المواقع الإلكترونية الإخبارية تستقطب الجمهور في الإمارات ومصر والمغرب والسعودية

تقرير: قرّاء المطبوعات الورقيـة يتجهون إلى المنصات الرقمية

الهاتف يحتل المرتبة الثانية بعد الإنترنت بديلاً لتلقي الأخبار. تصوير: أشوك فيرما

كشف الإصدار الرابع من تقرير «نظرة على الإعلام العربي 2011-2015»، أن 45٪ من القراء يستخدمون المطبوعات الورقية فقط في قراءة الأخبار، مقابل 14.4٪ يستخدمون المواقع الإلكترونية والمطبوعات بالتساوي كوسيلة في متابعة أهم الأحداث، موضحاً أن ثمة دلائل واضحة على اتجاه قراء المطبوعات الورقية الى المنصات الرقمية في المنطقة.

وأظهر التقرير في مقارنته بين وسائل قراءة الاخبار بعيدا عن المطبوعات ان نحو 41٪ من الجمهور يستخدمون مواقع الانترنت وسيلة بديلة لقراءة الأخبار، فيما يحتل الهاتف النقال المرتبة الثانية بعد الانترنت، إذ يستخدمه 21٪ لتلقي أهم الاخبار عبر التنبيهات النصية.

وأشار التقرير الذي حمل عنوان «الإعلام العربي: الانكشاف والتحول»، إلى أن ناشري الصحف والمجلات اتجهوا أخيرا للاستفادة من الفرص التي توفرها المنصات الرقمية عبر الإنترنت.

وقدمت المديرة التنفيذية لنادي دبي للصحافة، مريم بن فهد، خلال مؤتمر صحافي، أمس، عرضاً شاملاً لأبرز المعطيات والأرقام التي خلُص إليها التقرير الذي يسلط الضوء على الاتجاهات الإعلامية عبر 17 دولة.

وقالت بن فهد إن الإصدار الرابع للتقرير وسع نطاق التغطية ليشمل دولتين جديدتين هما العراق وليبيا، فيما أجرى بحوثاً معمقة في أربع دول هي مصر والمغرب والسعودية والإمارات، بالإضافة الى إدراج أربعة أنواع رئيسة على محتوى البحوث شملت المسلسلات التلفزيونية والسينما والرياضة والموسيقى.

واعتبرت أن التقرير يهدف الى مساعدة المعنيين في قطاع الإعلام في تحقيق فهم أعمق للتأثيرات المحتملة على القطاع في الأعوام المقبلة، لافتة إلى انه على الرغم من أن التحليل يأخذ بالحسبان البيئة الاقتصادية والسياسية في الدول التي شملها التقرير، إلا أن مخاطر التراجع لاتزال قائمة، نظراً لأن القطاع الإعلامي في بعض الدول يمر بمرحلة إعادة تشكيل.

وأشار التقرير الى نجاح المواقع الإلكترونية الإخبارية التقليدية في استقطاب الجمهور، لاسيما في الدول الاربع التي اجريت فيها بحوث التقرير، إذ هيمن موقع صحيفة «المصري اليوم» في مصر على المواقع الإخبارية الأكثر متابعة بنسبة 36٪ مقابـل 1.1٪ لموقع صحيفة «الأهرام».

أما في السعودية فهيمنت مواقع القناتين الاخباريتين «العربية» و«الجزيرة» على أكبر مشاهدة في المملكة.

وبالنسبة لقطاع التلفزيون اشار التقرير إلى نجاح مؤسسات البث التلفزيوني في المنطقة العربية لاسيما «إم بي سي» في بسط هيمنتها على أسواق المنطقة باستثناء مصر التي احتلت فيها القنوات المحلية وعلى رأسها قنوات «الحياة» التي سجلت أعلى نسبة في استقطاب الجمهور.

واشتمل التقرير على دراسة حول نوع المحتوى التلفزيوني، أظهرت أن البرامج الحوارية السياسية كانت الأكثر مشاهدة الى جانب برنامج محبوب العرب «ارب ايدل» الذي استحوذ على اهتمام المشاهد العربي في كل انحاء المنطقة.

واحتل برنامج «الاتجاه المعاكس» المركز الاول في البرامج الأكثر متابعة في الامارات، مقابل برنامج «الحياة اليوم» في مصر، وبرنامج «اخطر المجرمين» في المغرب، وذلك من بين لائحة البرامج التي طرحها معدو الدراسة على شريحة البحث التي شملت 10 برامج تتضمن برامج حوارية وبرامــج اخرى تتعلق إما بالشـؤون النسـائية أو بأخبار الرياضة، وكذلك الثقافة والفنون.

وأكدت الدراسات التي ضمها التقرير أن حجم توزيع المطبوعات يتواصل في الارتفاع، لكن بنسب منخفضة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث يمر القطاع بنقطة تحول ادت الى تسجيل ادنى معدلات النمو له خلال السنوات الثلاث الماضية، الأمر الذي حمل عـدداً قليلاً من الناشـريـن في المنـطقة للتحـول الى المنصات الرقمية.

كما اظهر التقرير انه تجري حاليا اعادة تنظيم غرف الأخبار في بعض مؤسسات المطبوعات ليتم استغلالها على نحو افضل عبر مختلف المنصات.

وأشار التقرير إلى ان المؤسسات العالمية تفكر في الاستثمار في المحتوى الإعلامي الاقليمي، منوها بأن وقت استخدام الانترنت يفوق وقت مشاهدة التلفزيون عند مجموعات عمرية محددة، إذ توفر المنصات الرقمية فرصا فريدة لاستهداف الجمهور في المنطقة. وخلص التقرير الى تفوق المحتوى الاعلامي المحلي على الرغم ان المحتوى الاجنبي مثل برامج المواهب والمسلسلات التركية تواصل استقطاب حصة كبيرة من المشاهدين، في حين ارتفعت حصة الرسوم المتحركة من المشاهدة.

اما بالنسبة للسينما فأشار التقرير الى وجود طلب كبير على الافلام العربية مع زيادة مبادرات التمويل والتفاعل مع الساحة الدولية، فيما لايزال يعاني قطاع السينما صعوبات اقتصادية، كما تحتاج الافلام الجديدة الى وسائل أكثر فعالية لترويجها.

وأكد التقرير ان مشاهدة البرامج الرياضية تحتل نسبة عالية على مستوى المنطقة العربية، مضيفا ان البطولات المحلية تحتاج الى اتباع نهج متوازن بين المواهب الاجنبية والمحلية.

وأشار إلى تزايد الطلب على المحتوى الموسيقي المحلي، في وقت انخفضت فيه مبيعات التسجيلات الموسيقية في المنطقة، إذ يتوقع لها المزيد من الانخفاض مقابل اكتساب المواقع القانونية لتحميل الموسيقى حضوراً متميزاً في الاسواق.

وعلى صعيد التطورات السياسية والاقتصادية التي تواترت خلال العامين الماضيين ومدى تأثيرها في صناعة ومستقبل الاعلام في المنطقة، أشار التقرير الى أن صناعة الإعلام تأثرت بشكل حاد بتراجع الثقة لدى المعلنين، على الرغم من الأداء الاقتصادي الإجمالي القوي على الصعيد الإقليمي.

وأشارت بيانات التقرير الى تراجع الإنفاق على الإعلان عبر المنطقة العربية بمعدل 12٪ عام ،2011 موضحا ان التراجع في الإنفاق على الإعلان بين عامي 2010 ـ ،2011 كان أكبر بكثير في أسواق مصر التي انخفض فيها بنسبة 30٪، فيما تراجع في البحرين بنسبة 45٪، وفي ليبيا بنسبة 45٪. كما توقع التقرير ان يواصل الاعلان الرقمي النمو ليصل الى 10٪ عام ،2015 معتبرا ان تلك نسبة متدنية بالنسبة للوقت الذي يقضيه الافراد في استـخدام الانترنت.

تويتر
log/pix