تجاوزت إعاقتها السمعية والذهنية وأبدعت في المشغولات اليدوية

حصة تسخّر حواسها في صناعة السجاد

حصة المندوس في مشغل صناعة السجّاد. تصوير: أسامة أبوغانم

تجاوزت الطالبة المواطنة حصة المندوس، التي تعاني مشكلات سمعية وذهنية، قيود الإعاقة، وأطلقت طاقتها الكامنة لتبدع في صناعة السجاد، وفن الخياطة والتطريز، وصناعة ملابس الأطفال، والإكسسوارات، والحقائب، حتى باتت واحدة من أفضل الصناعيين في المجال خلال السنوات الأربع الماضية، منذ أن بدأت تعلّمها المهنة في مركز عجمان لرعاية وتأهيل المعاقين.

ووفقاً لمديرة المركز، موزة النعيمي، فإن للمندوس لمسة فنية شرقية، وهي مبتكِرة وتتحلى بذوق رفيع، ما أضاف إلى مشغولاتها لمسات خاصة، ابتعدت من خلالها عن التكرار النمطي لبعض الأشكال التي يمارسها الصناعيون المحترفون.

وأشارت النعيمي إلى أن حصة طالبة في قسم التأهيل، ويشهد معلّموها، منذ التحاقها بالمركز، بخلقها وأدائها ما يُطلب منها على أكمل وجه، وهي متميزة، ويُعتمد عليها في قيادة مجموعتها من الطالبات، وتمثيلهن في المشاركات الداخلية والخارجية.

وأكدت أن مشغولات حصة انتشرت في أماكن مختلفة، ونالت إعجاب زوار المعارض، مبينةً أنها شاركت في العديد من المسابقات والمناسبات والمعارض، كان آخرها معرض «التاجر الصغير» الذي أقيم في دبي، أخيراً، وحققت فيه مبيعات وانتشاراً جيدين. لافتة إلى أنها فازت بجائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي في الدورة الـ،17 فئة الطالب المتميز من ذوي الإعاقة، مؤكدة أنها تنافس المحترفين في المهنة وليس الهواة.

وتوقعت النعيمي تطوير قدرات حصة ومنتجاتها لتصبح جاهزة لدخول السوق، والاعتماد على نفسها والحصول على دخل خاص بها، لافتة إلى أن ورشة الحقائب التي تشارك فيها تورّد منتجاتها إلى السوق المحلية، وتحقق دخلاً جيداً.

ووفقاً لها، فإن «حصة تفضل صناعة السجاد، وتجيد العمل على (النول)، وتهوى العمل في الخياطة والتطريز، لاسيما ملابس الأطفال». وأشارت إلى أن التأهيل المهني يشكل جزءاً بسيطاً من نشاط المركز، لكن اهتمام الطالبات ورغبتهن في العمل جعلاهن يُتقن الحرفة، مشيرة إلى أن تدريب حصة لم يأخذ أكثر من شهرين، كانت قادرة خلالهما على تعلّم الأساسيات وتطوير نفسها في ما بعد بمساعدة المدربين.

وتقضي حصة، البالغة من العمر نحو 25 عاماً، أربع إلى خمس ساعات يومياً بالعمل في صناعة السجاد أو الأعمال المهنية الأخرى.

وأكدت النعيمي أن قدرات أصحاب الإعاقة يمكن استثمارها في الإنتاج، على نحو يجعلهم أكثر اعتماداً على أنفسهم، ويمنحهم مزيداً من الثقة بقدراتهم، ويدعم إحساسهم بالرضا، خصوصاً حال كان النشاط المعتمد ملائماً لطبيعة الإعاقة، وبوجود مدربين مؤهلين.

تويتر
log/pix