تحتاج إلى زراعة خلايا جذعية بـ 400 ألف درهم خارج الدولة
سرطان نادر في الجلد يهدّد حياة «أم علي»
بدأت معاناة (أم علي ـ سودانية - 46 عاماً) مع سرطان نادر يصيب الجلد «متلازمة سيزاري» والغدد اللمفاوية، منذ أربع سنوات، وهي تحتاج إلى زراعة خلايا جذعية، وجرعات من العلاج الإشعاعي والكيميائي بمستشفى أبندروف الجامعي في ألمانيا، وذلك في أسرع وقت ممكن، لأن جسدها بات لا يستجيب لجلسات العلاج الكيميائي وحياتها أصبحت مهددة بالخطر، في ظل مخاوف من انتشار المرض في جسدها، وتبلغ كلفة العلاج في ألمانيا 400 ألف درهم، لكن إمكاناتها المالية لا تسمح بتوفير المبلغ، وتناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتها في تدبير المبلغ.
وأكدت تقارير طبية صادر عن مستشفى الشيخ خليفة في أبوظبي، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، أن «المريضة خضعت لفحوص في المستشفى، وأظهرت النتائج تضخماً في العقد الليمفاوية والكبد والطحال، مع وجود احمرار في الجلد، كما أظهرت سرطاناً جلدياً يدعى (متلازمة سيزاري)، وقد خضعت لـ30 جلسة علاج كيميائي، وتوقفت أخيراً عن العلاج بسبب ظهور مضاعفات أدت إلى ارتفاع في أنزيمات الكبد، وحالياً لم يعد أمامها وسيلة للقضاء على المرض نهائياً سوى إجراء عملية عاجلة لزراعة خلايا جذعية في أقرب وقت ممكن، إضافة إلى علاج إشعاعي وكيميائي مكثف، يستمر من 14 إلى 21 يوماً، مع متابعة دورية في قسم الجلدية».
وروت (أم علي) لـ«الإمارات اليوم» قصة معاناتها مع المرض قائلة: «في ديسمبر من عام 2013، لاحظت وجود حبوب حمراء منتفخة أسفل جلد اليدين، وظننت أنها شيء عابر لاسيما أنها كانت تظل فترة ثم تختفي من تلقاء نفسها، وكانت التوقعات تشير إلى أنني أعاني حساسية في جسدي، وقد تناولت علاجاً للحساسية عبارة عن كريم يوضع على الحبوب».
وقالت: «ازداد الأمر سوءاً بعد أسبوعين، إذ بدأت الحبوب المنتفخة في الظهور بشكل أكبر، وانتشرت في الجسم بالكامل، الأمر الذي أثار قلقي، وتوجهت إلى أحد المستشفيات في أبوظبي، وتم إعطائي مجموعة من الأدوية والمسكنات بناء على فحوص وتحاليل مخبرية، لكن وضعي كان لا يجدي معه العلاج المؤقت، إذ أصبت بتعب شديد، وضعفت قدرتي على المشي لمسافات طويلة، إضافة إلى أن حجم الحبوب كان يزداد جداً وأحياناً تنفجر وتنزف مادة ما».
وأضافت (أم علي): «نصحني المقربون بالذهاب إلى قسم الجلدية بمستشفى خليفة في أبوظبي، حيث أعيدت الفحوص الطبية، وتم أخذ عينة من الدم وإجراء التحاليل المخبرية، واكتشف الطبيب المعالج إصابتي بمرض سرطاني نادر في الجلد يدعى (متلازمة سيزاري)، ونصحني بسرعة تلقي العلاج والبدء فوراً في أخذ جلسات الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية».
وأكملت: «بعد التأكد من إصابتي بالمرض لم أتمالك نفسي، وأجهشت بالبكاء حتى سقطت مغشياً عليّ، بعدها تمت تهدئتي وتمكنت من العودة إلى المنزل، وفضلت إخفاء الخبر عن أهلي في السودان حتى لا يصابوا بصدمة، حيث أنني المعيلة الوحيدة لهم بعد وفاة والدي عام 1999 ولحقت به والدتي بعد عام واحد من رحيله».
وتابعت (أم علي): «كنت قليلة الاتصال بأخواتي، بسبب خضوعي لجلسات العلاج الكيميائي، التي تجعلني أتألم لأيام، ما جعلهم يشعرون بالقلق، وأحسوا بأنني أخبئ شيئاً عنهم، لكنني اكتفيت بإبلاغ أختي الصغرى التي تبلغ من العمر 27 سنة وطلبت منها الدعاء لي، وقد كانت صدمتها كبيرة، دفعتها إلى القدوم للإمارات في اليوم التالي مباشرة من إخبارها، لإصرارها على مرافقتي خلال العلاج». وواصلت: «نصحني الأطباء المعالجون بالبحث عن علاج في غضون شهر على الأكثر، بأحد المستشفيات المتخصصة في الأورام خارج الدولة، لعدم توافر أي علاج أو أي خبرة في هذا المرض السرطاني النادر جداً داخل الدولة، إذ تبلغ نسبة حدوثه نصفاً في المليون، أي إصابة فرد واحد بين كل مليوني شخص». وذكرت: «بالفعل خاطبت مستشفيات عدة خارج الدولة، وأرسلت إليها صوراً للتحاليل والأشعة، كما تحدثت مع أطباء من جنسيات مختلفة، وتبين أخيراً أن العلاج، وهو زراعة خلايا جذعية، متوافر بأحد المستشفيات المتخصصة في ألمانيا، وتبلغ كلفته 400 ألف درهم».
وقالت (أم علي): «أصبحت أعيش في قلق وحزن مستمرين في ظل الظروف التي أمرّ بها، ولم يعد أمامي سوى الدموع والدعاء ليل نهار، فأنا لا أملك كل هذا المبلغ، إذ أعمل في قطاع خاص براتب 21 ألف درهم، يذهب منه شهرياً 3200 درهم لإيجار المسكن، و5000 درهم أرسلها إلى أهلي، وأسدد 4500 درهم لقرض بنكي».
وناشدت أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء مساعدتها في تأمين كلفة العلاج في ألمانيا قبل فوات الأوان، خصوصاً أن حالتها تسوء يوماً بعد يوم.