الدواء لمعاقي السمع والبصر

خولة الشرهان: «البرنامج يتضمن إرشادات حول تعاطي الجرعات الدوائية بصورة سليمة».

صممت مديرة الصيدلية والرقابة الدوائية في منطقة رأس الخيمة الطبية، الدكتورة خولة محمد عبدالله الشرهان، برنامجاً إلكترونياً يستخدم لغة الإشارة لصرف الأدوية لمعاقي البصر والسمع، ضماناً لتعاطيهم الجرعات الدوائية بالطريقة السليمة التي تحقق لهم الفاعلية العلاجية، وتمنع عنهم الأخطاء الضارة بالصحة، من خلال شرح طريقة تعاطي الجرعة العلاجية، إضافة إلى تخزين الدواء، والأعراض المرضية الجانبية المحتملة.

وتعدّ المواطنة الدكتورة خولة محمد الشرهان، من أولى المواطنات اللاتي اغتربن من أجل العلم، إذ امتدت دراستها في جامعة القاهرة خمس سنوات، إذ حازت عام 1996 درجة البكالوريوس في الصيدلة، لتتبوأ بعدها مواقع وظيفية عدة، مثل إدارة المستودعات الطبية، ومديرة الصيدلية والرقابة الدوائية في منطقة رأس الخيمة الطبية، إذ تندرج ضمن مسؤولياتها الوظيفية الآن مراقبة وتفتيش 120 صيدلية تابعة للقطاع الخاص، للتأكد من التزامها بمدى تطبيق النظم والقوانين المفروضة من قبل وزارة الصحة.

وتميزت مسيرة الشرهان بطموحات أكاديمية ومبادرات خدمية، إذ ركّزت خلالها على تأهيل نفسها وتطوير قدراتها المهنية، ففي عام 2001 حصلت على دبلوم تخصصي في جامعة بلفاست بإيرلندا، وفي عام 2014 نالت درجة الماجستير في جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم.

وفي الآونة الأخيرة اتجهت لمساعدة المعاقين، من خلال تصميم البرنامج الإلكتروني لصرف الأدوية لمعاقي البصر والسمع، إذ تشرح الشرهان البرنامج قائلة إن: «البرنامج هو الرسالة التي حصلت بها على درجة الماجستير، إذ يعدّ الأول من نوعه، ويعزّز أهداف القانون الاتحادي رقم (29) بشأن حقوق المعاقين، حيث تنص المادة (7) منه على أن تكفل الدولة للمعاق ممارسة حقه في التعبير وإبداء الرأي باستخدام لغة الإشارة وغيرها من طرق التواصل، وحقه في طلب المعلومات وتلقيها على قدم المساواة مع الآخرين الأصحاء».

وأشارت إلى أن «البرنامج الذي تم تصميمه بالتعاون مع جمعية الإمارات للمعاقين، يقدم الإرشادات التي تعين المعاق عند صرف الدواء له، وترشده إلى تعاطي الجرعات الدوائية بصورة سليمة، فإذا كان من فئة المعاقين بصرياً، فإن عملية الشرح تتم من خلال تسجيل صوتي في أقلام صنعت خصيصاً لهذا الغرض، وتعمل من خلال أشرطة يمكن لصقها على عبوة الدواء، ويتطلب الأمر أن يكون القلم الناطق بمعية المعاق بصورة دائمة حتى يتسنى له تنفيذ الإرشادات الدوائية».

أما إذا كان الشخص يعاني إعاقة سمعية، فإنه في هذه الحال يشاهد الإرشادات الدوائية بلغة الإشارة على شكل مادة مسجلة في جهاز فيديو يشارك في أدائها تمثيلياً شخص من ذوي الإعاقة، وفي حال أن الصيدلي مدرك للغة الإشارة، فإنه يتولى هو بنفسه مهمة شرح الإرشادات الدوائية للمعاق مباشرة.

وانطلاقاً من مبادرتها الصحية التي تأخذ في الحسبان احتياجات ذوي الإعاقة، تحرص الشرهان على ترسيخ ثقافة صرف الدواء بلغة الإشارة على نطاق واسع، بهدف تمكين فئة المعاقين من تعاطي الجرعات الدوائية من غير صعوبات تتهدّد صحتهم، ومن أجل ذلك الهدف نظمت العديد من ورش العمل والمحاضرات، بمشاركة مجموعة من الصيادلة، بالتعاون مع شركة الخليج للصناعات الدوائية (جلفار)، معربة عن أملها أن يدرج البرنامج ضمن معايير تحديد الكفاءات التي تؤهل للعمل في مهنة الصيدلة، ليس على مستوى الإمارات فحسب، بل على نطاق أوسع.

وأكّدت الشرهان أن «معايير التقييم والرضا التي صاحبت تطبيق البرنامج، من خلال استبيان شاركت فيه الفئة المستهدفة (ذوو الإعاقة) بلغت نسبة 90%».

تويتر