انسحاب ميليشيات التمرّد من مواقع في شبوة.. ومقتل قيادي حوثي مع 5 من مرافقيه

المقاومة تتقدم نحو صنعــــاء.. ومعارك في مأرب والضالــع

صورة

اتسعت المعارك بين المقاومة الشعبية، وميليشيا الحوثي المدعومة بقوات المخلوع صالح، في مثلث الطرق الذي يربط بين مأرب والجوف وصنعاء، حيث شهدت انتشاراً أمنياً كثيفاً واستنفرت الميليشيات الحوثية كل قواتها، مع تقدم الجيش الوطني والمقاومة على تخوم العاصمة وسيطرتها على المزيد من الجبال والمواقع. وفيما أفادت مصادر في المقاومة بمحافظة الضالع بأن 13 عنصراً من ميليشيات الحوثي والمخلوع قتلوا، وكذلك قائد حوثي وخمسة من مرافقيه في مأرب، انسحبت ميليشيات التمرد، من منطقتي الصفراء والسليم في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة.

وتفصيلاً، خلق تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محيط محافظة صنعاء، وسيطرتها على عدد من الجبال والمعسكرات والمواقع الاستراتيجية، حالة من الهلع لدى ميليشيات الحوثي وصالح في صنعاء، وذكرت مصادر يمنية أن العاصمة تشهد انتشاراً أمنياً كثيفاً، كما استنفرت الميليشيات كل قواتها.

وقالت مصادر يمنية إن الميليشيات تعيش حالة هلع، حيث استحدثت نقاط تفتيش عسكرية ونشرت مدرعات في شوارع ومداخل صنعاء، في ظل حالة استنفار قصوى داخل المعسكرات التي يسيطر عليها الحوثيون الذين يقومون بنقل الأسلحة من داخل المعسكرات إلى أماكن مجهولة، ويقومون بوضع المتاريس عند مداخل العاصمة، فيما سيطرت المقاومة والجيش على مواقع استراتيجية جديدة في محيط العاصمة.

وكشفت مصادر قريبة من الانقلابيين أن هناك حالة من التوتر والاستنفار والقلق في أوساط قيادات الانقلاب، خصوصاً المقربة من المخلوع صالح، نتيجة تقدم قوات الشرعية والمقاومة بمساندة التحالف إلى محيط العاصمة التي كان يراهن عليها المخلوع بشدة، بان الشرعية لم تستطع الاقتراب نحو معقله الرئيس، وانه سوف ينقل المعارك إلى مأرب وتعز بعيداً عن العاصمة.

وقال مصدر إن المواجهات أصبحت على بعد نحو 40 كيلومتراً من صنعاء، مضيفاً أن معارك قوية تدور قرب طريق فرضة نِهم، وموقع الصفراء في مأرب.

وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة أكملت سيطرتها على جبل قَرْوَد الاستراتيجي في منطقة نهم شرقي محافظة صنعاء، ضمن عمليات موسعة للمقاومة والجيش الوطني يسعيان فيها لفتح الطريق باتجاه العاصمة صنعاء.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل المواجهات في مديرية نهم القريبة من صنعاء، وتفرض المقاومة والجيش حصاراً على معسكر 314 في منطقة فرضة نهم، وقال قيادي في المقاومة إنه تمت السيطرة على منطقتي جبل اللوز في مديرية خولان، وجبل القرود الاستراتيجي في مديرية نهم على تخوم صنعاء، في خطوة تهدف إلى قطع الإمدادات العسكرية على الحوثيين في صنعاء، والتحضير لمعركة العاصمة.

وسيطرت قوات الشرعية والمقاومة على منطقة الحمراء المحاذية لجبل قرود بمديرية نهم، في محاولة منها للالتفاف على سلسلة جبال الفرضة الاستراتيجية التي نشر فيها الانقلابيون صواريخ وأسلحة مدفعية، ودفعوا إليها بتعزيزات عسكرية كبيرة في سبيل إعاقة تقدم قوات الشرعية نحو العاصمة.

وفي مأرب قام الانقلابيون بسحب مقاتليهم من الحدود مع السعودية لتعزيز جبهاتهم في الجوف وصنعاء، حيث تتقدم الشرعية نحو معاقلهم في صعدة.

وفي شمال محافظة مأرب، نقلت «رويترز» عن القيادي في المقاومة، يوسف أحمد العقيلي، قوله إن ثلاثة من المقاومة والجيش الوطني قتلوا وأصيب ثمانية في مواجهات مع الحوثيين وقوات صالح.

وأضاف العقيلي أن 16 مسلحاً من الحوثيين قتلوا في المعارك، فضلاً عن إصابة العشرات، مؤكداً أن جثثهم لاتزال في شعاب جبال منطقة المحجرة جنوب شرقي مأرب، التي تمكنت المقاومة من السيطرة عليها بالكامل.

وذكر العقيلي أن المقاومة والجيش الوطني يتقدمان باتجاه منطقة مسورة التابعة لمديرية نهم في محافظة صنعاء، بهدف السيطرة عليها وقطع خطوط إمداد مسلحي الحوثي وصالح عن مرتفعات نهم.

وفي محافظة الجوف أعلن الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية، عبدالله الأشرف، عن البدء في المرحلة الثانية من تطهير المحافظة التي ستنطلق من المتون غرب المحافظة إلى حرف سفيان، وأن قوات الشرعية مسنودة بالمقاومة الشعبية سوف تتمكن من بسط سيطرتها الكاملة على المحافظة بكل مديرياتها وطرد المتمردين.

أما في الجنوب، فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر عسكرية مقتل 13 مسلحاً حوثياً وأسر آخرين، في صد هجوم شنه الحوثيون وحلفاؤهم صباح أمس شمال محافظة الضالع. ونفذت الميليشيات المتمردة هجوماً في منطقة مريس بعد قصف بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا تعرضت له المنطقة من قبل الميليشيات لساعات عدة. وأوضحت مصادر محلية أن القصف تسبب في تدمير العديد من المنازل وتشريد السكان من قراهم.

وفي محافظة تعز، تعرضت منطقة شرق جبل صبر جنوب المدينة لقصف بصواريخ الكاتيوشا من قبل الميليشيات المتمركزة في معسكر الدفاع الجوي في ضاحية الحوبان، في حين شنت طائرات التحالف غارتين على مواقع للميليشيات في منطقة حيفان جنوب المحافظة بعد خرق الأخيرة للهدنة وردّاً على مهاجمة قرى المواطنين في المنطقة.

كما أشارت المصادر إلى أن الحوثيين قصفوا مناطق جنوب شرق مدينة تعز، وقال مراسل «الجزيرة» إن مبنى التلفزيون في المدينة تعرض للقصف. وتصدت المقاومة الشعبية لقصف شنته الميليشيات المتمركزة في جامعة تعز وأحياء الدحي وقرى جبل صبر. كما تمكنت أيضاً من طرد المتمردين من مواقع عدة في جبهة مريس بمحافظة الضالع، واستولت على عتاد عسكري ودبابات للحوثيين في المنطقة.

وفي محافظة حجة شمال غرب اليمن، تدور معارك عنيفة منذ الليلة قبل الماضية بين قوات من الجيش الوطني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي مسنوداً بقوات برية وجوية من التحالف، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في المنطقة الواقعة شرق مدينة حرض قبالة منطقة جازان السعودية. وأكدت مصادر عسكرية يمنية ميدانية أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في صفوف الميليشيات خلال هذه المواجهات التي استخدم فيها الطرفان أسلحة ثقيلة، وتمكنت فيها القوات المشتركة من السيطرة على شعب الحمراية القريب من جبل أبوالنار.

وانسحبت ميليشيات الحوثي و صالح، أمس، من منطقتي الصفراء والسليم في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة.

ويأتي هذا التطور الميداني بعد ساعات من تأكيد مصادر يمنية قبلية أن القوات الشرعية تشق طريقها إلى صنعاء، وإنها أصبحت عند أقرب مسافة من العاصمة، منذ أن استولت عليها ميليشيات المتمردين في سبتمبر من العام الماضي.

ورداً على خروقات الانقلابيين، استهدف طيران التحالف تعزيزات لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في عقبة القنذع على الطريق الرابط بين شبوة والبيضاء أثناء توجه التعزيزات إلى بيحان.

وأفادت مصادر عسكرية بمقتل القائد في ميليشيات الحوثي وصالح، العميد الركن مبارك حسن الزايدي، أثناء المواجهات في شرق محافظة مأرب، وقتل أيضاً خمسة من العسكريين المرافقين للزايدي.

وأكدت المصادر العسكرية أن طيران التحالف بقيادة السعودية، شنَّ صباح أمس غارات على مناطق في جنوب اليمن، لاسيما الراهدة والشريجة الواقعتين في مناطق حدودية بين محافظتي تعز ولحج.

وفي محافظة الحديدة، قال القيادي في الحراك التهامي، أيمن جرمش، لـ«الإمارات اليوم» إن هناك عملية تنسيق كبيرة تجري حالياً بين المقاومة التهامية وقيادة القوات الإماراتية في عدن للقيام بعمليات تدريب لعناصر المقاومة في المحافظة.

وأضاف جرمش أن الحديدة تشهد تحركات كبيرة في سبيل الاستعدادات للقيام بعمليات عسكرية ومقاومة الميليشيات المتمردة، مع قيام قوات التحالف بتأمين الجزر اليمنية التابعة للمحافظة واقتراب قوات التحالف منها من جهة حرض الحدودية.

تويتر