يجمع موهوبين في مجالات العلوم والاختراعات من مختلف الشرائح العمرية

روح الابتكار تضيء اليوبيـــل الفضي لـ «النادي العلمي»

منتسبو النادي العلمي وجدوا البيئة المناسبة لثقافة الابتكار والاختراع منذ تأسيسه قبل 25 عاماً. تصوير: تشاندرا بالان

تأتي ذكرى مرور 25 عاماً على تأسيس نادي الإمارات العلمي في دبي، العام الجاري، متوافقة مع «أسبوع الابتكار» الذي انطلقت فعالياته الأحد الماضي. وكان النادي نجح في استقطاب مئات المواهب، على الرغم من مقره المؤقت الحالي، قبل انتقاله إلى مقر جديد مطلع العام المقبل. ونجح النادي «الجناح العلمي» لندوة الثقافة والعلوم، في تخريج كثير من المواهب التي حققت نجاحات مهمة للدولة في مشاركاتها الخارجية، سواء الإقليمية أو الدولية. ويمثل النادي الذي يحتفل بـ«اليوبيل الفضي» لتأسيسه، رئة للإبداع العلمي والابتكاري، حيث يفتح النادي أبوابه للانضمام إلى أسرته، سواء عبر المشاركة في ورش ودورات محددة، أو من خلال الاستفادة من الطواقم المحترفة التي تقدم خبراتها لمنتسبيه على مدار العام.

«سابق لزمانه»، هي العبارة التي وصف بها رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، النادي العلمي باعتباره مؤسسة تحفز وتستوعب المواهب العلمية من أنحاء الدولة كافة، مضيفاً: «تأسيس نادٍ علمي تابع لمؤسسة ثقافية قبل 25 عاماً خطوة أقل ما توصف به أنها مستشرفة للمستقبل، وسابقة لزمانها».

ابتكار دائم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/399864.jpg

قال رئيس مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي، الدكتور عيسى بستكي، إن «الابتكار أصبح بفضل مبادرات وتوجيهات القيادة الرشيدة نهجاً دائماً ونمطاً معرفياً، تخطى كونه محصوراً بحالة احتفائية، أو مساحة زمنية بعينها».

وتابع: «أصحاب المواهب العلمية يجدون أنفسهم الآن في بيئة خصبة تحتضن مواهبهم، لذلك على المبدعين استثمار ذلك، من خلال تطوير أدواتهم وقدراتهم العلمية».

واستشهد بستكي بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بشأن «المستحيل»، ووجوب حذفه من قاموس الإماراتيين.


مقر جديد

توقع رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، أن يتضاعف ازدهار النادي العلمي، مع انتقاله إلى مقره الجديد الدائم، مطلع العام المقبل، مستشهداً بتجربة ندوة الثقافة والعلوم.

وأضاف أن «المقر المناسب تصحبه قدرة على القيام بالدور المنوط به على نحو أكثر احترافية، وهذا ما تؤشر إليه تجربة ندوة الثقافة والعلوم، بعد انتقالها من مقرها السابق في شارع الرقة، إلى مقرها الدائم في الممزر، بكل ما صاحب ذلك من إثراء للساحة الثقافية والفنية في الدولة».

وتابع: «أتذكر أول عهدي بندوة الثقافة والعلوم، قبل أن تكون في مقرها الحالي، ومن خلال موقعها في شارع الرقة، حيث كان مثار دهشة بالنسبة لي أن تُقرن الثقافة بالعلوم، في مؤسسة واحدة، وعبرت عن هذه الدهشة، للأديب محمد المر، الذي قال لي سنؤسس نادياً للعلوم قائماً بذاته. وكانت البداية بالفعل بلجنة علمية».

ورأى السويدي أن «النادي العلمي تمكن من توجيه الأنظار وحفزها باتجاه إبداعات وابتكارات الشباب، ومختلف الشرائح العمرية، بما في ذلك الأطفال والناشئة، على نحو ممتاز»، مضيفاً: «حتى في غياب آلية لتسجيل براءات الاختراع، في بعض الفترات، فإن وجود مظلة تعنى بتلك المواهب يبقى بمثابة محفز إيجابي مهم».

من جهته، أبدى رئيس مجلس إدارة النادي العلمي، الدكتور عيسى بستكي، تقديره لمختلف المبادرات المستشرفة للمستقبل، التي تتبناها القيادة الحكيمة للدولة بشأن المعرفة والابتكار، وكان لنادي الإمارات العلمي دور كبير في تنشئة نخبة من الشباب وتدريبهم في مختلف النواحي العلمية، سيراً على نهج دولة الإمارات في تشجيع الابتكار والإبداع.

وقال: «نسعى إلى ما تصبو إليه القيادة الحكيمة في عام الإبداع والابتكار»، مستشهداً بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة (بعد 50 عاماً، سنحتفل بتصدير آخر برميل نفط)».

وشدد بستكي على أن خدمة المجتمع هي سمة جميع المخترعات والابتكارات التي تجد اهتماماً من النادي، موضحاً: «نسعى من خلال هذه الابتكارات والاختراعات إلى خدمة الإنسان، ونتمنى من أبنائنا الطلبة والموهوبين استمرارية التواصل لصقل إمكاناتهم ومواهبهم».

وحول المشاركات الخارجية، أشار البستكي إلى أنها محفز للمواهب، تكسبهم مزيدأً من الثقة بقدراتهم الإبداعية، مبيناً أن «النادي العلمي يشجع أبناءه للمشاركة في المحافل العالمية للاستفادة منها عبر تبادل الخبرات والأفكار والتعاون، واستغلال وقت الفراغ لمزيد من المعرفة، ما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع».

وأكد أن الدورة الصيفية شهدت إقبالاً متزايداً على التسجيل في برامجها، وتم قبول 107 منتسبين، بعد أن تقدم لها 244 شخصاً، وكرم النادي أكثر من 50 منتسباً في الدورة الشتوية، لافتاً إلى أن إدارة النادي العلمي تولي أهمية أكبر لتدريب المنتسبين، وإمدادهم بأساسيات مهمة تنمي مهارات الاختراع والابتكار لديهم، لاسيما أنه تمت إضافة فئة جديدة هذا العام لفئات التدريب تتعلق بـ«الروبوت». وأردف «إننا بصدد استحداث فئات جديدة، لاستيعاب الطاقات الابتكارية للطلاب».

في هذا الإطار، قال أحد منتسبي النادي، الذي قدم العديد من الابتكارات، منها «طائرة بدون طيار»، محمد مطر الشامسي، إن «البيئة التي يوفرها النادي العلمي محفزة وحاضنة للإبداع والابتكار»، مؤكداً أن «روح الفريق الواحد تسود بين منتسبيه، مع روح المنافسة الإيجابية».

وأشار الشامسي، المعروف عنه مشاركته ومساعدته لزملائه في النادي في إنجاز مخترعاتهم الابتكارية، إلى أن التحفيز الذي يوفره النادي بالإضافة إلى البيئة العلمية الملائمة، هما من أهم المقومات التي أسهمت في تضاعف منجزاته، وهو ما تؤشر إليه الابتكارات العديدة التي أنتجتها عقول منتسبيه.

وقالت والدة كل من بشاير وجواهر ومشاعل خليل إن «النادي العلمي كان طريقهن جميعاً مع اختلاف مراحلهن التعليمية، واهتماماتهن العلمية من أجل تنمية مهاراتهن، وتحويل أفكارهن إلى ابتكارات ترى النور»، مشيرة إلى أن بناتها الثلاث تمكّنّ من إنجاز أجهزة ابتكارية في مجالات عدة.

وقال مشرف قسم الكهرباء الإلكترونية في النادي العلمي، المهندس الفرزدق حسن، إن «هناك تنوعاً كبيراً في قدرات وإمكانات منتسبي النادي، على الرغم من الاهتمام المضاعف الذي يجده قطاع الإلكترونيات على وجه الخصوص».

ورأى أن ميول المنتسبين، خصوصاً في مراحل ما قبل الجامعة، تحدد في كثير من الأحيان خياراتهم التخصصية، لافتاً إلى أن كثيرين منهم يختارون تخصصات عملية في قطاع الهندسة، بناء على التحفيز الذي يلاقونه في النادي العلمي.

تويتر