«حماية البيئة والتنمية»: لم ترد إلينا شكوى

سكان في رأس الخيمة: قاذورات وسلاحف نافقة ولخمة سامة على الشاطئ

صورة

شكا سكان في منطقة شعم في رأس الخيمة تلوث مياه البحر، بسبب ممارسات صيادين من جنسيات دول آسيوية، ومن هذه الممارسات «التبرز»، وإلقاء السلاحف النافقة وأسماك اللخمة السامة على الشاطئ، مشيرين إلى أن هذه السلوكيات حرمت أسراً في المنطقة الاستمتاع بالتنزه على الشاطئ، وطالبوا بتنظيم حملات نظافة، وتكثيف الرقابة على الشواطئ، وفرض عقوبة صارمة على كل من يضبط وهو يمارس عملاً يؤدي إلى تلوث البحر.

من جانبها، أفادت هيئة حماية البيئة والتنمية في الإمارة، بأنها لم تتلق شكوى بهذا الشأن، مؤكدة استعدادها لتقديم الخدمات التي تقع في نطاق اختصاصها.

وتفصيلاً، قال سيف درويش، من سكان منطقة شعم، إن الشاطئ تحول إلى «مزبلة»، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، بعد أن كان قبل سنوات مصيفاً يأتيه سكان من مختلف مدن الدولة، للاستمتاع بجمال الطبيعة ونقاء مياه البحر.

وأضاف: «الشاطئ لم يعد كما كان في السابق، فقد بات مهملاً بلا رقابة، ما دفع عمالة من جنسيات دول آسيوية إلى رمي مخلفاتها فيه من دون خوف من المساءلة القانونية، والأكثر أن منهم من يتمادى ويتخذه مكاناً للتبرز، نتيجة عدم وجود حمامات في مساكنهم في ميناء الصيد».

وذكر علي محمد القاضي، الذي يقيم بالقرب من شاطئ البحر، أنه كان قبل سنوات يهتم بالذهاب إلى الشاطئ يومياً، وأحياناً أكثر من مرة في اليوم، رغبة منه في الاستمتاع برؤية مشهد البحر، سواء كان هادئاً أو هائجاً، لكن تلك الصورة الجملية تشوهت ملامحها، فلم يعد الشاطئ وجهة جاذبة له أو لغيره من الناس، والسبب في ذلك واضح، وهو وجود كميات كبيرة من الأوساخ والقاذورات على امتداد الشاطئ.

وأضاف أن «التلوث الذي يتعرض له الشاطئ لا يقتصر على زجاجات المياه والعصائر الفارغة الملقاة بكثافة، وإنما هناك أشياء تصنف بأنها تضر بصحة الإنسان، مثل الرائحة الكريهة التي مصدرها مجموعة من السلاحف النافقة، وأسماك اللخمة السامة التي يرميها عمال الصيد، أثناء ممارستهم الصيد بما يعرف بـ(الضغوة)، كما توجد على الشاطئ العديد من الإطارات التالفة، وأكياس البلاستيك، وكميات من الطابوق».

وقال صالح أحمد الحلي، من سكان المنطقة، إن «شاطئ شعم يصنف واحداً من أكثر الشواطئ روعة في المنطقة، فهو مستوٍ، ويمنح المرء فرصة لرؤية واضحة تصل إلى أعماق البحر، ونتيجة لتلك المزايا الطبيعية الخلابة كان يأتي إليه السياح من دول عدة، يسبحون ويستمتعون بالمظهر الخلاب، ويلتقطون الصور التذكارية، لكن الأوساخ التي تملأ المكان حالياً تحول دون الاستفادة من الشاطئ وجهة سياحية ممتعة».

من جهته، أكد محمد عبدالله علوه (صاحب منشأة صناعية على شاطئ شعم)، أن الأسر لم تعد تأتي إلى الشاطئ للنزهة وممارسة رياضة المشي، كما كانت الحال في السابق، بسبب النفايات والرائحة النتنة، التي مصدرها السلاحف وأسماك اللخمة التي تهدد الزوار بأشواكها السامة، لذلك امتنع السكان عن الحضور إلى الشواطئ، وإن جاء أحد منهم، وهذا نادر، فإنه يظل في سيارته مغلقاً الأبواب والنوافذ، خشية الروائح الكريهة.

بدورها، قالت (أم أحمد) إن الشاطئ في الماضي كان المكان المفضّل الذي تصطحب إليه أطفالها في عطلة نهاية الأسبوع، للاستحمام والجري على الرمال الناعمة البيضاء، ومشاهدة طرادات الصيد وهي تمضي بهدوء عائدة إلى مراسيها، مضيفة: «الآن الشاطئ لم يعد كما كان، فقد بات ساحة للإهمال وسوء التصرف، فالأوساخ مبعثرة في كل مكان، والروائح الكريهة تزكم الأنوف، ومعظم الأسر أصبحت تمتنع عن الذهاب إليه».

وأشارت إلى أنه لاتزال هناك فرصة لإعادة شاطئ شعم إلى مكانته، لكن ذلك يحتاج قليلاً من الجهد من قبل الجهات المختصة.

في المقابل، حاولت «الإمارات اليوم» الحصول على رد من هيئة حماية البيئة والتنمية في الإمارة، حول تلك الشكاوى، فجاء ردها: «لم يتقدم أحد بشكوى إلى الهيئة، ويرجى مخاطبة المشتكي إن كان قد قام بتقديم طلب إلى الجهات المعنية أو الهيئة ولم يلق اهتماماً، وعلى الرغم من أنه لم ترد إلينا شكوى بهذا الخصوص، لكن نحن مستعدون لتقديم الخدمة في نطاق اختصاصات الهيئة».

تويتر